ملتقى فضاءات للإبداع العربي يكرم البستاني ونقارة والرباعي
تاريخ النشر : 2017-10-12
ملتقى فضاءات للإبداع العربي يكرم  البستاني ونقارة والرباعي


تكريم البستاني ونقارة والرباعي في الختام

"فضاءات": ملتقى عربي دائم يحمل اسم الدار
بقصائد تتنشد الحياة والإنسان والوطن اختتم "ملتقى فضاءات السادس للإبداع العربي: دورة جمال أبو حمدان"، أمس الإثنين في عمّان بحفل تكريم لكلّ من الشاعرة والأكاديمية بشرى البستاني من العراق، أستاذ الأدب العربي عبد القادر الرباعي من الأردن، والمحامي فؤاد مفيد نقارة رئيس "نادي حيفا الثقافي" من فلسطين المحتلّة.
التكريم الذي احتضتنه "دار فضاءات للنشر" وأداره الروائي حسين العموش، قرأ فيه عدد من الشعراء قصائدهم، وهم: أحمد أبو سليم وموسى حوامدة وسعد الدين شاهين، والشاعر العراقي نبيل ياسين،والشاعر الفلسطيني محمود أبو الهيجاء.
استهل الحفل الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش، مدير "فضاءات"، بورقة أشار فيها إلى أن التكريم استحقّته الدار وهو شخصياً، حيث الرباعي أحد أساتذته الذين زرعوا فيه وفي غيره القدرة على تقبّل الآخر، وملكوهم ثقافة السؤال وعدم اليقين. والبستاني تقدّم كلّ وقتها لإبداعها وطلابها، كما ساهمتْ بالكثيرِ في مجالِ الشعرِ والنقدِ وغيرِهِما، أما نقارةفلايزال يصرّ على تفعيل المشهد الثقافي العربي في فلسطين المحتلة ويرفض هو وكلّ القائمين على النادي الذي يرديه تقاضي فلساً واحداً من أية جهة.
وأعلن أبو حشيش عن إطلاق "ملتقى فضاءات الثقافي" خلال الأشهر المقبلة، والذي "سيعملُ لمواجهةِ ما نستشعرُهُ في فضاءات، ويستشعرُهُ الوسطُ الثقافيُّ المعنيُّ بالمشهدِ الثقافيِّ المحليِّ والعربيِّ مِنْ وُجُودِ أجنداتٍ تفكيكيَّةٍ لمنظومةِ الثقافةِ العربيَّةِ وضربِهَا".
بدوره، قال الرباعي "إننا في هذا المقام أمام إنجازين؛ أولهما هو ما نحن متفيئون في ظلّه: "دار فضاءات" إنها ففي ظاهر مقاصدها مؤسسة أنشئت لغايات ربحية خاصة بمنشئيها، ومن حقها أن تفعل ذلك فنحن في عالم معولم همه الاقتصاد بالدرجة الأولى، لكنها من نافذة الوعي والمسؤولية الجماعية مدت للربح أفقاً"، وأضاف "لقد انخرطت في تنظيم الملتقى الثقافي العام الذي ينتظم حركة الفكر المتجدد في فروع المعرفة، والجمال، والجلال، والإبداع. أما الانجاز الثاني المثمر فهو أن عاملوه هم الذين اجتهدوا وأخلصوا وانتجوا علماً وثقافةوخرجوا علماء ومثقفين غدوا يملؤون الساحات بإنتاجهم، ... وبادروا إلى تكريم العلم في شخوص نفر من هؤلاء الرواد".
بعد توجيهه الشكر إلى دار "فضاءات" التي تتيح لأهل فلسطين المحنلة عام 1948 نافضة يتنفسون منها الحياة التي تستحقهم، أوضح نقارة أن "نادي حيفا الثقافي- حيفا، الذي يزاول نشاطه بدأب ومثابرة منذ 7 سنوات برعاية المجلس الملي الارثوذكسي الوطني في حيفا وتقام الأمسيات في قاعة كنيسة يوحنا المعمدان الأرثوذكسية في المدينة"، ويتستضيف المبدعين من الداخلومن مناطق السلطة الفلسطينية والشتات".
وأضاف أن "النادي أقام إلى الآن اكثر من 250 أمسية وقرأ أعضاؤهأكثر من 70 كتاباًـ"، لافتاً أن "العمل في النادي تطوع بالكامل دون أي مقابل وأعمدة النادي الآن هم الناشط الثقافي الأخ المحامي حسن عبادي، والكاتبة خلود فوراني سرية والسيدة سوزي نقارة، وترفض إدارتهأي دعم مالي من أية جهة رسمية أو حكومية بعكس مؤسسات محلية أخرى تعتمد بالكامل إلى دعم حكومي"
أما البستاني فقرأت عن الموصل ووجعها واغتيال امريكا للعراق وثقافته وتراثه،مفتتحة حديثها بالقول "لقد كُرّمتُ في محافل كثيرة لكني لم أحظَ بمثل هذا المحفل الراقي الرصين والنوعي والمتلقي بوعي، يستحق المبدع جهاد أبو حشيش هذا المستوى من السمو بمثابرته وبشعوره العالي بمسؤولية الكلمة ..دمتم ودام لكم الجمال".
ثم قام الدكتور محمود الضمور رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ومدير دار فضاءات الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش بتسليم الدروع للمكرمين وتكريمهم.
الرواية واللغة/ شهادات إبداعية وقرأت نقدية:
الندوة الأخيرة قبل الاختتام بعنوان "الرواية واللغة/شهادات إبداعية"أداراها الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش، فقدّم راشد عيسى الذي قرأ ورقة عن رواية أثلام ملغومة بالورد لصابرين فرعون، اشار فيها إلىأن رواية أثلام ملغومةتعد نموذجا جيدا لرواية السيرة الغيرية المعاصرة...فهي ذات بنية سردية تمتاز بتتابع الزمن المنظم وبتكثيف الأحداث وتفاصيل اليوميه . كما تستخدم الروائيه اسلةب القطع والاسترجاع في جميع مفاصل الروايه . أما موضوع الروايه فيمكن إحالته إلى ظاهرة القضايا الأنثوية في أدب المرأه ولا سيما العنف الأسري الذي تتشارك في صناعته المرأة والرجل.وقد ظهرت المرأة في الرواية أشد قسوة من الذكور.
ثم قدم الروائي فادي المواج ورقتة حول: "التورط في وحل الواقع في رواية ذاكرة الظلللروائية التونســـــــــــــــية فتحية بن فرج، أشار فيها إلى أنالرواية الصادرة للروائية فتحية بن فرج عن "دار فضاءات للنشر"، خرجت فيها المحامية التونسية – المنشعل عنها زوجها بموقعه السياسي - من صخب المدينة إلى هدوء "ساحل جريدي" في قرية تونسية لتغتسل من لهاث الحياة ووعثاء الوجع، عند جدتها المغربية الأصل "حسناء"، وكانت علاقة المحامية بالشاشة الصماء كعلاقة رجل ودود بامرأة شرود، ولما دلفته دلفته باسم وصورة مستعارين، ككثير من سكان هذه المدينة الافتراضية ، حتى صارت صفحتها أشبه – كما تقول – بالأمم المتحدة، من فرط العلاقات الدولية فيها ، ولأنها تطبق قانونا خاصا في التعارف " قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت " لفتت انتباهها منشورات صديق مغربي اسمه جمال الدين يحضر بمقدار ضئيل ويغيب طويلا، تحاوره بخجل وتطبق معه قانون الكر والفر،  تراقصه بالكلمة ويحاور هو – مثل صياد - بكلماته الملغومة سيدة البحر وحوريته، حتى يقعا في رابطة ليست ضمن خانة الصداقة ولا ضمن خانة الحب، .....ثم تتعرض لاختطاف من أحد التنظيمات التي تتخذ من الاسلام قناعا وتكتشف ان جمال الدين تعرض ايضا للاعتقال هناك، فتجد نفسها بعد غيبوبة جسدا مشاعا لأفراد التنظيم فتفيق على هذه الحقيقة الصادمة فتواصل الغرق في مستنقع توظيف الجسد بحثا عن سبيل للنجاة.
أما في رواية "ظل الذاكرة" الصادرة للروائية ديما الرجبي عن دار فضاءات، يضع حادث تصادم سيارتين الصحفية في صحيفة الأوهام " دالية" في صراع بين فراغها الروحي وبين ملئه برابطة مع الرسام التشكيلي فؤاد محجوب، يقود هذا الصراع الى لقاءات في لحظات ضعف أو استسلام روحي، في معرض فني، وادخال "دالية" في دوامة من التساؤلات والتردد، وحوارات مع صديقيها "خليل" و"وسيم" اللذين تختلف زاويتا رؤيتيهما للموقف، تبعا لاختلاف رؤية كل منهما للحياة، في حين تظل حياة الأم التي تتكئ على زمن من المر والتعنيف، والفراغ الروحي، باعثا آخر للقلق الذي يسكن روح"دالية"، وتنتهي الحكاية بسحب الروائية البساط من تحت قدمي "البطلة الساردة" دالية، لتنهي الرواية عند غيبوبة الأم، وانتهاء طبيعي لرابطة لم تشعر فيها بالاهتمام الذي تتوقعه من فؤاد. وفي الرواية حرصت الروائية على تسليط الضوء على مواقف دالية السياسية وتعارضها أو توافقها مع كثير من المواقف السياسية تجاه الحراك السلمي والربيع العربي.
ثم قدمت الكاتبة والإعلامية رندا حتاملة ورقة حول رواية "أبناء الوزارة"للروائي حسين العموش، تحدثت فيهاعن توظيف القدرة الصحفية في كتابة الرواية، وكيف اشتغل الروائي من خلال عين الصحفي ليكتب روايته، وعن كونه كان جريئاً في تناول موضوع حساس ومهم، وكان لا بد أن يتعمق فيه اكثر ويتجاوز الحدود، وعن كون العمل يعتمد مشهدية درامية تصلح ليتحول الى مسلسل تلفزيوني.
ثم تحدث الناقد محمد عبدالله قواسمه عن رواية المقدسية ميرفت جمعة ماميلا، فقرأ: تظهر الرواية الصمود الفلسطيني في وجه هذا المخطط ضعيفًا؛ فلا يتعدى الحرص على الذاكرة التاريخية من خلال المحافظة على التراث، مثلما تقوم به بعض النساء من تطريز الثوب الفلسطيني: "يبدو أن النساء فيما بعد خفن على الذاكرة من أن تتبعثر، فغرزنها بالإبر على الأثواب، وكأنها بتلك الإبر المسننة قد تلقت لقاحًا ضد النسيان، لتصبح لاحقا شاهدًا يحمل تاريخ المكان من جيل إلى جيل"(ص 114). وعلى النقيض من ذلك يوجد من يفقد الأمل في المحافظة على هذه الذاكرة.  فهذه مدينة القدس في عيني بطل الرواية سيدة طاعنة في السن، تهم بالسقوط، كما سقطت وتلاشت قرى كثيرة من حولها، لهذا لا غرابة في أن تعوض الشخصية الرئيسية عن فقدان الأمل في المحافظة على هويتها بالرجوع إلى التاريخ والشكوى إليه، واسترجاع أبطاله الذين حرروا القدس من الصليبين، وبخاصة الناصر صلاح الدين الأيوبي .
بعدها قرأت صابرين فرعون مقطعاً من روايتها "أثلام ملغومة بالورد"، ثم قدمت الروائية التونسية ورقة جاء فيها: اما في ما يتعلق برواية ذاكرة الظل فهي رواية مكتوبة بوهج الروح مغموسة في تفاصيل الذات الانسانية التواقة للحرية والعدالة والسلام تنقد الكثير من المواضيع بجرأة متماشية مع مرارة الظلم والاعتداء على الحقوق والحريات..أثارت الكثير من الجدل بسبب تسليطها للضوء على زوايا مظلمة من الحياة الإجتماعية السياسية في البلاد التونسية بعد ثورة 14 يناير.
ثم قدم الروائي مهند الرفوع شهادة قال فيها: "لقد صنع الإحساس بالمسؤولية روايتي الأولى "خناجر الظل", وبالطبع ليست هي الأولى؛ ففي أذهاننا الكثير من الروايات, لكن أغلبها يسافر إلى أرشيف أدمغتنا المترع بالكثير من الأحداث, وهناك, تقضمها الأعوام, فتصبح ممزقة كثوب رجل شريف؛ فثوب الشريف إن كان ممزقاً يبقى كما هو؛ لأنهُ لا يسرق"
ثم تحدث العموش عن روايته أبناء الوزارة، وعن هؤلاء اللقطاء الذين كتب عنهم، وعن التهميش الذي يتعرضون له، وعن كون الحافز الحقيقي كان حافزا إنسانيا قبل أن يكون أي حافز أخر.ثم قام الكتاب بتوقيع كتبهم لجمهور من القراء والكتاب، في ظل اجواء زانتها المحبة والألفة.