مَرَايَا العُيُون بقلم:منتهى غوادرة
تاريخ النشر : 2017-11-12
 مَرَايَا العُيُون
كَزَاوِيَة ضَيِقة
يَتَلون بَحر الشَوقِ
كَرِوايَة تَنام عَلَى حَنِينِ
المَاضِي يُوقِظهَا الحَاضِر
مُتخَفِياً يَتَساءل عَن
قَنادِيلٍ تَبعث النُورَ
بِلَوحَاتٍ زَاهِيةٍ يَراهَا
المُبصِرون كَأشرِعةِ
قَارِبٍ يُبحِر بَعِيداً بَين
حِينٍ وآخَر يَتَوارى
عَن الأنظَارِ كَعينٍ تَفقِد
النُور يَومَاً بَعد آخَر
بِحُجَة مَرضِ أو حُلمٍ
يَتَضاءل فَكَانَت تُودِع
النُور عَاماً بَعدَ عَام
فَهل تُبصِر؟ كَنَسمةِ
بَحرٍ هَادِئَة ظَلَت تَرسُم
بَأسرَارِ عَينيها نُورَاً
يَعكِس زُرقة سَماءٍ
وَاسِعة تَضِيقُ بِنورٍ
يُخفِقُ فِي الإبصَارِ
فَلَم يُؤمِن بِحُدودِ الإعَاقَة
ظَلَ يَرسُم مِن الظَلامِ
رِوَايَة هَادِئة يُبحِر فِيها
الخَيال فِي زَورَقٍ مِن
وَرَقِ الكَلام فَتَبدوا
الحَياة جَمِيلَة بِظلامٍ
يُلقِي حُروفَ كِلماتٍ
مُتَقَطِة عَلى عُيونِ
فَتَاةٍ كَفِيفَة تُبصِر
النُورَ كَائِناً آخَر يُعاودُ
المَجئ فِي أَحلام
هَادِئَةٍ فِي رُوحِه
يَنهَضُ الظَلامُ مُتَأخِراً
يَروِي لِصَباحِ حَكايَة
نُجومٍ أَخَافَها النُور
فَختَبَأت بَينَ أَجنِحَةِ
الظَلام كَلَوحَة فَنِية
تَرسُم عَلى وَجههِ البَحرِ
لَونَاً أَزرَقاً هادئاً
كَرِوايةٍ غَريبَةٍ
تَنسِج مِن فُصولِ
السَنَةِ عِقدَاً مِن الأحلامِ
فِي قَلبِ فَتاةٍ كَفيفَة
تَرى النُورَ كَأشرِعَةٍ
تَمَادَت فِي الغُروبِ
وَصفَاً فِيهِ تَختَنِقُ
الوُرُود بِلَونِ ظِل
يُحَدِثُ عَن ظُلمَةِ
الليَالِي عَن قَمرٍ
يَختَبى فِي خَيَالِهَا
الوَاسِع يَنسِجُ مِن
نُورِ حُرُوفِه جَمَالاً
يُضِئ الطُرقَات المُتَسعَة
بِلغَة الخَيال تَجتَازُ
حُدودَ الحَاجَة الًى الناسِ
تَمُدُ يَديهَا الَى شَمسِ
السمَاءِ الفِضِيَة تُحَدِثُها
عَن أَمنِياتِ لَم تَمُت
لَم يَختَرُقُها نُورُ
المَسَاء بَل ظَلَ واقِفاً
عَلَى الأبوَابِ يَصِف
بِحُرُوفِه المُبَعثَرة
عَالَما يَفِيضُ بِالجَمالِ
فَلَم تَرَى تَفاصِيل مَلامِحِه
فَكَانَ جَمالُه يَختَبِئ بَينَ
الخَيالِ والحَقِيقَة يَروِي
لَهَا حِكايَة وَرد سَكَن
أَطرَافَ طُرُقَاتٍ تَسكُنُها
عَصَافِيرٌ تُلَحِن أَغَانِيهَا
الجَمِيلَة لِصِغَارِها
فِي فَصلِ اسمُه الرَبِيع
فِيهِ يَنثُرُ الزَهرُ أَلوَانَه
المُتَسِعَه عَلَى مَرايَا
العُيون وَإن كُنتِ
لا تَرينَ سَأَحَدِثك
عَن عَالَمٍ سَقفُه السَمَاء
وَإن امتَدَت أَيدِينَا إلَيها
لا نَستَطيعُ لَمسَهَا
تَسكُنُها غُيومٌ جَمِيلَة
تَمُدُ أَجنِحَتِها بَعِيدَاً
تُغَطِي بِرَحَابَةِ قَلبِهَا
شَمسَاً تُشبِه نُورَ الأَمَل
الذِي يَسكُن أُمنِياتٍ لَم
تُأمِن بِالمَوت لَم تُأمِن
بِالعَجز ظُلت تَغِيبُ
وَتُشرِق فَتَرسُم تِلكَ
الشَمس حِكَايَة مَغِيبٍ
فِيهَا تَختَبئ إِجَابَة سُؤال
يَتَساءلُ فِيهِ المُبصِرُون
عَن سِرِ عُيونٍ حَائِرةٍ
تَتَحَركُ بِلا تَركِيز
إن رَأينَاها تَسَاءلنَا
عَن قَلبِ تَوَقَفَ مُتَسائلاً
هَل تَدُلنِي عَلى الطَريق؟