أيام طويلة جدا !!بقلم : عبدالواحد محمد
تاريخ النشر : 2017-10-11
أيام طويلة جدا !!بقلم : عبدالواحد محمد


أيام طويلة جدا !!
.........................
بقلم : عبدالواحد محمد
..............................
لو افترضنا ان الشمس غابت عن موعدها اليومي  مع الساعات الاولي من الصباح مؤكد سنشعر جميعا بالخوف والتوتر والهلع  الداخلي اكثر منه خارجيا  لأن الاعتياد علي الشئ يصبح  عادة هو الطبيعي لبني البشر !
ومن لا يعمل منا  بجهد حقيقي يشعر أن الأيام طويلة جدا بل تصبح  شكل بعضها  وهو لم يتسأل ما السبب في  ذلك كله هل هو الكسل  المرضي والرغبة في الراحة  الوهمية التي من شأنها اهدار طاقات الجسد  وأيضا العقل !  هذا  ما ينبغي  رؤيته  بوعي حتي  تختلف دورة  الحياة  من معانيها السطحية إلي معانيها  الإيجابية لنتحرر من العلل الكثيرة التي اصابت العقل  العربي  بل الشخصيية العربية عبر عقود طويلة  مما جعلت من  يومنا قصة طويلة جدا  سخفيه جدا  وغير منتجة !
وهذا ما يضعنا في تساؤلات مفتوحة  ونحن نمر من دروب عربية  وخاصة في ظل الضعف السائد في العلاقات الاجتماعية  اليوم  بشكل لا يتفق مع جوهر الوطن  بل اصبحت صلة الارحام مقطوعة  في كل صورها السابقة ؟  ليصبح التواصل عبر الهاتف في المناسبات والاعياد  هو البديل عن التزاور بين الاهل والاقارب  وكأن وطننا العربي اصبح هو الآخر اوربي في عاداته  غير المألوفة للشرق ومع كل هذا اصبح اليوم العربي طويل وفارغ من معناه  الحقيقي  بل تبدلت احوال  عامة الناس وتحولت الي  فلسفة جدلية في كل صورها غير المرضية حتي في المرض  نجد من يكرر كلام مطاطي   ؟
بل كثير من الأطباء اصبحوا  تجار جسد  لا اطباء للعلل وهذا كله إنعكس علي العقل العربي بالهروب الدائم من مواجهة  العقل نفسه بالوعي الذي يؤكد هوية وطن  ؟
بل اصبحت المدارس والمعلم  هو الآخر في طابور طويل من الملل بعدما  فقدنا المقومات التي من شأنها  تفعيل طاقات العقل والجسد معا ؟
بل من يمارس الرياضة من الشباب اليوم يبحث عن هرمونات تزيد من شكله الجسماني بكل فلسفات مريض لا رياضي؟
بل قيادة السيارة اصبحت هي الاخري في اوطاننا عبئ غير محتمل في ظل الكسل العقلي وعدم الوعي بأهمية  الطريق  وعنصر الوقت بل الآخر !
بل اصبحت المرأة هي الأخري  كسولة وخاصة في الاجيال الشابة العربية بالقياس لأمها  تجد متعتها في مشاهدة التلفاز ساعات طويلة بل قضاء وقت طويل  أمام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت فيما لا يعود بالفائدة علي العقل والمجتمع والوطن ؟
ولاريب تحولت الاعمال الفنية في التلفاز والسينما الي شئ مزعج في اغلب مشاهدها  التي جعلت من عالم التسلية عالم كله ملل نتيجة غياب الضمير الذي كان مبدعا  وهذا ايضا في الغناء  الذي اصبح غناءا عدميا  لا وجود له بالقياس للماضي الذي كان فيه الفن والغناء رسالة وطن وأمة كبيرة  وعظيمة لذا كان اليوم قصير ولذيذ  ومعه احلام تتجدد من رحم عاطفة  الوطن ؟
فما الذي حدث في عالمنا العربي  الذي اصبح يعيش شبابه في عالم فوضوي  ليس فيه  الرغبة الصادقة في البناء  والإبداع ؟
اسئلة كثيرة تطرح نفسها في يوم طويل لكن الأمل  قائما بعودة  الحب  إلي كل مقدساتنا ومؤسساتنا  مجتمعة  واحترام الصغير للكبير ونبذ الارهاب والتطرف والطائفية   والعنف من قاموس لا اسم له غير مريض غير  قابل للعلاج ؟
فل يكن قاموسنا جميعا  الشفافية وحب الوطن والإنتماء له في الشكل والجوهر حتي تعود لأيامنا سحرها وغناءها  وكل قصائدها العفيفة التي حولت الرمز إلي اسمي معاني الإبداع !

بقلم
عبدالواحد محمد
روائي عربي 
[email protected]