شباب يرسمون المستقبل بقلم:محمد الكردي
تاريخ النشر : 2017-09-13
شباب يرسمون المستقبل بقلم:محمد الكردي


شباب يرسمون المستقبل

#محمد_الكردي

تبدأ المشاركة السياسية العامة في الجامعات، وإذا لم يعد تشكيل طلاب الجامعات في اتجاهات سياسية تتنافس وتتعاون وتشارك في الحياة والقضايا العامة، فإن الحياة السياسية والعامة ستبقى مهددة بأزمات خطيرة واستراتيجية، أولها: نفاد مخزون الشخصيات القيادية التي ستكون مرشحة لتولي المواقع القيادية في المؤسسات والنقابات والأحزاب وحتى الشركات لأن الأحزاب السياسية مازالت هي الأفضل في التدريب والتثقيف والإعداد القيادي والعام للشباب وتأهيلهم بذلك للحياة العامة.

ومازالت القيادات الحزبية والسياسية والنقابية اليوم، في العراق وفي العالم أيضا، يغلب عليها التجربة الحزبية السابقة، حتى وإن كانت قد تغيرت، فكريا وسياسيا، فإنها ستبقى مدينة لأحزابها السياسية التي أعطتها الإمكانيات القيادية، والرؤى الفكرية والسياسية، وصقلت مواهبها، ووجهتها نحو العمل التطوعي، والقيم العامة، وفي غياب التيارات السياسية، عن طلبة الجامعات فسوف نواجه حالة يكون فيها الجيل القادم بلا تجربة وتدريب، واهتمامات عامة، وسيكون قد فات الأوان على تنمية الانتماء والمشاركة والمواهب والإمكانيات القيادية لدى المرشحين للعمل القيادي وهم في سن متقدمة.

ثاني هذه الأزمات: ستظل الحياة الحزبية والسياسية تعاني من العزوف، والإعراض، والضعف، لأنه سيكون صعبا على الأحزاب السياسية، الاختيار والتنظيم، واجتذاب المشاركين في الوسط العمري الذي يزيد على خمس وعشرين سنة، فالإنسان يكون قد تشكلت مصالحه، واتجاهاته، وأفكاره، وغير مستعد للبدء بعمل وأنشطة، كان يفترض أن يبدأ فيها قبل ثماني إلى عشر سنوات، بل إن نسبة عالية جدا من المشاركين والنشطاء في الأحزاب السياسية، والثقافية، والعامة، يبدأون بالانسحاب منها بعد التخرج من الجامعة والدخول في الحياة العملية والأسرية، فكيف سيجتذب العمل الحزبي المواطنين في مرحلة متقدمة من العمر، من غير المشاركين من قبل في العمل السياسي، وهو يفقد النشطاء السابقين، وهذه حالة طبيعية ومعروفة في العمل الحزبي والسياسي.

ثالث هذه التحديات أن الجامعات، تتحول كما هو ملاحظ في غياب العمل العام، والسياسي والحزبي، في وسط الطلاب الجامعيين إلى ساحات للصراعات العشائرية، والاهتمامات، والممارسات غير الصحيحة، وليس مستغربا أن ينجرف الشباب إلى الانحراف الفكري، والسلوكي، والأخلاقي، في أجواء من الفراغ وغياب البدائل، ومن المعروف في أوروبا والغرب، في العقود الماضية أن الشباب الجامعي، حتى من الوسط الأرستقراطي ومن أبناء المسؤولين، والقادة السياسيين، كانوا يدفعون إلى المنظمات السياسية اليسارية، لأنها كانت أفضل وسيلة لإبعادهم عن الانحراف، والضياع، ولتلقي تدريب، وإعداد سياسي، وثقافي، وقيادي.

لكن السؤال يبقى: كيف يمكن إعادة تشكيل الشباب والمجتمعات، في اتجاهات، وأحزاب، وتيارات سياسية ؟

والاجابة جاءت صريحة، بعد الاعلان عن تأسيس تيار الحكمة الوطني، هذا التيار الشبابي، ذو القيادة الشبابية، الذي هدفه خلق واعداد قادة شباب، هم من يقود العراق في المرحلة القادمة، بعيدا عن الحزبية، وصراع العرق، والديانة،والطائفية، كونه مشروع وطني، يهدف لاحتواء الشباب، وتمكينهم، والانفتاح على الاخر، فصدق من قال ( نحن الشباب لنا الغد) نعم سوف يكون الغد شبابيا ،بقيادة شبابية وبسواعد شبابية.