إتفاق المصالحـ/ ـة بين التسحيج والترويج بقلم جبريل أبو كميل
تاريخ النشر : 2017-10-23
إتفاق المصالحـ/ ـة بين التسحيج والترويج بقلم جبريل أبو كميل


بقلم/جبريل أبو كميل
إتفاق المصالح/ة بين التسحيج والترويج

ونحن نعيش ضمن  العام الحادي عشر من سنين  عجاف بُدلت فيها وجوه الناس وقست القلوب على أصحابها، ليس ذلك فحسب، بل فقدت العقول صوابها.
ففي تلك السنين ملايين الأكف تضرعت، وآلاف الدموع ذرفت؛ حسرةً على وجوه صُفعت .
لم نعلم بأن للظلم ساعةً، لكننا ندرك حق اليقين بيوم الحساب "الثواب والعقاب" عند رب العباد ساعة.
فلطالما نُجمع بأن كلنا يرقب "الساعة" فلنفكر كيف ستكون ؟ وهل يفلت منها الذي ألبس نفسه "عباءة"!
لكن الغريب هنا حين يهتم المظلوم رغم قوته بالبحث عن مبررات تمسح سواد العباءة المهترئة منذ زمن بعيد.
وعلى ما يبدو أن تلك السنوات العجاف هزمت الرجال الذين عاشوا صنوف العذاب ، كيف لا؟ والمظلوم يفخر بخلق مبررات تكفر سيئات من جعله رهينة الماضي والحاضر وكأننا لا نزال نعيش زمن الرق العبودية.
الظلم لم يكن أحد عشر دقيقة، بل أوقف الحياة أحد عشر عاماً ويزيد، لذلك لا نملك عصاً سحرية تعيدكم للحياة، هكذا يدعون!!
فعلاً لا قولاً طويت صفحات القهر والعذاب وبدأت ساعات الحساب والعقاب، لربما في هذه الأثناء تشهد فلسطين أكبر عملية حسابية يُستخدم فيها التقويم السنوي والشهر الميلادي كي يعرف كل صابر على البلاء  ثوابه من عقابه مُسيراً لا مخيراً.
وكأنه كُتب على الناس عيش الحياة بجدول زمني حُددت فيه  الأعمار ما بين رقم وآخر، وبين تكليف وإقصاء قسري.
ونحن نمضى في القرن الواحد والعشرين، عصر التكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل، لم يعد رأي المرء بغيره سراً على أحد، نقرأ عن آرائهم فنجدها تلونت كذباً "تسحيج" أملا  من صاحبها أن يبيع نفسه لمن يشترون الذمم.
ليس غريباً كل ما نشهده من زيارات شبه يومية للمدينة، زيارات يلتقط خلالها المقيمين مع القادمين صوراً تبدو في ظاهرها جميلة، وكأن المدينة  تحولت لبزار ملئ برسوم متحركة ترويجية.
( السياسي الأنيق، الحركة البريئة ، الجناح المكسور، الثلاثيني الحزين، الوردة العانس ،العامل الشجاع، الفقير النظيف، الحراك التائه، والخمسيني الكهل) .
مسميات حزينة تبحث عن مكان يدخل أصحابها في المنظومة التي غيبوا عنها بسبب القحط الذي خلفته السنين العجاف.
يقرع هؤلاء طبولهم في طريق معبق برائحة جثث الصابرين ، طبول غايتها مكاناً يمنحهم فرصة للسهر على راحة  لقاء العاشقين