الرئيس محمود عباس يرسم خارطة طريق للمستقبل الفلسطيني ضمن إستراتجية الخيارات المفتوحة
تاريخ النشر : 2017-09-22
الرئيس محمود عباس يرسم خارطة طريق للمستقبل الفلسطيني ضمن إستراتجية الخيارات المفتوحة


الرئيس محمود عباس يرسم خارطة طريق للمستقبل الفلسطيني ضمن إستراتجية الخيارات المفتوحة

المحامي علي ابوحبله /

أهمية خطاب الرئيس محمود عباس في الدورة الثانية والسبعون للأمم المتحدة تكمن في أهمية المكان والزمان لهذا الخطاب في مخاطبة قادة وزعماء العالم ووضعهم أمام مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية وتحمليهم للمسؤولية عن رفض إسرائيل للاذعان لقرارات الأمم المتحدة ورفضها للحل السياسي .

لقد ترك خطاب الرئيس محمود عباس انعكاسات إيجابية على معظم القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وكافة قطاعات الشعب الفلسطيني ، حيث أكد الرئيس محمود عباس على وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ورفض تجزئة الحلول وأكد لا دوله بلا غزه ولا دوله في غزه .

خطاب الرئيس محمود عباس خارطة طريق للمستقبل الفلسطيني ضمن إستراتيجية وطنية جامعه تجمع جميع القوى والفصائل الفلسطينية ،
وعلق البعض على خطاب الرئيس محمود عباس بأنه خطاب تحذيري للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وان الرئيس محمود عباس في خطابه وضع النقاط على الحروف للعمل المستقبلي الفلسطيني ضمن كافة الخيارات المتاحة والمفتوحة في حال لم يقم المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها لدولة فلسطين .

هدد الرئيس محمود عباس في خطابه بحل السلطة قائلا :" نحن سلطة بلا سلطة واحتلال دون كلفة مضيفا أن استمرار الوضع القائم سيدفعنا لمطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولياتها ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام الخطر الذي يهدد حل الدولتين ويستهدف وجودنا

وشدد الرئيس على أن "استمرار هذا الاحتلال يعتبر وصمة عار في جبين دولة إسرائيل أولاً، وفي جبين المجتمع الدولي ثانياً".

وقال الرئيس: أربعة وعشرون عاما مضت على توقيع اتفاق أوسلو الانتقالي الذي حدد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعد خمس سنوات، ومنح الفلسطينيين الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فأين نحن اليوم من هذا الأمل؟.

وأضاف: لقد اعترفنا بدولة إسرائيل على حدود العام 1967، لكن استمرار رفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بهذه الحدود يجعل من الاعتراف المتبادل الذي وقعناه في أوسلو عام 1993 موضع تساؤل.

وأردف الرئيس: مُنذ خطابي أمام جمعيتكم الموقرة في العام الماضي، والذي طالبت فيه بأن يكون عام 2017 هو عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واصلت الحكومة الإسرائيلية بناء المستعمرات على أرض دولتنا المحتلة، منتهكة المواثيق والقرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، كما واصلت تنكرها وبشكل صارخ لحل الدولتين، ولجأت إلى سياسات وأساليب المماطلة وخلق الذرائع للتهرب من مسؤولياتها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين، وبدلا من أن تركز على الأسباب وعلى ضرورة معالجة المشكلة من جذورها، أخذت تسعى لحرف الانتباه الدولي إلى مسائل جانبية أفرزتها سياساتها الاستعمارية، فعندما نُطالبها ويطالبها المجتمع الدولي بإنهاء احتلالها لأرض دولتنا، تتهرب من ذلك وتتذرع بادعاءات التحريض، وبعدم وجود شريك فلسطيني، أو طرح شروط تعجيزية، وهي تُدرك كما تدركون جميعا، أن الحاضنة الطبيعـــــــية للتحــــريض، ولأعمال العنف هـــــو الاحتلال الإسرائيلي العسكري لأرضنا الذي جاوز اليوم نصف قرن من الزمان.

وأضاف الرئيس عباس أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضرورة وأساس لإكمال الجهود في مواجهة الإرهاب.
وقال: نحن ضد الإرهاب الإقليمي والمحلي والدولي ونعمل على محاربته مشيرا إلى أن 57 دولة عربية وإسلامية أبدت استعدادها انه في حال انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 67 جميعها أن تعترف بدولة إسرائيل وتطبع علاقاتها معها.

ودعا بريطانيا لتصحيح ما قامت به حين أصدرت وعد بلفور وما أدى له هذا القرار من عواقب ومعاناة على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية لم تقم بأي شيء لتصحيح خطأها.

وأضاف أن القيادة الفلسطينية طالبت بريطانيا بالاعتذار عن ذلك لكنها رفضت والانكى من ذلك أنها تعتزم الاحتفال بمرور مئة عام على صدور وعد بلفور
وقال الرئيس محمود عباس في خطابه : :" مرتاحون من اتفاق القاهرة لإنهاء الانقسام ونهاية الأسبوع القادم ستذهب حكومتنا لممارسة عملها في القطاع مؤكدا انه لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة.
خيارنا كفلسطينيين وكعرب، وخيار العالم هو القانون الدولي والشرعية الدولية وخيار الدولتين على حدود 1967، وسوف نعُطي المساعي المبذولة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء الرباعية الدولية، والمجتمع الدولي كل فرصة ممكنة لتحقيق الصفقة التاريخية المتمثلة بحل الدولتين ،وذلك لتعيش دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بسلام وأمن جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.

ولكن إذا تم تدمير خيار الدولتين، وتعميق وترسيخ مبدأ الدولة الواحدة بنظامين )أبرتهايد( من خلال فرض الأمر الواقع الاحتلالي، وهو ما يرفضه شعبنا والمجتمع الدولي، وسيكون مصيره الفشل ،فلن يكون أمامكم وأمامنا إلا النضال والمطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية. إن هذا ليس تهديداً، وإنما تحذير من النتائج المترتبة على استمرار الحكومة الإسرائيلية في تقويض مبدأ حل الدولتين.

وأقول للشعب الإسرائيلي بكل أطيافه إننا نريد أن نعيش معكم بسلام، فلا تصغوا لمن يحاول إقناعكم بأن السلام بيننا غير ممكن.
إن مشكلتنا هي مع الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وليس مع اليهودية كدين، فاليهودية بالنسبة لنا كفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، لم تكن ولن تكون خطراً علينا، إنها ديانة سماوية مثلها كمثل الإسلام والمسيحية. يقول سبحانه وتعالى في قرآننا الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم:" لا نفُرق بين أحد من رسله". صدق الله العظيم.

بهذه العناوين والخطوط العريضة التي تتضمنها خطاب الرئيس محمود عباس وهي عناوين تشكل بداية مرحله جديدة من النضال الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، وفق رؤيا فلسطينيه تعد خارطة طريق فلسطينيه تؤسس لاستراتجيه وطنيه فلسطينيه جامعه ولبرنامج سياسي يدفع باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية وترسيخ مبدأ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة الوسائل التي شرعها القانون الدولي والمواثيق الدولية والتي أعطت المشروعية للإقليم المحتل حق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي .

وقد وضع الخطاب للرئيس محمود عباس للمجتمع الدولي خريطة طريق محدده بسقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنقاذ عملية السلام وإلزام إسرائيل للاذعان بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومضمون الخطاب لن نقبل بالاحتلال ولا بسلطة بلا سلطه ولا في الاستيطان وستكون خياراتنا جميعها مفتوحة


ومن أجل إنقاذ عملية السلام وحل الدولتين، فإنني أطالب منظمتكم ودولكم الموقرة بما يلي:

أولاً: العمل الحثيث والجاد من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين خلال فترة زمنية محددة ،إذ إنه لم يعد كافياً إصدار البيانات الفضفاضة التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام بدون سقف زمني لذلك، وتطبيق المبادرة العربية للسلام وبما يشمل قضية اللاجئين حسب القرار 194.

ثانياً: وقف النشاطات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة كافة، كما نصت على ذلك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتي كان آخرها قرار 2334 لعام 2016، بالإضافة إلى منطوق اتفاقية جنيف الرابعة.

ثالثاً: توفير الحماية الدولية لأرض وشعب دولة فلسطين، توطئة لإنهاء الاحتلال، لأنه ليس بمقدورنا حماية شعبنا وأرضنا ومقدساتنا من هذا الاحتلال البغيض، ولا يمكن أن يكون الرد على هذا الاحتلال السكوت عليه .

إن توفير الحماية للشعب الفلسطيني هي قضية أخلاقية قبل أن تكون قضية سياسية أو قانونية، وذلك عملاً بقرارات مجلس الأمن الدولي) 605( لعام 1987، والقرارين)672( و)673( لعام 1990، والقرار )904( لعام 1994، التي استندت إلى مواثيق جنيف الدولية، وأكدت على انطباقها على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.

رابعاً: الطلب إلى إسرائيل الإقرار بحدود عام 1967 كأساس لحل الدولتين، وترسيم هذه الحدود على أساس قرارات الشرعية الدولية، وبعد هذا الترسيم سيكون بمقدور كل طرف أن يتصرف بأرضه كما يشاء دون الإجحاف بحقوق الطرف الآخر.
خامساً: أطالب جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي اعترفت بدولة إسرائيل أن تعلن أن اعترافها تم على أساس حدود العام 1967، وذلك تأكيداً على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وبمقتضيات الحل السياسي القائم على هذه القرارات. واسمحوا لي أن أسألكم، أين هي حدود دولة إسرائيل التي اعترفتم وتعترفون بها؟ .

سادساً: أدعو الدول كافة إلى إنهاء كل أشكال التعامل المباشر وغير المباشر مع منظومة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي غير القانونية في أرض دولة فلسطين، واتخاذ جميع الإجراءات لوقف هذا التعامل وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومواقف هذه الدول، أسوة بما فعله المجتمع الدولي بالنظام العنصري في جنوب إفريقيا سابقاً.

سابعاً: حث الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين على الاعتراف بها، إذ إنه لا يعقل أن تغُيبّ معايير المساواة التي تساعد في تحقيق السلام، وأنا لا أفهم كيف يضر الاعتراف بدولة فلسطين بفرص تحقيق السلام، لا سيما ونحن كفلسطينيين نعترف بدولة إسرائيل على حدود العام 1967.

ثامناً: إننا نتوقع من مجلس الأمن الدولي الموافقة على طلبنا بقبول دولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، فكل من يؤيد الحل السياسي على أساس الدولتين عليه أن يعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة.

تاسعا: إننا نناشد المجتمع الدولي مواصلة تقديم الدعم الاقتصادي والمالي للشعب الفلسطيني ليتمكن من تحقيق الاعتماد على الذات. كما نناشدكم مواصلة تقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين )الأونروا( حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها الإنسانية، وفي هذا السياق فإننا نحذر من محاولات تغيير مهام الوكالة وأنظمتها، ونحذر كذلك من شطب البند السابع في مجلس حقوق الإنسان أو منع صدور القائمة السوداء للشركات العاملة في المستعمرات الإسرائيلية في أرض دولة فلسطين المحتلة. عاشراً: وبالمقابل فإننا نؤكد التزامنا باحترام حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 20/30، واتفاقية باريس لتغيير المناخ وبقية الاتفاقيات والمعاهدات التي اعتمدناها ووقعنا عليها .

إن رد الفعل الإسرائيلي على خطاب الرئيس محمود عباس يؤكد أن إسرائيل تدرك أهمية ومضمون ما تتضمنه خطاب الرئيس محمود عباس وتحذيراته لإسرائيل والمجتمع الدولي ، وان خطاب الرئيس محمود عباس قد خط خطوط المرحلة المستقبلية ضمن خارطة الطريق للفلسطينيين التي تقودهم إلى تبني استراتجيه وطنيه جامعه تتضمنها الخطاب للرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة ، وما يؤكد العنصرية الاسرائيليه التي تفوح منها سياسة الكره والحقد حيث "وصف المندوب "الإسرائيلي" في الأمم المتحدة داني دانون، مساء أمس ، "خطاب عباس مليء بالأكاذيب ويزيد الكراهية".وبحسب صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية، فان دانون قال أن "الأكاذيب والذرائع التي أطلقها محمود عباس اليوم تثبت بأن القيادة الفلسطينية هي قيادة تتملص من السلام بشكل منظم".


يشار إلى أن الرئيس محمود عباس ، خاطب المجتمع الدولي بكل صراحة وثقه بالنفس معريا إسرائيل وسياسة حكومتها العنصرية وأمام قادة العالم اجمع " إن استمرار هذا الاحتلال يعتبر وصمة عار في جبين دولة إسرائيل أولاً، وفي جبين المجتمع الدولي ثانياً، ويقع على عاتق هذه المنظمة الدولية مسؤولية قانونية وسياسية وأخلاقية وإنسانية لإنهاء هذا الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بحرية ورخاء في دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

ومما لا شك فيه أن تجفيف مستنقع الاحتلال الاستعماري في أرضنا، وإنهاء ممارساته الظالمة وغير القانونية ضد أبناء شعبنا، سيكون له عظيم الأثر في محاربة ظاهرة الإرهاب، وحرمان التنظيمات الإرهابية من أهم الأوراق التي تستغلها لتسويق أفكارها الظلامية، لذلك نؤكد القول: إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا هو ضرورة وأساس لإكمال الجهود التي نقوم بها جميعا ً في مواجهة هذه التنظيمات.

وهنا تكمن أهمية وبلاغة الخطاب للرئيس محمود عباس في التحذير ، من أن "حل الدولتين اليوم في خطر، فلا يمكننا كفلسطينيين أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الخطر (...) وقد نجد أنفسنا مضطرين إلى اتخاذ خطوات، أو البحث في حلول بديلة لكي نحافظ على وجودنا الوطني، وفي ذات الوقت نبقي الآفاق مفتوحة لتحقيق السلام والأمن".
كل من يتمعن في مضمون الخطاب يدرك أن الرئيس محمود عباس مقبل على اتخاذ خطوات ترقى لمستوى التحدي وانه لا يمكن الاستسلام أو القبول بالأمر الواقع وان الخطاب بمضمونه يرسم خارطة طريق للمستقبل الفلسطيني ضمن إستراتجية الخيارات المفتوحة