لم دوما نقف عقبة أمام بناء شخصية الطالب ؟ بقلم: معمر رمضان خلة
تاريخ النشر : 2017-11-14
لم دوما نقف عقبة أمام بناء شخصية الطالب ؟ بقلم: معمر رمضان خلة


لم دوما نقف عقبة أمام بناء شخصية الطالب ؟؟؟؟
كتب : معمر رمضان خلة
جميعنا يدرك ان النظام التربوي يستطيع أن يلعب دوراً فاعلاً وكبيراً في بناء الشخصية الانسانية ويستطيع تحصين هذه الشخصية وجعلها أن تتجاوز العقبات والمشكلات التي يمكن أن تواجهها، ويعمل على تقوية الفرد وتعزيز قدراته العقلية والفكرية لاستثمارها بشكل صحيح وسليم في خدمته وخدمة المجتمع.
ان غياب تعليم بنوعية جيدة واستمراره يؤدي الى كارثة محققة لأن التعليم من المفترض أن يساعد على حل المشكلات وقضايا التخلف وان لم يهدف الى ذلك يصبح هو ذاته مشكلة معقدة، تضاف الى مشكلات التخلف كالفقر والمرض والاستبداد التي تضرب مجتمعنا الفلسطيني .
ان الاتجاه التربوي السائد في ثقافتنا وتربيتنا ما زال يعتمد على طرق التلقين والتعليم التقليدية التي تقلل من شأن الطالب، وتصنع منه متعلماً إتكالياً سلبياً، ينتظر دوره دوماً للمشاركة وفي الوقت الذي يحدده المعلم، ووفقاً لما يراه. مما يؤدي هذا، إلى كبت مواهبه وإطفاء الشعلة الإبداعية لديه حيث انني لاحظت أن هناك الكثير من أولياء الأمور ومن المعلمين أنفسهم من يرفض التغيير الحاصل في نظام تقييم الطالب الذي أعتمدته وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث في مدارسها والقائم على احتساب 20% من الدرجات الفصلية على أعمال وأنشطة الطلاب الذاتية .
للاسف مازلنا لم ندرك ان بناء الانسان ليس فقط بالمناهج الدراسية والمقررات ولكن بالتركيز على الابداع والابتكار والقدرة على الاعتماد على الذات حيث لابد ان يتعلم الطالب الاعتماد على نفسه وليس على والديه فى مذاكرة دروسه.
ان نموذج بناء الشخصية المتكامل لتنمية الطالب الذي يعتمد على تشجيع المدارس على التخلص من نمط التعليم الذى يعتمد على الحفظ والتلقين.لما له من دور فى تقوية الشخصية للطالب وتعزيز مهاراته من خلال ممارسة انشطة حديثة وتطبيق التكنولوجيا.يجب ان يحظى باولوية مجتمعية خاصة بين أولياء الأمور لانه بيساعد على اعادة تشكيل شخصية الطالب علميا وثقافيا وخلقيا وصحيا وبدنيا.لان هذا الاسلوب ليس فقط يعمل على اكساب الطالب مهارات تعليمية متميزة. بل على تشجيعه على تطبيق مايتعلم و يركز على اكساب الطالب مهارات حياتية وثقافية .والتغيير امر مطلوب خصوصا عندما يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة، والاستخدام الأمثل للمعلومات المتدفقة بوتيرة سريعة، والا داهمنا قطار التغيير، ولا يمكن للفرد والمجتمع أن يتكيفا الا اذا كانا مسلحين بنوع من التفكير والمعرفة، من خلال ما يفرزه النظام التربوي.
ولقد نهجت وزارة التربية والتعليم بايعاز من وزيرها صبري صيدم استراتيجية جديدة تواكب الدول المتقدمة في التعليم لتساهم في بناء شخصية الطالب الفلسطيني وتعده للمستقبل من خلال التركيز على تعليم كيفية التعلم بدلاً من التلقين. والتأكيد على تنمية القدرات الذهنية للطالب والذي يتضمن عمليات التمثيل والتركيب والتحليل والابداع في معالجة المعلومات. للسعي في تكوين شخصية الطالب، بدلاً من النظرة الجزئية المعتمدة على المعرفة فقط.
وذلك عن طريق مواصلة التعلم الذاتي والتجريب المتواصل.من خلال جميع الوسائل والمصادر المتنوعة والمتوفرة للطالب هذه الايام والتي يمكن الوصول اليها بطرق سهلة وجذابة دون الاعتماد على المعلم للحصول عليها ويهذه الطريقة لم يعد دور المعلم مقتصرا على توصيل المعلومات فقط بل يتعدى ذلك بكثير اذ ان الطالب يصيح مسئولا عن بناء شخصيته الناقدة والباحثة والمفكرة وتوسيع افاقه ذاتيا...!!!!