استذكار الثورة الحسينيّة ديمومة الرسالة المحمديّة بقلم:نزار الخزرجي
تاريخ النشر : 2017-11-05
استذكار الثورة الحسينيّة ديمومة الرسالة المحمديّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
نزار الخزرجي
إحياء وذكر مصاب آل بيت الرسول "صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم" هو الالتزام بالدرس والمنهج القويم الذي خلّفه لنا الأئمة المعصومون "عليهم السلام" ،والذي يمكن من خلال فهمه واستيعابه أن نصوغ حاضرنا الإسلامي والإيماني خير وأدق صياغة تصبُ في صالحنا ومصلحتنا الدينية بل وحتى الدنيوية.
ولأهمية معنى وقيمة الإحياء لأمر أهل البيت"عليهم السلام" أكدّ أئمتنا على هذا المضمون وخاصة في قضية الإمام الحسين "عليهِ السلام" ،التي هيمنت بقدسيتها الربانية الصادقة والهادفة على أذهان المؤمنين على مرِّ العصور. وهكذا تجد أنَّ في إحياء القضية الحسينية ديمومة الرسالة المحمدية وصيانة لرسالة السماء.
ومن هذا المنطلق نجد بعض العلماء العاملين من أكد على هذه المفاهيم ، ومنهم المحقق العراقي السيد الصرخي الحسني ،إذ ذكر في بحثه ''الثورة الحسينية''ما نصه(( جرت السيرة الإلهية المقدسة في دعوتها الصادقة الرسـالية الإسلامية على إعطاء صفة الاستمرارية والديمومة والتجديد على طول التاريخ وهذا الإجراء لابدّ منه مـادام إبلـيس والهوى والنفس وشياطين الجن والإنس كلّهم أعداء الحـقّ ومسيرته ، ولهذا تتالى بعث الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام) وتلازم مع ذلك مـساندة ومـؤازرة الأنبيـاء والصالحين (عليهم السلام) ، وعلى هذه الـسيرة كانـت الثورة الحسينية حياة وروحًا وصـيانة للنهـضة وامتدادًا للرسالة المحمدية (صلوات الله على صاحبها الـنبي وعلـى آله)، وعلى هذا الأساس احتاجت النهضة الحسينية الـتي جعلها الشارع المقدس المحـور والقطـب إلى الاسـتمرار والديمومة والتجديد على طول التاريخ حتى تحقق الأهداف الإلهية التي من أجلها اتّقدت وانطلقت الثـورة المقدسـة)).
وختاما نستنتج ممَّا تقدم مطلوبية ومحبوبية إحياء أمر أهل البيت (ع) ،وهذا الإحياء له صور متعددة، فتارة يتحقق بعقد المجالس الحسينية الواعية والصادقة، فيُتَدارس فيها فكر وثقافة الحسين (ع) وعلوم أهل البيت (ع)عامة وتعلم أخلاقهم ومناهجهم ومحاسن كلامهم وتطبيقها بإخلاص وترجمتها إلى الناس حتى يطّلعوا على حقيقة أهل البيت(ع) وضرورة إتباعهم.وتارة يتحقق الإحياء القيمي والأخلاقي والديني لأمر أهل البيت (ع)بالاهتمام بقضية الحسين(ع) من البكاء الواعي عليه ،وفهم أهدافه الشريفة والتأكيد على زيارته ،والأخذ من فكره ومنهجه العبادي والحياتي العام وتطبيقه على أنفسنا ومجتمعنا ؛لأنّ الإحياء حياة وحركة ونشاط لابد من أن يُلحَظ وجوده في أوساطنا الفكرية الدينية والدنيوية ,ومن أجل تحقيق حياة إيمانية طيبة في مجتمعنا يجب أن نقوم بعملية ترسيخ الاعتقادات الحقة في ديننا الإسلامي العزيز، وتوطيد الأخلاق الحسنة ،وبث روح التوافق والتآخي بين الناس ,فوعي ومعرفة ودراية مضامين مفهوم إحياء أمر أهل البيت(ع) يجعلنا في حال أفضل وأحسن عند ألله تعالى في الدنيا والآخرة.