حماس بين زمنين بقلم:رنا خليل
تاريخ النشر : 2017-10-12
حماس بين زمنين  بقلم:رنا خليل


*حماس بين زمنين*

رنا خليل

بحكمه الذي دام 13 عاماً، أخذت حماس منحاً أبعد من فلسطين إذ وصلت للدول العربية والاسلامية وبعض الدول الاوروبية، بدأت حماس في نسج علاقات مع شعوب وقادة وأصبحت رقماً مهماً في سياق القضية الفلسطينية، وتغيّر مسار علاقاتها
بعد الربيع العربي، وخلال رئاسة مشعل لحماس مرت الحركة بتحولات سياسية وعسكرية كادت تصل إلى حد الانقلاب على سياسته الاخوانية القطرية، لكن تداركت حماس موقفها وغيّرت ثقل قرارها إلى داخل.

توترت علاقات حماس بالاقليم في السنوات الأخيرة، بتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، ومساعدتها لضرب بعض الأنظمة العربية الذي كان جزء منها حليف ومسكن لقياداتها. كما سوريا الذي قررت حركة حماس مغادرة عاصمتها عقب انطلاق الثورة
السورية، ولم يكتف مشعل بالمغادرة بل شطل تنظيم " أكناف بيت المقدس" في مخيم اليرموك، ودعم تدريب عناصر من المعارضة السورية.

سبب مشعل بذلك أزمة علاقة بين الحركة وايران و حزب الله، وكانت بداية لانقسام داخلي في الحركة ليخرج آنذاك عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار متهم مشعل :" بطعن سوريا في الظهر."، لتخرج حماس خاسرة ايران الداعم المادي الاساسي لها، ولكن وجدت بديل عندما أصبحت الذراع الضارب للاخوان في المنطقة.

الاساس المنطقي الذي اعتمدت عليه قطر وكذلك الزعيم التركي رجب اردوغان، هو أن المجموعات الاسلامية تنتشر وستلعب حتماً دورَا في المنطقة، ولذلك من المهم الحفاظ على العلاقات معهم، وبهذا المنطق تم التعامل مع حركة حماس ودعمتها قطر مادياً لتكون الذراع الضارب لها في مصر وسوريا وليبيا، وبتغير بوصلة حماس من المقاومة ضد الاحتلال إلى المقاومة ضد الدول المعادية للاخوان.

*تدارك حماس والقيادة الجديدة:- *

تغيرت وجوه القيادة في حركة حماس محاولة منها معالجة الآثار الكارثية لسياسة مشعل إن كانت على المستوى الفلسطيني او العربي والاسلامي، هناك مشوار طويل أمام هذه القيادة الذي عاش غالبية أفرادها بالسجون وبين أبناء شعبهم بعيداَ عن
حياة البذخ والفنادق الفخمة.

القيادة الجديدة غيّرت وجهة حماس من تنظيم دموي انقلابي إلى تنظيم وطني فلسطيني، وما كان عليها سوى احداث تغييرات تضمن بقاء الحركة، وبدأت من اصدارها للوثيقة واعادة علاقتها مع ايران وحزب الله ثم إلى ملف المصالحة، وترميم علاقة حماس مع باقي الاقليم بما يتناسب مع بعدها الوطني الاقليمي، وخلق صورة ايجابية عنها تسمح بإعادة بريقها الذي خفت.