ابداع تحت الحصار
تاريخ النشر : 2017-08-30
ابداع تحت الحصار


ابداع تحت الحصار

بقلم: أ.د.كامل خالد الشامي

باحث وكاتب مستقل

 الطريق الي قصر الثقافة بمدينة غزة, كانت الشوارع شبه خاليه من المارة, المدينة  تعيش هدوءا ممزوج بالحزن وخيبة الأمل علي ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية وما يتبع ذلك من تدني وعوز في كل ما يتعلق بالحياة فالحصار اصبح افاعل في المدينة.

في قصر الثقافة عرض فنانون تشكيليون لوحاتهم التي كانت بمجملها لوحات تعبر عن الطبيعة بشتى أنواعها,لكن السواد الأعظم من هذه اللوحات كان يعكس الجبال والثلوج تعبيرا عن الهدوء واشتياقا له, وفي بعض اللوحات أبدع فنانون في رسم غابات وأكواخ في الألب الأوروبية, علي الرغم أن الفنانين لما يغادروا غزة بسبب الحصار الظالم عليها, إلا إنهم اختاروا لوحاتهم لتعبر عن السلام وعن المحبة وعن الاشتياق الي الحرية .

يأتي هذا الإبداع في وقترة فيما بينهم تغيب فيه الألوان وأدوات الرسم من السوق بسبب الحصار إلا أن الفنانين يعاونون فيما بينهم ويتبادلون الأدوات والألوان والخبرة فيما بينهم.

في صالات قصر الثقافة حضور مميز وإقبال ملفت للشباب من كلا الجنسين,وهي ظاهرة جميلة وآخذة في النمو في مدينة غزة التي أصبحت مركزا إقليميا مهما  لسكان القطاع , ففي المدينة يوجد أكثر من  10 مراكز تعلم الرسم بالفحم وبالزيت الاكريلك ,والفنانون يوثقون كل ما يتعلق بمناحي الحياة بغزة واغلبهم من فئة الشباب  من الجنسين.

في الصالة الحضور الشاب جاء للترفية والتفريغ وتبادل الآراء , في وقت يشتد به التناحر بين الفصائل وفي وقت تذوق فيه غزة الأمرين بسبب الحصار والانقسام,وفي وقت يشعر فيه الشباب بالضياع وغياب الأمل.

فالفرشاة أصبحت وسيلة قوية للتعبير والترفية واخذ جرعة من الراحة وجرعة من الأمل علي أن شمس الحرية أصبحت اقرب من أي وقت مضي .

[email protected]