لماذا يختلف زمن رحلة الطيران بين الذهاب والعودة أحيانا ؟ بقلم عاهد الخطيب
تاريخ النشر : 2017-09-21
لماذا يختلف زمن رحلة الطيران بين الذهاب والعودة أحيانا ؟ بقلم عاهد الخطيب


لماذا يختلف زمن رحلة الطيران بين الذهاب والعودة أحيانا ؟
بقلم عاهد الخطيب
يعتقد البعض أن سبب اختلاف زمن رحلة الذهاب بالطائرة عن رحلة العودة بين مدينتين خصوصا إن كان مسار الطيران الرئيسي باتجاه الشرق أو الغرب عائد لسرعة دوران الارض مع أو عكس حركة الطائرة حيث تضاف هذه السرعة أو تطرح من سرعة الطائرة وهذا بطبيعة الحال خطأ فادح لأن الطائرة مع الغلاف الجوي بكل ما فيه مرتبطة بجاذبية الارض وتتحرك معها كجسم واحد فالغلاف الغازي المحيط بكرتنا ألارضية هو جزء منها , ولهذا السبب فإن توقفت طائرة هليوكبتر في الجو فإنها تبقى فوق نفس البقعة من الارض مهما طال مكوثها لانها تدور مع الارض بنفس سرعتها ولا يرى من فيها الارض تجري من تحتهم ولتوضيح الفكرة أكثر تصور أنك داخل طائرة ضخمة حديثة تنطلق بسرعة ثابته مقدارها 900 كم في الساعة ومسار مستقيم خال من المطبات الهوائية وحلق في أجوائها عصفور فأنت ترى حركته بالنسبة لجسم الطائرة التي تماثل ألارض في هذه الحالة , لأنك انت والعصفور والطائرة بأجوائها وبكل ما فيها تتحركون بنفس السرعة التي لا يشعر بها أحد داخلها ولا تؤثر على طيران العصفور وكأنه على سطح الارض مع فارق مساحة الطيران المتاحة .
أما سبب التباين إن كانت الطائرة تتبع نفس المسار وبالتالي تقطع نفس المسافة في الاتجاهين فيعود بشكل أساسي لإتجاه الريح التي تهب في ألاعلى في مستوى التحليق ويطلق عليها اسم الرياح النفاثة والتي تنتج اساسا عن دوران الارض ويكون اتجاهها من الغرب الى الشرق في النصف الشمالي للكرة الارضية فتقصر مدة الرحلة إن كان الطيران باتجاه الشرق والعكس صحيح ويمكن ملاحظة الفرق بشكل واضح في الرحلات الدولية الطويلة فمدة الرحلة عند الطيران من لندن الى نيويورك فوق شمال المحيط الاطلسي باتجاه الغرب قد تزيد بحوالي ساعة الى ساعتين عن رحلة العودة الى لندن باتجاه الشرق في نفس المسار بسبب هذه الرياح القوية في طبقات الجو العليا .
أحيانا أخرى قد تختلف مدة رحلة الذهاب عن مدة رحلة العودة حتى عندما يكون اتجاه السفر الاساسي شمالا أوجنوبا ويضعف تأثير الرياح النفاثة على سرعة الطائرة بسبب اختلاف مسار الرحلتين لاعتبارات متعددة أو اختلاف الطائرة .