أمن يجيب المضطر الشاعر : شريف قاسم
تاريخ النشر : 2017-10-11
  ( أَمَّنْ يجيبُ المضطرَّ ... )

ياربِّ مـا وأَدَ الرجا دعواتي
علَّمْتَ قلبيَ أنْ يرى في شجوِه
فنأى عن الكدرِ الممضِّ ، ولم يزلْ
ساعاتُ أُنسٍ في دُجُنَّةِ محنةٍ
الَّلهُ للمضطرِّ جـارُ عِنايةٍ
والباعثُ الأملَ الوريفَ بخافقي
ماعشتُ يوما في مهامهِ حيرةٍ
بين التفاؤُلِ والتَّشلؤُمِ برزخٌ
وافتحْ نوافذَ أو كُوَىً مهما طغى
وَثِقَنْ بربِّكَ مؤمنًا لاتنحني
إنَّ التفاؤُلَ مركبُ القلبِ الذي
وأخو التفاؤلِ لايضلّ ُبكربةٍ
فدع التشاؤمَ . فيه أسبابُ العنا
واعلمْ بأنَّكَ عبدُ ربٍّ قادرٍ
فانهضْ ، وقلْ : ياربِّ جئتُكَ مؤمنًا
مازلتُ أركضُ هاهنا أو هاهنا
وبحثتُ عن ربٍّ سواكَ فلم أجدْ
فسجدْتُ في محرابِ عفوِك آمنًا
                                        ***
ياربِّ : ذي شكوايَ إلا أنها
لم أكترثْ يوما بما قد نالني
لوثيقِ إيماني بأنك ماحقٌ
كم حاقدٍ ولَّى ، وآبَ بخيبةٍ
والآخرِ المغرورِ عرَّى زيفَه
ولكم أتاني مَن دحا أضلاعَه
إذْ  هلَّ فاستقبلتُه مستهزئًا
يمشي يظنُّ بأنَّه فوقَ الورى
كادتْ فعائلُهم تشتتُ خاطري
وتردُّني متشائمًا متجاهلا
لكنَّني وجهتُ وجهيَ للذي
بئستْ مآثمُ مَنْ تدثَّرَ بالأذى
فتفاءَلي يانفسُ ، لاتتأخري

  أو تاهَ خطوي في دجى الحسراتِ
أوفى  رفيفِ محاسنِ البسماتِ
يرجو رِضاكَ بأكرمِ الصَّفحاتِ
لـم تُبقِ من قلقٍ ولا آهاتِ
والمنقذُ المأسورَ في النكباتِ
يروي الحنايا من شذا النفحاتِ
أو  نابني يأسٌ بظلِّ أذاةِ
فأنِرْ  مداهُ بجذوةِ العزماتِ
كدرُ النوازلِ أو أسى الظلماتِ
لعواصفِ الأحزانِ في الأزماتِ
أغناهُ ربُّ العرشِ في الغدواتِ
أبدا ولا يشقى مع الشِّدَّاتِ
للنفسِ يوردُها إلى الهَلَكاتِ
ماردَّ مَنْ يأتيهِ في الخلواتِ
أرجو ـ بفضلكَ يارحيمُ ـ نجاتي
متعثرًا بالهمِّ واللوعاتِ
أحدًا سواكَ يجيرُ في الغدراتِ
و وجدْتُ ياربي بقربِك ذاتي
 ***
شكوى المؤيَّدِ منك بالرحماتِ
من ظالمين ـ تكالبوا ـ وطغاةِ
أهلَ الأذى والشرِّ بالأخذاتِ
لمَّـا دفعتُ فسادَه بأناتي
صبري عليه ، فَرُدَّ بالخيباتِ
بالكِبرِ منتفشًا وبالنفخاتِ !!
بالكبرِ ، بل بالوهمِ في النزغاتِ
متفاخرًا بتفاهةِ الرغباتِ
وتذيبُ حُسْنَ مآثرِ الطاعاتِ
ماجاءَ من ربِّي من الآياتِ
وعدَ اللئامَ بأسوأ الحالاتِ
وأشاعَ سوءَ الخُلْقِ بالسَّوءاتِ
عن بذلِ حُلْوِ الطيبِ والثمراتِ