اغتيال العقل خطر لايمكن تجاهله بقلم:عبدالرحمن الجليلي
تاريخ النشر : 2017-08-20
اغتيال العقل خطر لايمكن تجاهله بقلم:عبدالرحمن الجليلي


عبدالرحمن الجليلي
المتابع الحاضر للأحداث في العراق يلاحظ أن كلمة الاغتيال تتكرر وبكثرة في وسائل الإعلام المختلفة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت موخرا توازي وسائل الإعلام السمعية والمرئية ،وقد يختلف نوع هذا الاغتيال باختلاف
الوسيلة التي استخدمت في عملية القتل، لكنك عندما تقرأ العنوان أو الخبر تتعاطف معه قبل أن تدخل لتفاصيل الحادثة، وقد يتعاطف القارئ عندما يقرأ الخبر أو يصيبه نوع من الذهول ويبتعد خياله لما هو أوسع من ذلك بكثير ربما يتصور نفسه هو الضحية .

لذلك لابد أن يكون كل شخص على حذر من أي خطر قد يواجهه وكيف له أن يؤمن الحماية لنفسه، لكن لايمكن أن نحدد هذا الخطر بالخطر الجسدي فقط، بل علينا أن نوسع دائرة أفكارنا إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير وهو البعد النفسي وماله من أثر في حياة الإنسان، وهذا مانشهده في الآونة الأخيرة من استهداف للعقول والأفكار سواء كان هذا الاستهداف داخليا أو من الخارج.

بعدما ادركو قوة و خطر القيادة الدينية التي تدفع الناس للجهاد والمقاومة، وتبث في النفوس روح الإسـلام، فعندهـا تصبح الشعوب قوة لا تُهزم، فهي تستمد قوتها من عقيدتها. فعملوا على تشويه الصادقين فكريا ، وتلميع وإبراز عمائم تخدم مصلحتهم ومما سهل المهمة لهم هو عدم إدراك المجتمع لما يجري حوله.

وعندما تواجه مجتمعاتنا مثل هذا الاغتيال الفكري يصبح من الملح استحداث أطر مؤسساتية معنية بمكافحة هذا الفكر المتدشق من الإرهاب وكل فكر يعشش تحت مظلته، على أن تكون مثل هذه الأطر قادرة على مواكبة تطور الإرهاب الفكري ومواجهة من يمارسونه، و ليس من السهل أن تواجه هذا الفكر اذا لم تكون لك خلفية ثقافية وسياسية ومن خلال هذه الثقافة يمكن ان نؤسس لنمط جديد من العلاقة والتواصل بين مكونات المجتمع وقواه قوامها التسامح والحرية وسيادة القانون وقيم حقوق الإنسان. فكثير من مشكلات الداخل بحاجة إلى رؤية وحلول جديدة، تتجاوز النمط التقليدي في معالجة هذه المشكلات.

فأزمات البلد وعلاقتها بالمجتمع وتعبيراته المتعددة وطبيعة الموقف من التعدد والتنوع المذهبي والقومي والعِرقي المتوافر في العديد من المجتمعات، بحاجة إلى ثقافة سياسية جديدة، تعيد صياغة العلاقة وعلى أسس جديدة بين السلطة والمجتمع،
كما أنه لا يمكن تجاوز معضلات التمييز الطائفي والعِرقي والقومي، بدون ثقافة سياسية . تكون بمثابة عنصر دفاعي للمجتمع من عمليات اغتيال العقول واستغلالها في غايات سياسية بعيدة عن مصلحة الوطن والمواطن.