بقيت استحقاقات المصالحة بقلم:ماهر الصديق
تاريخ النشر : 2017-10-23
بقيت استحقاقات المصالحة بقلم:ماهر الصديق


بقيت استحقاقات المصالحة

لقد تم ما كان يجب ان يتم بتمكين حكومة الوفاق من ممارسة مهماتها كاملة في غزة و على المعابر ، لم يعد هناك اية عوائق في طريق اتمام ما اتفق عليه في القاهرة في نيسان عام  2011 . فالمصالحة لن تكن مكتملة و قائمة على اسس
ثابتة ما لم تتوقف كافة العقوبات عن غزة و تفتح المعابر و تحل المشكلات العالقة بما فيها المصالحة الاجتماعية و من ثم الانطلاق نحو القضايا الاخرى التي لا تقل اهمية و بالاساس منها اصلاح المؤسسات القيادية الفلسطينية و اجراء الانتخابات في الداخل و الخارج للمجلس الوطني الفلسطيني و قيام لجنة تنفيذية جديدة و مجلس
مركزي يمتلكان الصلاحيات الكاملة التي تمنع التفرد باتخاذ القرارات و تنطلق بالوضع الفلسطيني في مرحلة جديدة من المشاركة و القيادة الجماعية بما يناسب مواكبة نضالات و تضحيات شعبنا و استكماله للمهمات الوطنية الكبرى نحو اقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة و عاصمتها القدس الشريف . ايضا يجب التعامل مع استحقاق المصالحة  بالنسبة للسلطة الفلسطينية و ذلك بتشكيل اللجان المختصة للاعداد من اجل اجراء الانتخابات التشريعية و الرئاسية و البلدية و تنشيط عمل الاتحادات و المؤسسات  على اسس الشراكة الكاملة و تشكيل حكومة جديدة تتماشى مع الواقع الفلسطيني الجديد .

ان واقعنا السياسي الفلسطيني يجب ان يتميز عن الواقع العربي المرير القائم على النظم
الدكتاتورية و الاستبدادية و الحكم المطلق ، فنحن شعب قدم قوافل من الشهداء ،من اجل حريته و استقلاله ، و عانى شعبنا على مدى اكثر من قرن من الزمن حتى يقيم نظامة الذي يكفل كرامة الانسان و حريته و اختياره لقيادته بارادته و بلا
ابتزاو مالي او نفسي او قمع تسلطي ، و من المؤكد بان شعب التضحيات لن يقبل ان تسلب ارادته من اي طرف و ان تتوج نضالاته و تضحياته بنظام يشبه الانظمة الاستخباراتية القمعية المستبدة . على الاطراف الفصائلية ان تأخذ  بالاعتبار هذه الحقائق التي لا تقبل الجدل، فلا يمكن اعادة انتاج الانظمة القمعيه في فلسطين على شعب مثقف مكافح يعرف طريقه جيدا و يعرف حقوقه
وواجباته ، و لديه اختياراته ، و مستعد لبذل الغالي و الثمين من اجل حريته .

اننا امام مرحلة جديدة من التوافق و التصالح مع الذات ، و من غير الممكن لشعبنا ان يحقق انجازه الوطني المرحلي و النهائي الا بوحدته و تكاتفه
و تضامنه و تضافر جهوده ، و بقيادة حيوية تتجدد و تتطور، و تضخ دماء  جديدة ترعرعت في مدرسة النضال وواجهت العدو في مواقع الجهاد .
لتنطلق المصالحة الى الامام ، و ليرى شعبنا في غزة و في كل اماكن تواجده ثمارها على الارض .  لتكن وحدتنا حقيقيه مثلما هي في المواجهات
و في المعتقلات و في عشق الوطن الفلسطيني .