الشاعر محمد الحمداني :الحب هو القاعدة الثابتة التي تجبرني على النطق بمشاعري
تاريخ النشر : 2017-09-20
الشاعر محمد الحمداني: الحب هو القاعدة الثابتة التي تجبرني على النطق بمشاعري.

حاوره عمرالصالح
على أعتاب أوجاعه قلب طفل وكبرياء رجل وجنون عاشق، لبست قصائده عباءة السلام والانسانية وهي تنشد حساً من معاناة أم واب واخ وصديق وحبيب، لا يغرد سيمفونته إلا ونطق عشق فيروز ونجاة الصغيرة، إنه الشاعر محمد الحمداني الذي دخل مدرسة الحياة ببراءته ومآساته، عمل في جريدة صدى العراق مع والده الراحل الصحفي تحسين الحمداني، ونشر قصائده ومقالاته في صحف موصلية عدة، له مشاركات واسعة في العديد من المحافل الأدبية والثقافية في الموصل وخارجه، وله ظهور واسع في بعض القنوات الفضائية و المهرجانات الشعرية المختلفة.

*متى بدأت رحلتك في عالم الشعر؟ ومن هم أبرز من تأثرت بهم؟
** بدايتي وانطلاقتي الاولى رأت النور من خلال منصة "منتدى مجرن عزيز" الذي احتضن العديد من الشعراء الشباب في الموصل في فترة كان الشعر مهجوراً ومركوناً في زاوية لا يصلها إلا من كانت له محسوبيات، وهذا المكان أي "منتدى مجرن عزيز" ساهم في بناء وتكوين حزء واسع من شخصية الشاعر في داخلي.

لابد أن يتأثر الشاعر بمن يراهم قدوة في مسيرته سواء الأدبية بشكل عام أو الشعرية بشكل خاص.
كان للشاعر عمر القره غولي تأثير عميق في داخلي، وهو صنع جيل كامل من الشعراء الشباب وأنا واحدٌ منهم، وتحمل الكثير من الضغوطات ومشاق المسيرة الشعرية من أجل أن يثبت للجميع بان "منتدى مجرن عزيز" هو منبراً للإبداع والرقي.

وهناك أسماء كثيرة، اثرت في نفسي كثيراً واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الأديب الكبير ثامر معيوف، وكذلك الفنان والأديب بيات مرعي، والأديب الراحل موفق العساف، والصحفي الدكتور خير شيت شكر.

* ماذا تمثل لك الأبيات الشعرية الاولى في القصيدة، وما الذي يجبرك على النطق بمشاعرك..؟
** الأبيات الاولى تمثل صرخات طفل ولد للتو.. من رحم المعاناة...
أشياء كثيرة تجبرك على النطق بمشاعرك.. قد يكون الحب.. القاعدة الثابتة الذي يجبرك على النطق بمشاعرك.. والحب يشمل حبك لوطنك حبك للسلام حبك لحبيبك.. حبك للأرض التي تنتمي لها.. والخ ..

* لو اعتبرنا القصيدة قضية.. ما هي قضيدة الشاعر الحمداني التي يخلدها في قصائده..؟
** دائماً أسعى  إلى تحقيق السلام والإنسانية في جميع قصائدي، وهي القضية التي أعمل عليها ومن أجلها منذ الشرارة الأولى في مسيرتي الشعرية، لأننا ولدنا من فوهات البنادق وترعرعنا في ساحات القتال، ولابد من انهاء هذه المسألة..

نحن كشباب نحاول دائماً أن نرسم السلام والإنسانية، سواء كان ذلك من خلال قصائدنا أو من خلال مؤتمرات او فعاليات ثقافية و أدبية كي نقول للجميع بأن السلام والإنسانية هو الطريق الوحيد للخلاص من الحروب وويلاتها، وكذلك أن نجعل الإنسانية دائماً فوق كل شيء.

* لكل قصيدة مشروع، من أين يكتب الشاعر هذا المشروع، وبرأيك ما الدوافع التي تقف وراءه الشاعر..؟
** موقف معين أو حالة معينة يمر بها او تحدث مع الشاعر تحدد مشروع القصيدة، فمن هذا المنطلق يمكن تحديد المشروع واتخاذه أساساً لوضع خارطة القصيدة.

اما الدافع الحقيقي هو ان الشاعر يعتبر لسان حال المجتمع.. واللسان الناطق باسم هموم الناس واوجاعهم.. ويكون صوت الناس.. ويعمل على رفع صوت الناس.. الى جميع المسامع بدون أي رتوش..

* برأيك، ما الدرس الذي يتعلمه الرجل من المرأة، ودعنا نعرف ما مكانة المرأة في قصائد الحمداني...؟
** تحتل المرأة مساحة واسعة في حياة أي رجل، سواء كان شاعراً أو رساماً أو كاتباً وما شابه، وهي تمثل أساساً في رسم الإبداع، لأنها السبب الأساسي الذي ينتج عنه ردة الفعل بقصيدة أو معزوفة أو رسم لحن أو قطعة موسيقى...

وفيما يخص الدرس، سأتطرق إلى هذا الأمر من باب "وراء كل رجل عظيم امرأ"، هنا دلالة واضحة بأن المرأة تلعب دوراً مهماً في بناء شخصية الرجل.. ومساندته في مواجهة أزمات الحياة.. بمعنى أن الرجل يستمد من المرأة صبر ام، وجنون حبيبة، وصدق صديقة.

* وأنت تشاهد نينوى تنزف لأكثر من ثلاثة أعوام.. هل هناك رسائل تود ايصالها في زمن الحرب...؟
** أطمح أن أوصل رسالتي لكل العالم وأقول للجميع بأن نينوى ما هي إلا مدينة للحب والسلام والإنسانية، مدينةٌ للتعايش بين جميع مكونات العراق دون تمييز.

* حدثنا عن "منتدى مجرن عزيز"، وما أهم نتاجات هذا المنتدى من الشعراء، إلى ماذا يطمح بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات...؟
** يعتبر "منتدى مجرن عزيز" من أوال المنتديات التي تأسست في نينوى، بعد أن قام كوكبة من شعراء الموصل الشباب بتأسيس هذا المنتدى، وتم صقل العديد من المواهب في هذا المنتدى، فضلاً عن تكوين قدرة كبيرة وعالية في بناء القصيدة وتكوينها الحداثوي..

ولا يمكن أن ننسى دور وموقف الشاعر عمر القره غولي في تأسيس المنتدى مع مجموعة من الشعراء الذين أخذوا على عاتقهم بناء صرح ابداعي وثقافي تفتخر به نينوى كونه قائم على أساس المحبة والأخوة والإبداع...
وكذلك يعتبر "المنتدى صرح ثقافي يجتمع فيه العديد من الشعراء الشباب الذين تعتبر خبرتهم وذائقتهم الشعرية متفاوتة ومختلفة، وهو بمثابة البيت الدافئ الذي يجمع القلوب على طريق واحد من أجل رسم صورة منيرة لمدينة عريقة دمرها الحرب وهي الموصل الحبيبة.

والمنتدى يعمل وفق نظريق (شعب مجرن يحكم نفسه بنفسه)، بمعنى يكون للجميع صوت في اتخاذ القرار يتخذه المنتدى، ومن خلال مهرجاناته أرسل "المنتدى" العديد من رسائل المحبة والسلام وهي بحد ذاتها رسائل لا تعبر إلا عن التسامح والمحبة والسلام والإنسانية أولاً وأخيراً...
وقد ساهم "المنتدى" قبل ظهور داعش، باقامة مهرجانات عدة، منها "الرسول الأعظم" و "الوحدة الوطنية" وغيرها من المهرجانات الأخرى.
وعاود المنتدى مسيرته الإبداعية بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاثة أعوام، وقرر أن يكون شمساً تشرق في سماء الموصل من جديد كما كانت قبل داعش، وأن لا يكون منتداً شعرياً فقد، بل يكون منصةً للنهوض بالواقع الإجتماعي ومعالجة سلبيات المجتمعن وكذلك المساهمة في إعادة اعمار الموصل من خلال توعية المجتمع وأفراده في العديد من المجالات.
وبعد هذا الإنقطاع، عاد "المنتدى" بمجموعة من الاماسي الشعرية وكان هناك مهرجان أقيم مؤخراً تحت عنوان (الموصل ام الفرحتين.. فرحة نصر.. وفرحة شكر).

*ماذا تعني لك هذه الكلمات (المنصة، السلام، نجاة الصغيرة، نينوى، الفراق)...؟
المنصة.. رسالة
السلام.. صلاة
نجاة الصغيرة.. قهوتي
نينوى.. انا
الفراق.. الشاعر نصرالله الحديدي