وزارة التعذيب والتعليم!- ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-11-05
وزارة التعذيب والتعليم!- ميسون كحيل


وزارة التعذيب والتعليم !

في الحقيقة لدي اعتراض قديم جديد على تسمية وزارة التربية والتعليم بهذا الاسم تحديداً؛ واستباق التربية قبل التعليم في اعلان الوزارة عن نفسها ذلك أن التربية هي آخر الاهتمامات وليست أولها؛ العنوان ليس أكثر من دعاية شبيهة بالدعاية الانتخابية؛ لكن إنصافاً للحق فالوزارة لا تتحمل مسؤولية التربية هنا إلا في إطار أساليب التعامل وبناء الثقة في العلاقات. والتربية في أساسها تعتمد على شعور الفرد أنه ضمن مجموعة ينتمي إليها، ويتفاعل معها، وينتظر منها معاملة متبادلة من الاحترام تكون مكملة لحالة التنشئة التي تبدأ من الأسرة. وفي ذات الوقت؛ علينا الإقرار بأن هناك عوامل متعددة تساهم في بناء شخصية الفرد في الاسرة والمجتمع والمدرسة التي تمثل الحالة الأخرى من حياته؛ وعلينا أن ندرك بأن العملية التربوية عملية مشتركة تبدأ وتمر وتبقى في نطاق جهات الارتباط والاتصال من أسرة ومجتمع ومدرسة . رغم هذه المقدمة لا تبرر كل الظروف والمعطيات والأسباب مهما كانت وقائع الأحداث العنف المدرسي من جهة الأساتذة ولا العنف المضاد من قبل الطلبة أو الأهل ويبقى السؤال مَن بدأ بهذا العنف ؟ ولماذا يُمارس ؟

إذا اقتنعنا وفهمنا أن التربية نظام وقانون إنساني علينا أن ننبذ العنف الممارس ضد الطلبة مهما كانت أسبابه؛ خاصة وقد سجلت العديد من حالات العنف المدرسي؛ ليس في فلسطين فحسب بل في كثير من الدول العربية أيضاً، والأحداث الأخيرة التي جرت في غزة رغم النقص في المعلومات الواردة وأسباب حدوثها فإن ممارسة العنف من قبل أساتذة ضد طالب معين أمر ليس فقط مرفوض أو غير مقبول بل هو منبوذ فكراً و ممارسة؛ وإذا كانت هذه الاعتداءات مرتبطة ايضاً بنوعية الانتماءات الدينية أو الطائفية أو الحزبية أو العشائرية فذلك دلالة على جهل فاقع وعدم فهم لطبيعة المجتمعات، وأصول التعامل؛ إذ لا يمكن هنا تفسير كيف يكون المعلم أستاذاً للطلاب و هو يفكر  بهذه الطريقة الجاهلية في تعامله مع الآخرين .

باختصار العنف بشكل عام والعنف المدرسي بشكل خاص مرفوض شكلاً ومضموناً لأنه يؤثر في تأسيس الفرد، وفي إعداد الأجيال لمجتمع سيكون مختلفاً سلبياً عن المجتمعات المتطورة، و ستؤثر في أفكار وأساليب وعلاقات الأفراد، وفي مستقبل أصبح في ظل هذا العنف مظلماً وقاتماً، ومن هنا؛ فإن المطلوب جراء هذا العنف المدرسي، أولاً رفض المجتمع له، وثانياً عدم سكوت أسرة الفرد المتضرر عن أي عنف يمارس ضده، وثالثاً صحوة مطلوبة من وزارة التربية والتعليم للوقوف على أسباب و دواعي هذا العنف، وسبل إيجاد الحلول وإلا عليها أن تغير اسمها إلى وزارة التعذيب والتعليم حينها لا أحد يملك حق مراجعتها .

كاتم الصوت: الانتماءات الحزبية أصبحت تتحكم في علاقات الأفراد مع بعضها البعض وتلك مصيبة وجهل!

كلام في سرك: كاد المعلم أن يكون رسولا ....! يكفينا أن يشعر بأنه أب لتلاميذه !

ملاحظة: لا أبرر العنف والعنف المضاد !..( المعلم والد )