نهاد كرعو: أنا من وطن يحرقون فيه أجنحة الفراشات
تاريخ النشر : 2017-10-22
نهاد كرعو: أنا من وطن يحرقون فيه أجنحة الفراشات


حوار مع الشاعر نهاد كرعو/ خالد ديريك

ـ أنا من وطن يحرقون فيه أجنحة الفراشات ويصنعون من رمادها مراسيماً وأكذب العبارات
ـ توجهت إلى بيروت لأحقق حلم طفولتي بأن أصبح شاعراً وصوتاً لوطني الضائع
ـ قصائدي متنوعة كالألم الذي يحاصر أزقة وطني.
ـ الفشل الذي كان يعارض طريقي هو المجتمع الفاشل الذي كبرت بينه
ـ كتابة الشعر تشبه ابتسامة أمي
ـ نزار قباني هو قدوتي فأنا لا اعتبره مجرد شاعر بل نبياً للشعر.
ـ تعرفتُ على “كلاارا” من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووصل حبي لها إلى درجة الجنون
ـ حلمي بأن تعود أمي للحياة لأعود لأجلها إلى روج آفا.
 

الشاعر نهاد كرعو
 
حوار مع الشاعر نهاد كرعو
خالد ديريك: من هو نهاد كرعو في بضعة أسطر؟
نهاد كرعو: أنا من وطن يحرقون فيه أجنحة الفراشات ويصنعون من رمادها مراسيماً وأكذب العبارات
أنا من روج آفا (منطقة شمالي سوريا) التي صمدت بوجههم رغم طعنات
أنا من كوباني مدينة الركام
أنا من عفرين مدينة السلام
أنا من قامشلو مدينة الغرام.
أنا رجل من ضباب، كُردي سوري من مدينة الركام (كوباني) والآن أقيم ببيروت شبه إقامة جبرية.

خالد ديريك: متى تركت مدينة كوباني (عين العرب)، ولماذا اخترت بيروت مكاناً للإقامة؟
نهاد كرعو: لم أرى وجه كوباني الملائكي منذ أربعة أعوام، لكنني لم أترك كوباني بل هي التي تركتني. السياسة الفاشلة والحصار الخانق جعلني أخرج من كوباني وبجيبي دفتر صغير فيه قصائد، متوجهاً إلى بيروت لأحقق حلم طفولتي بأن أصبح شاعراً وصوتاً لوطني الضائع.
واخترت بيروت لعشقي لها ولأنها مدينة الشعراء وصوت المنفيين.
رغم النفي ستبقى كوباني قبلتي التي سأصلي لها.
 

خالد ديريك: مساحة كبيرة من خارطة سوريا تحولت إلى الأنقاض ومنها مدينتك كوباني بفعل الحرب شبه العالمية الدائرة هناك، هل أثرت عليك هذا الوضع في الغربة وبالتالي على أشعارك أم تكتب عن الحب والغزل فقط؟
نهاد كرعو: الحرب على كوباني كانت البداية الأولى لولادتي والخروج من صمتي الذي لازمني لسبعة أعوام، حيث تم أسر أبي وثلاثة من إخوتي يوم الهجوم على كوباني، يومها تغير كل شيء، كبرت ألف عام. قصائدي متنوعة كالألم الذي يحاصر أزقة وطني.

خالد ديريك: منذ متى ارتديت عباءة الشعر، وهل خضت تجارب الكتابية الفاشلة في البدايات؟
نهاد كرعو: بدأت بكتابة الشعر منذ أن كنت في عمر الثانية عشر لكن الفشل الذي كان يعارض طريقي هو المجتمع الفاشل الذي كبرت بينه لأن الناجح لا مكان له بين مجتمعنا والفشل الأكبر كانت الثقافة البعثية (حزب البعث الحاكم) المسيطرة على مدينتي. قمت في عام 2007 بتقديم بضع قصائد للمركز الثقافي بكوباني لإقامة أول أمسية شعرية لي لكن تم رفضها كَوني لست بعثياً ولِكون إخوتي كانوا معارضين وقياديين في حزب الوحدة (يكيتي) وفي عام 2009 كانت الصدمة الأكبر تم منعي من الدخول إلى المركز الثقافي بقرار من مدير المركز.

خالد ديريك: متى تحدد موعد اللقاء مع القصيدة الجديدة، وماذا يدور بينكم من الأفكار والخيالات والنقاشات وحتى حالات الخصام والوفاق وغير ذلك؟
نهاد كرعو: كتابة الشعر تشبه ابتسامة أمي كلما أبدأ بكتابة قصيدة أشعر بأنني أرسم صورة لوطني فوق رمال الصحراء.
وعندما أشعر بالألم وأبدأ باسترجاع ذاكرتي للماضي الجميل الذي كنت أعيشه مع عائلتي وكلانا يحاصر الأخر بزاوية معتمة والألم يكون سيد البطولة فتولد القصيدة معاقة كحكام هذا العصر.
 
خالد ديريك: هل كل قصائدك مجرد خيال أم جميعها حالات حقيقية وواقعية؟
نهاد كرعو: كل حرف في قصيدة كتبتها واقع عشته.

خالد ديريك: هل لديك قصيدة مفضلة أو مقربة لقلبك سواء أكانت لك أو لغيرك، وهل ترى في أحد ما قدوتك المثلى في الشعر؟
نهاد كرعو: هناك قصيدة لي بعنوان “ظلال البنفسج” وهي عبارة عن صراع بين الماضي والحاضر وبين الواقع والخيال اعتبرها طفلتي المفضلة.
ونزار قباني هو قدوتي فأنا لا اعتبره مجرد شاعر بل نبياً للشعر.

خالد ديريك: مَن يصنع الإبداع، الأمل والابتسامة، الألم والدموع، المادة، الشهادات العليا؟
نهاد كرعو: يولد الإبداع من قلب الألم كما تولد الزهرة من بين الركام لتغطي وجهها التعيس، والشهادات العليا دائما تقودنا إلى الغرور والفشل.

خالد ديريك: ما رأيك بالعلاقات العاطفية على مواقع التواصل الاجتماعي، هل من الجدوى والمصداقية؟
نهاد كرعو: العلاقات العاطفية ضرورية في حياتنا وإذا توفر لها المناخ الصحيح ستكون ناجحة.
مواقع التواصل لها أثر كبير علينا، كوني عشت قصة حب رائعة على مواقع التواصل الاجتماعي وكان لها أثر كبير في حياتي وإلى الآن ما زلت أعيش تلك اللحظات.

خالد ديريك: طبعت ديوان بعنوان “كلارا”، ينتابنا الفضول عن معنى وسبب هذه التسمية، وماذا يحتوي مضمونه؟
نهادا كرعو: كلارا فتاة كُردية، تعرفت عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وصل حبي لها إلى درجة الجنون فأهديتها أول كتاب قمت بطباعته والذي هو عبارة عن قصائد ممزوجة بالألم والحنين والحب والسياسة.
وكلارا تعني الشروق.
 

خالد ديريك: هل لديك دواوين أخرى أو قيد الطبع والإنجاز، وما هي أحلامك سواء أكانت الشخصية أو على الصعيد الكتابة؟
نهاد كرعو: ديوان الثاني قيد الطباعة واسمه (قرص الباندول). حلمي بأن تعود أمي للحياة لأعود لأجلها إلى روج آفا.

خالد ديريك: ماذا يود الشاعر نهاد كرعو أن يقول في مسك الختام؟
نهاد كرعو: أتمنى أن يحيا السلام في العالم وتسقط العنصرية، والحرية للشعوب المضطهدة ومغتصبة الحقوق.