زلزال يتجه نحو كعبة الاحرار
ابتسام الجمالي
الدروس المستلهمة من حياة الحسين (ع)، مرآة تعكس للعالم حقيقة هامة، ان الله وهبنا الحياة حتى نقيم الأمن والسلام، اذا كان الامام الحسين(ع) وقف في عرصات كربلاء، وحيداً ينادي: هل من ناصر ينصرنا، فأن نداءه جال في الامصار والازمان، حيث لاقت الافكار الاصلاحية التي اطلقها، احتراماً وقبولا من كل المجتمعات، فتعاليم النبي ( صل الله عليه وسلم) وهدى القرآن العظيم تقدمان لنا امثلة، تبقى تنبض بالحياة، وترتبط بكل التاريخ الاسلامي وتاريخ العالم.
ان واقعة الطف بكل فصولها، الاليمة والمأساوية، منذ ذاك اليوم وحتى يومنا هذا، تغادرنا الاعوام عاماً بعد عام، وتترجل الايام عن صهوة جواد الزمن، داخلة متاهات الماضي السحيق، وترحل الاجيال بعد جيل، وذاكرة التاريخ تبقي قضية الامام ونهضته المباركة، الرافضة للظلم وتحريف الاسلام وطمس مبادئه، وتحقيق الكرامة، ورفض العبودية، والخنوع لاترحل بل تولد من جديد مع كل يوم تتجدد باستمرار، مع كل عام تنمو وتزداد حضوراً، قضية الامام الحسين(ع) هي قضية كل الشعوب ، ستبقى طالما بقيت الدنيا ، اعين وافئدة تهوى اليه والسن تنطق بمصابه العظيم، واقلام تخط بمداد من الدماء والدموع، كلمات صادقة عن نهضته ومظلوميته، فهم شعلة منيرة وهاجة، انهم قادة بناء واصلاح.
رسالة الحسين(ع) ليست كلمات نتحدث بها فقط ولكنها الفعل الذي نفعله، شعب العراق ليس له نظير ولا شبيه ولا يدانيه بكرمه وذوقه وانسانيته احد، فقد زلزل العالم زلزال يتجه نحو كعبة الاحرار، شباب وكهول واطفال يجللهم الفقر النظيف، انتشروا على امتداد 90 كيلو متر، لتكريم زوار الحسين (ع) برموش العيون، يتسابق فقراء وبسطاء الناس على خطف الضيوف من الشوارع، وتأمين الف خدمة وخدمة له، ملايين الضيوف لأسابيع من فقراء العراق قبل اثريائه معجزة انسانية كبرى، شعب يجترح معجزات انسانية لانظير لها ولامثيل لها، زرع شعب العراق دليل رجاء وامل بالغد والمستقبل.
والسؤال هنا؟
ملايين الارغفة ملايين الوجبات اليومية ملايين غالونات الماء ملايين ساعات العمل ضيافة من كلفهم؟ من نظمهم، كيف وكيف؟
فليسوا بشرا ؟بل هم ملائكة الكرم.
زلزال يتجه نحو كعبة الاحرار بقلم:ابتسام الجمالي
تاريخ النشر : 2017-11-05