ترامب بين الأعاصير الداخلية والخارجية بقلم: أ. سلوى ساق الله
تاريخ النشر : 2017-09-13
ترامب بين الأعاصير الداخلية والخارجية بقلم: أ. سلوى ساق الله


ترامب بين الأعاصير الداخلية والخارجية

بقلم: أ. سلوى ساق الله

بعد إعصار هارفي وآثاره المدمرة وحسب المصادر الجوية وتحديدا مركز الأعاصير فمن المتوقع تعرض الولايات المتحدة لإعصار العنيف وإعصار كاتيا ومن المتوقع زيارة قوة إعصار خوسيه المدمر. اي مواجهة 3 أعاصير في وقت واحد.  ومن المتوقع أن تكون الأعاصير القادمة اشد قوة من الإعصار هارفي الذي ضرب سواحل ولاية تكساس نهاية الشهر الماضي، مخلفا دمارا كبيرا وعدد ضحايا وصل إلى 70 شخص.

من المعروف ان الأعاصير كلما اشتدت قوتها أصبحت مدمرة بشكل اكبر. ولكن يمكن التخفيف من الآثار الجانبية للإعصار في حال جاهزية الوﻻية بالشكل المطلوب من حيث البنية التحتية السليمة والاستعدادات المناسبة التي تترافق مع توفير الإمكانيات والموارد اللازمة.

بالنظر إلى الإعصار هارفي كأبشع الأعاصير التي مرت على الوﻻيات المتحدة منذ تولي ترامب الرئاسة في ظل ضعف الاستعدادات الداخلية الﻻزمة لاستقبال الإعصار. وان دل هذا إنما يدل على اهتمام الرئاسة الأمريكية بأمور أخرى بخلاف الشؤون الداخلية وتحديدا الكوارث، وأنها لا تلتفت إليها كضرورة. لربما يرجع ذلك إلى الاهتمام بمصالح خارجية ذات علاقة السياسة الخارجية كجزء من مصالح شخصية لترامب كزيادة نفوذه أو حماية موقعه خاصة بعد الإشكالات التي يواجهها منذ توليه الرئاسة لها علاقة بالانتخابات الأخيرة في نوفمبر 2016 . فمثلا تشهد الساحة الأمريكية مؤخراً تزايد الدعوات لمحاكمة ترامب ومطالبة الكونجرس باتخاذ ما يلزم ضد ترامب الذي يعمل على تعطيل خط سير العدالة والتدخل في محاولة تغيير  مسار تحقيقات FPI في التدخل الروسي في الانتخابات واحتمال وجود تواطؤ من طرف ترامب.

كما أن الاهتمام الزائد لترامب للسياسات الخارجية على حساب السياسة الداخلية هو ما يزيد الأمور سوءا أثناء مواجهة الكوارث الداخلية، واقل مثال على هذا الاهتمام بالشرق الأوسط وتحديدا ازمة الخليج وقطر من اجل محاربة الإرهاب. وكانت آخر الاهتمامات العجيبة لترامب هي ملاحظته لطيارة أمير قطر التي تزيد عن طول طائرته ب 100 قدم.

اقترح دونالد ترامب بعد أشهر قليلة على تسلّمه الرئاسة خفض المعونات الفيدرالية لبرنامج المساعدات وتجهيزات الطوارئ الخاص بالكوارث.

والآن، مع توجّه إعصار إرما نحو فلوريدا وسواحل جنوب شرق أمريكا، وبدء هيوستن إعادة الإعمار بعد تعرضها لإعصار هارفي، فإن العائلة الأولى تقف لتضيف المزيد من المال إلى أرصدتها البنكية خلال -وبعد انتهاء- الكوارث الطبيعية الكبيرة التي ضربت الولايات المتحدة. 

ونتيجة لتفضيل مصالح أخرى غير مصلحة السكان، فإن شعبية ترامب قريبة من أدنى مستوى لها في أعقاب الإعصار الذي دفع مئات الآلاف والملايين من الأميركيين إلى البقاء في الملاجئ أو دفع بهم إلى الهجرة.

إن اهتمامات ترامب يجب أن يتم إعادة صياغتها ولا شك أن سيناريوهات نشوب حرب عالمية ثالثة باتت وشيكة، بسبب التحركات غير المدروسة والمستفزة التي تقوم بها يونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية وتجاربها النووية التي تقوم بها عارضة عرض الحائط جميع التهديدات من البيت الأبيض أو نصائح الحلفاء. إن خطورة الأمور على المستوى العالمي لا شك أنه يستحوذ على حصة من اهتمامات  الرئاسة الأمريكية، وبالتالي تأثر حصة الاهتمامات بالشؤون الداخلية.

إن التحديات التي يواجهها الرئيس ترامب كبيرة حقاً على المستوى الداخلي والخارجي. فعلى المستوى الخارجي يواجه العلاقات مع الصين، والملف النووي الإيراني، والعلاقة مع أوروبا وحلف الأطلسي، وشكل العلاقة المستقبلية مع روسيا، وما استجد من مواقف صعبة بين الكرملين والبيت الأبيض على ضوء أزمتي أوكرانيا وسوريا. أما على صعيد الشرق الأوسط فمن ناحية القضية الفلسطينية والصراع العربي –الإسرائيلي  ومن ناحية أخرى محاربة الإرهاب.

وبسبب التغيرات المحيطة السريعة؛ على الرئيس ترامب الذي يخطط لفترة ولاية جديدة أن يبدأ بإعادة ترتيب الأولويات من أجل أن يستطيع أن يخدم داخليا وخارجياً كرئيس لأكبر دولة في العالم قوة ونفوذاً.