حين يخنتق العراق، يتنفس اوكسجين المرجعية
امجد العسكري
قبل الاف السنين،حين دب مرض الحسد بروح قابيل وقتل اخيه هابيل، هناك كانت الولادة الاولى لصراع الخير والشر، صراع ازلي ومستميت، في مضمار سباق الخير والشر، ابيدت الشعوب، وأحترق الاخضر من الزرع، وذبحت الطفولة على اكف الباطل، يوم اذن الله للعقل حرية الاختيار بين الجنة والنار، 'فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ، فكان العالم في تباين مستمر، بين من يحيى نفسا ومن يقتلها، وفي اخر المطاف تكون كلمة الفصل له سبحانه.
في الارض التي حرثها ابراهيم، وألتحف بتربتها ادم ونوح، وامتزج ترابها بدماء ريحانة الرسول، بأرض رقد في اقصى جنوبها "الزبير"، وفي اقصى شمالها النبي "يونس"، وفي وسطها "علي" عليه السلام، في ارض اختلط باطنها بالبترول و ظاهرها بدماء ابنائها، ارض ولادة للحروب، فما أن يسدل الستار عن حرب حتى يزاح عن اخرى، " العراق جمجمة العرب وكنز الرجال، ومادة الامصار ورمح الله في الارض فأطمئنوا فأن رمح الله لا ينكسر" هكذا وصف الخليفة "عمر بن الخطاب" ارض العراق، وكما قال "كسنجر" وزير الخارجية الامريكية السابق لم اجد اعند من رجال العراق.
يقال اننا نصنع الازمات ثم في مابعد الازمات تصنعنا، في كل مرحلة من مراحل الانتقال والتحول في النظام المتحكم بمفاصل الدولة، وبعد ان يراهن العالم على ان العراق سائر الى الهلاك، تكون للمرجعية كلمة الفصل، واعادة الامور الى نصابها، على عقود انقضت، واجيال استرجع التراب من ابنائها عناصره الاساسية
حين يخنتق العراق، يتنفس اوكسجين المرجعية بقلم:امجد العسكري
تاريخ النشر : 2017-10-07