السينما مرآة الشعوب بقلم : امجد ناصر الدين
تاريخ النشر : 2017-10-21
السينما مرآة الشعوب
بقلم : امجد ناصر الدين
لكل امة الشكل الحضاري الخاص بها والمنبثق عن نظرتها للحياة ومعالجتها لشئون الأفراد في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، والثقافة جزء هام من تركيبة الإنسان الشخصية والفكرية وتلعب دورا مهما في قولبة التفكير وجعله يتجه وجهة معينة .
والسينما احد أهم وسائل التأثير في العصر الحالي نظرا لجماهيريتها وشعبيتها ومدتها القصيرة بالمقارنة مع غيرها ، كالأعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحيات حيث تعتبر من الوسائل الحديثة والسريعة نسبيا في نشر الأفكار والتأثير في الشعوب .
لكن هناك نقطة هامة يجب لفت النظر إليها وهي أن الإنتاج السينمائي يعرض قيم تتنافى مع العادات والتقاليد بينما يمكن استخدامها في بناء الأجيال من خلال عرض الأفلام الوثائقية و التعليمية ، فما الذي يمنع من إنتاج أعمال لا تزدحم بالمشاهد الفاضحة التي يخجل المرء من مشاهدتها دون مراعاة هدمها للأخلاق .
كذلك فان أفلام الحركة والاكشن البوليسية الأجنبية تعرض بأسلوب جميل وحبكة درامية شيقة وممتعة بأفلامها الأوروبية والأمريكية لكن في بعض الأحيان يصاحبها مشاهد فيها عنف لا يحبذ وجودها ، مع اختلاف درجة التقليد فكم حادثة حدثت في الغرب بسبب التأثر بهذه النوعية من الدراما فالجريمة لديهم في ازدياد بسبب ما يعرض منها .
وفي العالم الإسلامي فالهجمة الشرسة متواصلة من قبل الغرب لتمييع الشباب فمحظور تقديم شيء مفيد ومثمر ، وإنما الذي يطغى الإسفاف والابتذال فنحن نتابع من وقت لآخر بعض الأفلام العربية فنراها لا تعبر عن قيم الأمة وتقاليدها .
فاغلبها تجاري بحت لإرضاء الجمهور بغض النظر عن ما يقدمه من قيمة أدبية وفكرية وخلقية حيث يتعرض عالمنا العربي والإسلامي لغزو ثقافي واسع على مبادئ الفضيلة والأخلاق ، فالمتابع لتلك الأفلام يجدها تكرر نفسها بينما يجب توعية المواطن بعرض قضاياه ومعالجتها .
كذلك فان السينما تلعب دورا خطيرا في قولبة العقول فيجب علينا تمييز الغث من السمين من الأفكار بان يتم تربية الأبناء على احترام العادات والتقاليد المنبثقة عن الدين ، وشبكة الانترنت كذلك ميدانها فسيح فقد أصبحت مشاهدة الأفلام شيئا ميسورا بوجود الشبكة العنكبوتية وأصبح ارتياد دور العرض السينمائي اقل كثيرا من السابق .
حيث يندر وجود القصة المعبرة ونحن لا ندعو لإقفال دور السينما لكن أن تعرض ما هو مفيد لأبنائنا ولأجيال هذه الأمة لذا نرجو من كتاب السيناريو والمنتجين والمخرجين إنتاج أعمال ترتقي للمستوى المطلوب بعرض مضمون هادف يستمتع الإنسان بمشاهدته .
والإنتاج الفلسطيني لا زال في بداياته وليس بحجم السينما العربية لكنه يقدم ما هو مشرف وهادف وان كان ذلك الإنتاج بمختلف أنواعه التلفزيوني أو الإذاعي أو السينمائي ليس بحجم الإنتاج العربي .
فالسينما مرآة الشعوب ويجب أن تعكس واقعنا و الثقافة العامة لها التي نؤمن بها ونتبناها وهي الإسلام وحضارته وثقافته .