لیس للبارزاني السلطة حتی لالغاء صوته الشخصي في الاستفتاء بقلم:عماد علي
تاريخ النشر : 2017-10-11
لیس للبارزاني السلطة حتی لالغاء صوته الشخصي في الاستفتاء بقلم:عماد علي


لیس للبارزاني السلطة حتی لالغاء صوته الشخصي في الاستفتاء
عماد علي
من المستغرب ان يطلب البعض و في مقمدمتهم السلطة المركزية العراقية و فوقهم المالكي المعروف عنه الكثير من العنجهية, بان تلغي كوردستان نتيجة الاستفتاء التي ادلى 92.73% من المواطنين بنعم للاستقلال، و كانه هناك سلطة قادرة على الغاء النتيجة التي خرج بها الاستفتاء قانونيا او حتى بالقوة .
لم يدركوا هؤلاء بان البرلمان الكوردستاني و رئاسة الاقليم و رئاسة الوزراء كان بامكانهم ان يؤجلوا او يلغوا عملية الاستفتاء قبل اجرائها فقط، و عندما ادلى المواطن  بصوته لقد انتقلت السلطة اليه لكي يدلي بما يريد بعده، و لا يمكنه ان يلغي حتى صوته الا في عملية مماثلة يمكن ان تجري مستقبلا و يعاد بها التصويت . و عليه حتى البارزاني الذي يطالبونه بالغاء نتيجة الاستفتاء ليس بقادر وليس له السطلة القانونية بان يلغي حتى صوته الشخصي الا ان طلب اجراء عملية  استفتاء  اخرى و ان اراد ان يدلي بعكس ما صوت عليه. اي كل المطالبات بالغاء نتيجة الاستفاء تنبع من المواقف السياسية و البعيدة عن القانون، و المدهش انهم يتكلمون على انه قانوني ، و هنا لا اريد ان اتكلم عن قانونية عملية الاستفتاء او عدمه لاننا تكلمنا عنه من قبل بشكل واضح.
و للاسف اننا نعلم بان التوقيت الذي جرى فيه الاستفتاء يدفع الى التصارع الاكثر نتيجة قرب الانتخابات العراقية، وعليه ان ما نلمسه اليوم ليس الا صراع سياسي في بغداد بين القوى الموجودة هناك من اجل كسب صوت هنا و هناك، بناءا على هذه المواقف المتشددة دون ان يعلم بها المواطن المستعضف من جهة، و من اجل ارضاء القوى الخارجية من دول الجوار كي يهبوا لهم ما يستجدون منهم ويحصلون على الحلاوة فيما بعد من جهة اخرى . يبدو انهم يستغلون الروح العنصرية التعصبية و يغذونها من اجل اهداف سياسية شخصية  تضليلية لا يعرف بها الكادح البسيط كما هو حاله في امور اخرى، و يستخدمه هؤلاء في كل هذه المطبات و المنغصات ليمنعوه بمشاغلته هذه من حقوقه الطبيعية ولكي لا يطالب محاسبة الفاسدين و من بذر اموالهم و ثرواتهم و تسبب في بقاءهم على فقرهم و عوزهم .
بعد ان اُستغل المكون السني بداية مرحلة اجراء الاستفتاء في كوردستان نتيجة التهيج الذي حصل و خوفا من غضب الشارع و من له الصلة بالمركز او ما يسمون بسنة المالكي و لازالوا هم يسيرون على ما يسفيدون منه في الشارع فقط دون ان يهتموا بمستقبل البلد، و كما ساروا عليه طوال العقد و النيف من عدم الاكتراث بما يهم مستقبل البلد و اجياله، فهم سائرون على خداع الجميع باداعاءات و اسماء مختلفة .
و هنا لي ان اكرر ما ناقشته مع صديق عربي عراقي عزيز علي، و هو مثقف و له رايه و مواقفه الجميلة و يفتخر بعراقيته و يجهد بكل ما يمكنه من اجل الانتقال الي المرحلة التي تكون الثقافة و الحضارة العراقية هي الحاكمة و الاهم لديه هو الوصول الى ربع الطريق التي وصلت اليها الدول المتقدمة .
قلت، فهل السلطة في العراق عادلة و تنظر الى الجميع اي بجميع مكوناته على انهم مواطنين من الدرجة الاولى، و هنا لا اتكلم عن الكورد فقط، فال كلا. قلت هل السلطة التي جثمت على صدر الشعوب العراقية هي تمثل افكار و اراء و تاريخ العراقيين و العراق حضارة و كيانا، قال كلا طبعا، و انما هي سلطة مذهبية حتى النخاع و على الرغم من ان مذهبي هو المسيطر قلا انكر ذلك. قلت هل من المعقول ان يخضع المذهب الاخر لما تفعله هذه السلطة، و ليس انا الكوردي فقط  الذي لا ناقة لي مع المذهب و لا جمل، قال كلا يا اخي. قلت انت تعتقد بان العراق سيتغير خلال العقود القادمة و ليس خلال الاعوام المقبلة ايضا، قال انا متشائم و لا اعتقد ان يحصل هذا. قلت هل تريد ان يكون اخوك الكوردي سعيدا و مرتاحا في بيته يعيش كما يريد دون ان يضر بك، قال طبعا، فقلت لماذا اذاً  رفض الاستقلال و بناء الدولة المدنية العلمانية التقدمية على اساس المواطنة و العدالة االجتماعية و الديموقراطية. قلت و اقول هذا على الرغم من معارضتي للسلطة الحالية الموجودة في كوردستان والغارقة في الفساد حتى النخاع و هي متحيزة و لم يستفد منها الطبقة الكادحة، الا انني اجزم بان البقاء تحت خيمة العراق الموحد اكثر لم يدعني  ان اقصر المدة التي يمكن ان اغير الموجود في كوردستان، فهل تمانع ان ابدا النضال بعد الخطوة الاولى للاستقلال، قال كلا. قلت اذن اخي الكريم، ان الاستقلال سيضع حدا فاصلا و قاطعا بين المراحل الماسآوية التي سكبت فيها الدماء الكثيرة و خسر الكورد و كوردستان و العراق الكثير حتى اصبح مصالح دول الجوارهي الاولى و كم تنعموا بما وفرها لهم دماء العراقيين،  بينما اننا  لم ننتج من البقاء على هذا الحال الا الدماء الاكثر غزارة و البقاء جميعا العراق و كوردستان تحت سلطة الجوار و اوامرهم . و عليه يجب ان يعرف الشعب العراقي انه من المفيد ان يرفع عن كاهلهم هذا الثقل الكبير المتمثل بالشعب الكوردستاني الذي اضر بنفسه قبلكم، و يكونوا جيران و اصدقاء و اخوان في ظل العيش الكريم . و عليه، ان ما يقع على العراقيين العقلاء الذين يستحقون الكثير من الحياة الحرة الكريمة و من حقهم ان يتمتعوا بملذات الحياة و السعادة ان يقرءوا مواقف قادتهم و يبتعدوا عن العاطفة القصيرة الامد و ان لا يحكموا على ما يجري بقلبهم و عاطفتهم و انما يتعمقوا بعقلهم في الامور كي ينقذوا انفسهم و من معهم، كفى القهر و الضيم و الكراهية و المعاداة طوال قرن كامل و راح ضحية ما جرى الملايين من الناس هراءا دون ان يستفاد من بعدهم .
ان الكلام بسطحية و بتبعية هذا المصلحي و ذاك و الذي طفحته الصدفة الى السطح دون قراءة تاريخه يضر بالذات و الاخر، من لم يتذكر مكتسبات المالكي الكبيرة في الفساد المستشري في فترة سلطته و كم خسرنا من الدماء و الاراضي و الاموال و طفت التناقضات و الخلافات و استجدت النعرات المذهبية العرقية، و لازال يتربص لكل فرصة كي يهيج الشارع من اجل ان يقتنص الحال و يعيد الكرة محاولا العودة، كم خسرنا من طمع الدكتاتور البعثي و يريد دكتاتور من شكل و لون اخر ان يعيد الحال و ان كان بالامس يستغل المذهبية و يقف ضد المذهب الاخر و  يستقوى بالعرق الاخر خاضعا خانعا، اليوم يريد ان يستقوي بالمذهب الذي وقف ضده حتى الامس مخادعا كي يقف ضد العرق الذي سانده ايضا من اجل المصالح الذاتية دون اي تفكير عقلاني, و على العراقيين ان لا يلدغوا من الجحر مرتين .