لا تدفعوا السعودية للتطبيع مع إسرائيل بقلم:د.جمال أبو ظريفة
تاريخ النشر : 2017-09-21
لا تدفعوا السعودية للتطبيع مع إسرائيل بقلم:د.جمال أبو ظريفة


لا تدفعوا السعودية للتطبيع مع إسرائيل

د.جمال أبو ظريفة

عندما احتل صدام حسين الكويت ،اتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات بالوقوف الى جانب صدام حسين، ودفع الفلسطينيين في  الكويت فاتورة غالية  حيث تم ترحيل عدد كبير من الفلسطينيين ممن كان لهم مكانة  كبيرة في الكويت وتركوا منازلهم وأمالهم نتيجة  تظليل إعلامي هادف .

التقيت بالرئيس الفلسطيني   ياسر عرفات وسألته عن سبب وقوفه مع صدام والنتائج التي حصلت بسبب موقفه،قال لي بالحرف الواحد الكويت وأل الصباح عزيزين علينا ..انا لم أقف مع  صدام على حساب الكويت .. لكنني حاولت ان أصلح بين الطرفين لهذا ترددت على العراق وقابلت صدام سعيا مني للصلح .. لكن الإعلام العربي وخاصة  لدولة عربية كبيرة " أتحفظ عن ذكرها "هو من روج لهذه الدعاية فوجدت نفسي مضطرا في نهاية المطاف في الاصطفاف الى جانب صدام حسين.

ما جعلني أذكر موقف الرئيس عرفات من احتلال الكويت  هو التطبيل والتزمير من قبل الاعلام الصهيوني لوفود سعودية تزور اسرائيل سرا ، وبصفة مستمرة في كثير من الأحيان بدون ذكر أسماء.. كلها تسريبات صحفية ولم يصدر أي موقف رسمي  لا من إسرائيل ولا السعودية حول هذه الزيارات وعن أهدافها.

تناقلت وسائل الأعلام خبر  مفاده  ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زار سرا تل ابيب والتقى عدد من المسئولين الإسرائيليين لم يتم تحديد من هم المسئولين ولم يتحدث أحد من المسئولين الذين التقى بهم محمد بن سلمان  وقال انا التقيت ولي العهد كل ذلك كان مجرد كلام. ورائه دفع السعودية لفتح علاقات مع إسرائيل .

أخير نقلت عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية  تقريرا للأسف مضحك .. تحت عنوان "السعودية تعتزم فتح سفارة في القدس المحتلة" وأشار التقرير الى اللواء أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، ومسؤول العلاقات السعودية "الإسرائيلية"، والمقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إن بلاده تعتزم بناء سفارتها في "إسرائيل" قريبا، جاء ذلك في حوار تلفزيوني مع قناة 24 الإخبارية الإسرائيلية.

وحسب الصحيفة فإن تصريحات عشقي جاءت في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة نتنياهو عدم موافقتها مستقبلاً على افتتاح سفارات جديد في تل أبيب، وستشترط على الدول التي تقيم معها علاقات جديدة فتح سفارتها في القدس المحتلة وليس في تل أبيب.

وقالت الصحيفة  إن تصريحات عشقي تجاوزت تطبيع العلاقات بين البلدين إلى ضرب ثوابت القضية الفلسطينية بشأن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، وهو ما يعني ليس قتل المبادرة العربية (طرحتها السعودية) فقط، وإنما تصفية القضية الفلسطينية تماما.

للأسف الشديد الأمانة الإعلامية لم تكن متوفرة خلال نقل المعلومات ، وما ذكر على لسان عشقي تم تحريفه ،حيث قال عشقي خلال المقابلة " إن بلاده لا تعتزم بناء سفارتها في "إسرائيل" قريبا. ان حذف حرف "لا" غير المعنى الكامل للجملة ، ثم ان " مسئول العلاقات السعودية "الإسرائيلية" لا مكان له في الجهات  الرسمية السعودية ، فوزارة الخارجية السعودية قالت    في بيان رسمي لها أن رأي عشقي لا يمثل المملكة العربية السعودية ..

وهنا نطرح عدة تساؤلات ..

•        لماذا تحاول بعض وسائل الإعلام  تصديق الإعلام العبري  والتسويق له بهدف دفع السعودية  للتطبيع مع إسرائيل ..؟؟

•        هل يعقل أن رجل بمكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقدم على مثل هذه الخطوة  ويقوم بزيارة الكيان الصهيوني.. وما هي العوائد التي سيجنيها  من راء زيارته لإسرائيل ؟

•        لو قررت السعودية علنا ان تفتح علاقات رسمية كما فعلت بعض الدول العربية  مع إسرائيل ومن يمنعها؟

•        لماذا الإعلام الصهيوني فقط هو من يكشف عن هذه اللقاءات المزعومة ..وما هي الغاية من وراءها؟

بعد هذه  التساؤلات أقول إن الخطاب الرسمي السعودي مازال  يتعامل مع إسرائيل "ككيان صهيوني"اغتصبت الأراضي الفلسطينية ، الموقف السعودي ثابت ويؤكد دائما لا .. تطبيع مع إسرائيل ما لم تنسحب إسرائيل من  الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في عام 1967م وعاصمتها القدس .

أعود وأؤكد وأتحدى أي شخص  يذكر موقف رسمي سعودي يتنافى مع الثوابت الفلسطينية،كل المواقف السعودية مساندة ومؤيدة للشعب الفلسطيني وقيادته منذ مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز أل سعود والى يومنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

على الإعلاميين المخلصين لوطنهم  أن لا ينقادوا وراء الإعلام الصهيوني المضلل والمبرمج بهدف تحقيق أهدافه من خلالكم ..

قولوا دائما زعمت مصادر إسرائيلية ....