دموع الورد بقلم: ميرال أحمد
تاريخ النشر : 2017-10-11
دموع الورد بقلم: ميرال أحمد


دموع الورد
بقلم: ميرال أحمد

ما أجمل قبري وإن كان من صنع يديك ،إن مت هل ستبكي؟ وما كان الموت إلا فداك ،وإن سقطت قطرات الماء علي قبري أتمني أن تكون دموع عينيك ......

ولأن الحياة لا تمضي بنا كما نرغب دائما ، أصبحت لا أتمني سوي أن يزرع الله في قلوبنا الرضا.......

ذاكرةبلا جسد ،أنين صمت عجز الدواء أن يشفي ألم الداء ،،جراحا مبعثرة هنا وهناك نتعثر بها في خطوات حياتنا وأصبحنا نعيش الأيام وكأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ..

بين الثانية والأخرى هناك أملا بات مملوءا فرحا وسعادة ليرسم بسمة  علي قلوب العاشقين لتعزف بأناملها موسيقي تهدئ النفوس لنحيا من جديد  لتردد أن لا حياة مع اليأس ....

من المؤلم جدا أن تجبرك الظروف كما شاءت الأقدار أن تعيش حياة لا يجتمع فيها الحب والتفاهم وباتت لغة العيون تسرد جسرا من البؤس والمعاناة , كحال  الشابمحمود الذي طالما عاش أن يحلم بحياة تنعم بالرخاء والاستقرار الأسري تربطها صلة المحبة و يزينها الأبناء ,عمل جاهدا علي بناء مستقبل لأبنائه وتأمين مستقبلهم المجهول لكي يهنأ قلبه  بهم ...

عاش محمود في حياة أسرية متقطعة الأوصال غلبت المشاكل وهموم الحياة علي قلبه, فلقد أرهقته معاناة الأيام وأصبح لا يبالي, سوي أن تمضي الأيام .......

في لحظة من الأوقات العصيبة دار جدال بينه وبين وزوجته ووصل حد الذروة فقررا الانفصال. حطم الانفصال حياته , وبقيت جراحه تنزف حزنا علي ما آل إلية وضعه  ووضع أطفاله.....

كان محمود يردد: ولعل الله يزرع في قلبي أملا جديدا ,لتحلو الحياة وتهون مصائب الدنيا..

بيان طالبة أنهت دراستها الجامعية وعملت في بعض المراكز وأصبحت تشغل مكانا مرموقا في مجتمعها ..... ومضت الأيام 

شاءت الأقدار لأن تأتي لحظة فور دخول بيان لعملها الجديد أن تتعرف  ب محمود

لو علم الإنسان ما يخبئه القدر له لركع ساجدا باكيا لأن الله لا يؤخر شيئا إلا ليسعد قلب الإنسان .....

الصدفة التي جمعت بين محمود وبيان ما كانت إلا لخير لتقلب موازين حياة محمود ليسعد في حياته لترسم لوحة أمل جديد...

صديقة بيان  حنين كانت تخاطب بيان ولكنها كانت بعالم آخر .......

حنين: لست هنا , ماذا حل بك؟ 

بيان: حنين, أحلي صدفة اليوم مرت بحياتي تعرفت ع شاب, زميلي في العمل لأول مرة رأيته, وكأني أعرفه من سنوات 

حنين: لقد وقعت في الشبكة يا حبي, مبروك

بيان: تضربي أنت  والشبكة , وهل أنا سمكة  حتى اقع في الشبكة, أنه حنون, عيناه  كانت مليئة حزن ,لقد نبض قلبي بحبه ...

حنين: الحب الحب جميل 

بيان: لم نتحدث طويلا , أتمني أن يحدث هذا في الأيام القادمة..

ومضت الأيام وزادت معرفة محمود ببيان وتعرف كلاهما علي الآخر, وأصبحت  النظرات تسرد قصة حب وكأنها منذ مئة عام ..

علمت ببيان بقصته والمعاناة التي يعيشها لكنها أصرت أن تكمل دربها علي أمل أن يجمع الله بينهما لتكتمل سعادته الذي بات يحلم بأن يسعد الله قلبه ويعوضه مرارة الأيام وقسوةا لزمان ...

ضجيج فكر وصراع مع الذات  يجول في نفسه متخوفا بأن تتعثر الحياة لتفقده حلما بات يتخيله بأن يجمع الله بين قلبه وبيان , أوهام وخيال, وبات حبل الوصال قريبا منهما, وزادت العلاقة عشقا وحنينا, قلوب  تتراقص فرحا لتعزف أنغام السعادة ......

قرر محمود بأن يصارح بيان بأنه بكن لها حبا وعشقا في قلبه من النظرة الأولي التي التقيا فيها وجمعتهما الصدفة ... فحدد موعدا ليلتقيا بعد انتهاء العمل ......وكان اللقاءبينهما 

محمود: اشتقت اليك, وكنت طيلة الوقت , أفكر في وجهك الجذاب, أخاطبك , كأني أعرفك منذ قرن من الزمان.

بيان: ,إنا مثلك تماما, أشتاق الي رؤيتك في كل لحظة, أنت حبيبي

محمود جميلة هذه الكلمة, أحب سماعها دوما منك يا حبيبتي, لكن دعيني أسالك سؤالا مباشرا

بيان تفضل يا حبيبي

محمود:هل تقبلين بي زوجا ؟

ارتبكت بيان , وضاعت منها الكلمات,ولم تستطيع الإجابة.

محمود:هل تعتقدين أن أسرتك سوف توافق,لأني مطلق ولدي طفلان

بيان   أطفالك جزء من روحي ويكفيني فخرا أني سأكون أما لهم , وانتم في قلبي وفي عيوني ....

تقبلت والدة بيان فكرة ارتباط ابنتها بمحمود , وتخوف  والدها من عودة الزوجة الي أطفالها, وهذا  ما سوف ترفضه بيان لذلك رفض الفكرة.  


لم يمر وقت طويل حتى ذهبت طليقة محمود الي بيان وبعد مشاجرة عنيفة بين الاثنتين ,قررت بيان التراجع عن الزواج من محمود, وتركت الفرصة لزوجته لكي تعود الي أطفالها.

عرف محمود ما حدث بين بيان وطليقته , فحزن حزنا شديدا وحاول إقناع  بيان بالعدول عن تراجعها من زواجه , إلا أنهارفضت بشدة, وقلت له: علي أن أحترم مشاعر أم تذوب شوقا بالعودة الي أطفالها.

في بعض الأحيان لا تستطيع أن تحيك لنفسك حياة بمقاسك.فأقبل بما أحب الله لك