أقصانا... للبيت رب يحميه بقلم:نادر خميس الترك
تاريخ النشر : 2017-09-12
الكاتب: نادر خميس الترك
قالها جد الرسول صلى الله عليه وسلم : للبيت رب يحميه ... لذلك قال رسولنا الكريم عليه ازكى الصلاة والسلام وما ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى: لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من عاداهم وهم في رباط الى يوم الدين ،قالوا:اين هم يا رسول الله ، قال:في بيت المقدس واكناف بيت المقدس. صدق رسول الله
لذلك على عكس ما يعتقد الكثيرون بأن الله عز وجل ابتلا الفلسطينيين باليهود ... الا اني اعتقد بل اكاد أجزم بأن الله عز وجل ابتلى اليهود بنا لأننا لم ولن نكون كالهنود الحمر ... فنحن كطائر الفينيق كلما ضعفنا نحترق لنولد من جديد أكثر شبابا وقوة لنستمر في خوض أطول صراع في العصر الحديث صراع الكينونة.. صراع الوجود نكون او لا نكون . صراع سيستمر حتى ننتصر .
عرض على اليهود في القرن التاسع عشر عدة أماكن وخيارات لاقامة دولتهم عليها فاختاروا فلسطين وبدأوا يروجوا لشعار كاذب : ان فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض... فجاءوا للمرة الثانية في تاريخهم الى فلسطين .. حيث جاءوا في المرة الأولى في العهد الكنعاني كلاجئين كبدو رحل فانبهروا بثقافتنا وحضارتنا الكنعانية الفينيقية فعبدوا آلهتنا وتحدثوا لغتنا وذابوا في مجتمعنا - وربما لهذا أخذوا درسا فعاشوا لاحقا في جيتوات مغلقة في اوروبا ليحافظوا على هويتهم من الضياع والذوبان في المجتمعات الأوروبية- ها هم يعيشوا ايضا في فلسطين في جيتو مغلق .. في مستوطنات حصرية لهم وفي مدن الساحل مثل تل الربيع .. وكانت ديمقراطيتها انتقائية في مجملها لليهود.. وها هم يتمادوا في عنصريتهم ليخصصوا باصات لليهود بحجة الأمن .. وربما يخصصوا لاحقا شوارع لليهود ومطاعم لليهود وسوبرماركت ومحلات تجارية لليهود فقط... ان إسرائيل والحمد لله تتحول الى دولة عنصرية تزداد عنصريتها يوما بعد يوم وسوف تصبح بقيادة اليمين نظام أبارتهيد أسوأ من النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا .. وأصبحت إسرائيل بسياستها وعنجيتها عبئا ماديا واقتصاديا وأخلاقيا على الدول التي خلقتها لتكون خنجرا في خاصرة أمتنا العربية.. فقد وضعوا في خططهم وقتها جميع الاحتمالات والعوامل ولكنهم أسقطوا سهوا العامل الأهم وهو الشعب الفلسطيني الذي نحت وارادته من صخورها واصبح شامخا كجبالها.. وتجذر في أرضها كأشجار زيتونها وسنديانها.
ربما لا نملك ما يكفي من السلاح لهزيمتها لذلك فلنستمر في هجوم السلام الفلسطيني فكما قال خليل الوزير (أبا جهاد) رحمه الله : فلنستمر في الهجوم فأمام العدو خياران إما التقدم .. وإما التراجع وفي كلا الخيارين فناؤه.
فلنستمر في الهجوم بدبلوماسية نشيطة فاعلة.. فلنستمر بالهجوم بإعلام خلاق مبدع.. فلنستمر بالهجوم بترسيخ الثقافة والتراث الفلسطيني .. فلنستمر بالهجوم بتربية أجيال شعبنا القادمة على حب فلسطين كل فلسطين.. فلنستمر بالهجوم ببناء مؤسسات الدولة..فلنستمر بالهجوم بتطوير مناهجنا التعليمية.. فلنستمر بالهجوم بتعليم شبابنا وتدريب كوادرنا.. فلنستمر بالهجوم بتفعيل وتطوير جالياتنا ومغتربينا.. فلنستمر بالهجوم ببناء اقتصاد دولة فلسطين ومؤسسات اقتصادية منتجة داخلها وخارجها.. فلنستمر بالهجوم بالبناء المؤسسي المبدع.. فلنستمر بالهجوم بتطوير واصلاح أنظمة وقوانين متطورة.. فلنستمر بالهجوم في كافة المجالات والأصعدة فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة