رأيتُ في عيونهما الأملَ رغم يأسهما بقلم:عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2017-09-06
رأيتُ في عيونهما الأملَ رغم يأسهما بقلم:عطا الله شاهين


رأيتُ في عيونهما الأملَ رغم يأسهما
عطا الله شاهين
بينما كُنتُ عائدا إلى منزلي ذات مساء أردتُ تغيير الطريق، التي أسلكها كالعادة في كل يوم، وقلتُ في ذاتي لعلّني أجد وجوها بلا يأس عكس ما أراه في كل يوم من وجوه يائسة تصادفني بينما أكون عائدا من عملي كالعادة، فخطوت صوب شارع فرعي، وعلمت بأنه باتجاه واحد، وبينما كُنتُ أخطو بخطوات سريعة تحت أشعة الشمس الحارقة، رأيتُ امرأةً عجوز تجلس على الرصيف وكانت تتكئ على عُكّازتها، فألقيت عليها التحية، فردت بالمثل، وسألتني كيفَ حالُ البلد يا بُني؟ فابتسمتُ ابتسامةً حزينة، وقلتُ: لها الحالُ كما هو، فالاحتلال ما زال ينغّص على الناس حياتهم، فتنهّدتْ وقالتْ لي: يا بُني لقد هرمنا، فلا تنتظرُ يا بُني بأنْ ترى الأحوالَ ستتحسن في ظلّ وجود الاحتلال، فهلْ يُعقل يا بني أنْ يظل حالنا هكذا؟ فاقتربتُ منها وقلتُ لها: دعينا أن لا نفقد الأمل، فابتسمتْ المرأة العجوز، ولكنْ لاحظت في عينيها أملا رغم حزنها، وقبل أنْ أصلَ إلى وجهتي، شاهدتُ رجلاً عجوزاً يجلسُ على مدخل بوابةِ حاكورته، وكان يعج دهان سيجارته في الهواء، وحينما اقتربتُ منه شاهدتُ حزنا في عينيه، فاستوقفني بعدما ألقيتُ عليه التحية، وقالَ هل ستتحسن أحوالنا ذات يوم، وهلْ سيعمّ السلام في بلدنا؟ فرددتُ عليه بأن الأحوال صعبة، ولكن نأمل أن يعمّ السلام ذات يوم، فابتسمَ الرجل العجوز، وهزَّ رأسَه وبدا لي بأنه متفائل أكثر من المرأة العجوز وفي عينيه رأيت شيء من الأمل، فقلت في ذاتي رغم يأسهما إلا أن الأمل نحو الحرية يشعّ من عينيهما..