الجاليات الفلسطينية " قطف العنب" - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-11-10
الجاليات الفلسطينية " قطف العنب" - ميسون كحيل


الجاليات الفلسطينية " قطف العنب"
 
كنت قد كتبت سابقاً و سلطت الضوء على وضع تشكيل الجاليات الفلسطينية في أوروبا، و تعدد الاتحادات التي تمثل هذه الجاليات، وفي المرة الأخيرة التي كتبت فيها عن وضع هذه الجاليات في تاريخ 12-2-2017 أوضحت الخلل المتفشي في أركان هذه الجاليات والأسباب؛ و كمتابعة محايدة كان لا بد من الإنصاف حسب رؤيتي المتواضعة للجهود المبذولة والنيات الصادقة وللاتحادات المتعددة التي تمثل الجاليات الفلسطينية في أوروبا والموقف الضبابي للقيادة الفلسطينية من هذه الاتحادات! والآن جاء دور طي الصفحة؛ أي العمل على نسيان الماضي الممزق والمتعدد الأشكال في سبيل توحيد هذه الجاليات ضمن إطار جامع يضم الجميع دون استثناء. وكما يقال فإن أول الغيث قطرة، وهو ما تم في العاصمة البلجيكية مؤخراً حيث عقد ( ممثلي الجاليات الفلسطينية في أوروبا ) يوم الأحد الخامس من نوفمبر 2017 اجتماع كان الهدف منه إيجاد السبل الكفيلة التي ستساهم في توحيد أطر الجاليات في الساحة الأوروبية في إطار واحد جامع يضم الكل الفلسطيني في اوروبا، و حلقة وصل واحدة مع العمق الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بهدف وحدة التمثيل وتحسين الصورة، و تثبيت الانتماء المحدد الواحد دون تفرعات وتعددات التمثيل، ودون تحزب أو تغليب للفصائلية الحزبية على الوطنية الفلسطينية يضع في عين الاعتبار بناء علاقة متينة مرتبطة تماماً بمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد خرج المجتمعون ولله الحمد باتفاق يؤكد على ضرورة توحيد الجاليات الفلسطينية في أوروبا وتشكيل لجنة تحضيرية تعمل على التحضير لمؤتمر عام للجاليات الفلسطينية يبدأ أولاً باجتماع للهيئات الإدارية لهذه الاتحادات لوضع النقاط على الحروف وتحديد تصور عام لشكل هذه الجاليات في المستقبل ضمن إطار جامع يوحد العمل الوطني والتمثيل الفلسطيني للجاليات في اوروبا مما سيساهم بالتأكيد على زيادة المكانة التمثيلية والرؤية المستقبلية لهذه الجاليات، و شكل علاقات التعاون فيما بين أفراد جالياتنا الفلسطينية إضافة إلى ترابطها و تواصلها مع القيادة الفلسطينية دون تحفظ .
ومن وجهة نظري؛ فإن هذا العمل الوحدوي يستحق الاحترام ومن الضروري أن نباركه لأنه يصب في مجرى المصلحة الفلسطينية المشتركة، ويحتاج إلى دعم القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية و نشد على أيدي القائمين على هذا التوجه لأن قوتنا كفلسطينيين في وحدتنا و وحدة موقفنا وفي أي بقعة نتواجد فيها على هذه الكرة الارضية ما يلزم الوقوف في وجه أي فرد أو جهة أو مؤسسة تحاول العبث أو تخريب هذا التوجه الذي طالما تحدثنا عن سلبيات تعدد التمثيل ورؤية المؤسسات الأوروبية في الساحة الأوروبية لشكل تناثرنا و تصارعنا على أحقية التمثيل التي اضرت بشكل الجاليات الفلسطينية. لذا ومن هنا تبدأ رحلة قطف العنب بدلاً من صراعات لا جدوى منها سوى تشتيت المشتت وتجزئة المجزأ طموحات شخصية لا علاقة لها في الوطنية ما يحتاج منا جميعا بدءاً من القيادة الفلسطينية مباركة هذه الخطوة ورعايتها ودعمها لتحقيق أهداف هذا التوجه دون منغصات ومَن لا يعجبه عليه أن يأخذ عنقود عنب ليأكله و يصمت.
 
كاتم الصوت: غضب غير مفهوم لبعض الأفراد المحسوبين على هذه الجاليات الفلسطينية في اوروبا من هذا التوجه الوطني الجامع ! حبذا لو نسوا أنفسهم مرة و فكروا بدور الجاليات الفلسطينية كمصلحة وطنية .
 
كلام في سرك: إهمال القيادة الفلسطينية لهذا التوجه سيكون دلالة على أن القيادة غير معنية ليس بالجاليات الفلسطينية فحسب بل بكافة شرائح شعبنا في الخارج !
 
ملاحظة: وحدتنا دائما على كف عفريت ! ليت العفاريت يغادرون المكان !