هل العراق دولة فاشلة وفاسدة ..؟ بقلم:عبد الجبار الجبوري
تاريخ النشر : 2017-08-20
هل العراق دولة فاشلة وفاسدة ..؟ بقلم:عبد الجبار الجبوري


 هل العراق دولة فاشلة وفاسدة ..؟؟
   عبد الجبار الجبوري

أجزم أن هذا العنوان سوف يستفز حكومة العبادي ورئيس برلمانه ، ورؤساء الاحزاب السياسية التي تقود العملية السياسية من سيء الى أسوء منذ اول أيام الاحتلال الامريكي للعراق ،عندما تم حل الجيش العراقي وإنشاء دستور طائفي ،وإقامة مجلس حكم على أسس طائفية تحاصصية ، من هناك بدأ الفشل وأشيع الفساد ، لذا سوف نصر على أن جميع الحكومات المتعاقبة فاسدة وفاشلة ، لأن ما بني على باطل فهو باطل ، ولكن رغم كل هذا الفشل المتلاحق ، والفساد الذي سرطن جميع مؤسسات السلطة، حتى وصل الى القضاء والبرلمان ، فإن كشف وفضح دور الاحزاب والعمائم البيض والسود،هو مهمة كل عراقي غيور ووطني، لان مستقبل الاجيال مرهون بشلع وقلع هذا الطغمة الفاسدة ، والتي سببت كل هذا الخراب والدمار والقتل والتهجير، وظهور تنظيم داعش الارهابي وإسقاط المدن العراقية، ومازالت عربة الطائفية تجرها هذه الاحزاب لضمان بقائها في السلطة الى أطول زمن قادم، ومعروف أن هذا يجري كله ، بمباركة الدول الاقليمية ، لابقاء العراق ، ضعيفا، ومفككا ،وهامشيا ، ينخر بجسده مرض السرطان الطائفي،والصراع الطائفي ،لذلك كل ما نراه الان من فشل وفساد، هو نتاج وإفراز طبيعي لعملية سياسية باتت ميتة سريريا ، لم يبق إلا دفنها في مزابل التاريخ ، فما نشهده في صراع الاحزاب على المكاسب والنفوذ وشرعنة الفساد ، هو التشبث بأستار الفشل بعينه ، فمن أين نبدأ في عرض لائحة الفساد والفاسدين التي يقودها حيتان الفساد والنهب والسرقات ،من سرقات وزير التجارة فلاح السوداني ،أم قضية عادل زوية وسرقة البنوك، الى صفقات  حازم الشعلان وزير الدفاع وطاقمه، أو الى صفقات نوري المالكي وحزبه وطاقمه، وهكذا أذا اردنا أن نعدّد، فلن نستطيع الوصول الى رقم من حجم الفساد ، وجميع الفاسدين الكبار،إما رؤساء أحزاب ،أو رؤساء وزارات ،أو وزراء، أو رؤساء أحزاب وقياديين فيها، اليوم نرى الفساد في كل مكان من مؤسسات السلطة، بلا إستثناء، من أكبر هرم إلى أصغر موظف في العراق، وقد أخذ الفساد أشكالا وأنواعا ، حتى تحول إلى مافيات كبيرة تقودها الميليشيات والاحزاب ،لايمكن السيطرة عليها ،والملفت للنظر أن الفساد وصل الى برلمان العراقي وبشكله البشع ، حيث ظهر لنا أن جميع التعيينات في الوظائف الكبيرة كالوزير والوكيل والمدير العام والسفير، تتم إما بالمقايضة، أو بالدولار ، ويتم توزيع الغنائم بين الاحزاب والاعضاءمباشرة، ولكن الاخطر من هذا كله ،هو أن قسما من أعضاء مجلس النواب الذين يرفضون الفساد ويعملون بوطنية ومهنية ويخافون الله ، ويستجوبون الوزراء وغيرهم ، يصطدمون بأن المستجوب يدفع الالاف من الدولارات تصل الى (150 الف دولار)، حتى يتخلص من الاستجواب ويخرج (بريئا) أمام العراقيين ، وهكذا الحال مع كثيرة من الحالات  الاخرى،كقضية وزيرة الصحة ومفوضية الانتخابات وووزير التجارة والزراعة ورئيس شبكة الاعلام العراقي وووومئات الحالات المماثة لكبار حيتان الفساد لايمكن استعراضهم الآن ، إذن( ثنائية الفشل والفساد) أصبحتا أخطر ظاهرتين  في حكومة العبادي، ما نريد تأكيده هنا والشعب العراقي يعرف تمام المعرفة ، حجم الفساد ورموز الفساد ،ومن يديره ومسئول عنه ، ولكن ما لايعرفه المواطن العراقي، هو أن هذا الفساد تديره مافيات عالمية ودول كبرى، تمتلك مصارف وبنوك غسيل أموال العراقيين ، تشترك معها ألأحزاب الدينية والسياسية التي تمتلك المصارف والبنوك الاهلية تحت أغطية  وأسماء عراقية ، وهي في حقيقتها تقف وراءها دول وعصابات الجريمة المنظمة ومخابرات دول ، وشركات أمنية خاصة ، وميليشيات مسلحة تسيطر على بغداد أمنيا وتتقاسم فيما بينها الغنائم، وما إنتشار ظاهرة الخطف والاعتقال والجريمة المنظمة وسرقات المصارف والبيوت ، وإنتشار المخدرات ودور الدعارة في عموم بغداد والمحافظات التي تسيطر عليها الاحزاب والميليشيات ،إلا ناقوس يدق خطر الحرب الاهلية ، حيث تحمي الميليشيات التابعة للاحزاب الاسلاموية الدينية ، بيوت الدعارة وصالات القمار والشراب ،كمورد لفعالياتها (الجماهيرية ) ، من هنا تكمن خطورة الفشل والفساد، كسرطان يفتك بالمواطن وعائلته ، وما يجري في بغداد والبصرة وغيرها ، مثال صارخ على أن العراق يسير نحو هاوية سحيقة جدا من الخراب والدماروالاحتراب والفوضى، أكثر مما شهده في سنوات مضت ،لذا فأن ما يجري من فساد وفشل تتحمله الاحزاب التي تسيطر على مجلس النواب ومجلس الوزراء، ومجلس المحافظات وتحمي الفاسدين فيها، كما جرى في قضية محافظ البصرة التابع للمجلس الاسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم وتهريبه لايران وتهريب فلاح السوداني من قبل نوري المالكي ، والكثير على شاكلتهم ، مثل بهاء الاعرجي ونور الدين الصافي وصهيب الرواي من الحزب الاسلامي ، في حين يدخل محافظ صلاح الدين السجن في إزدواجية الاحزاب وتغطيتها وحمايتها للفاسدين من أعضاء أحزابهم ، والعتب على (القضاء المسيس )،التابع لأحزاب السلطة والخاضع لضغوطات إيران وتبعيته لها ،وسطوة الميليشيات وتهديداتها، أليس من حقنا أن نطلق على هكذا حكومات أنها فاشلة وفاشلة بإمتياز ،إن العراق يعيش الآن أبشع حالات الفساد وإنتشار الجريمة المنظمة ،لم يشهده تاريخه الطويل ، وإن مرحلة ما بعد القضاء على داعش ،هي الاخطر عراقيا ،لان ألبديل سيكون حتما هو (الفوضى وسيطرة إيران وميليشياتها )على جميع مقدرات العراق، وتربط مصيره بها، وقد ظهرت لنا ميليشيات لا تعترف بالحكومة وتعلن إرتباطها بولي الفقيه الايراني المرشد خامنئي وتأتمر بأوامره، وتعبث الان في بغداد والبصرة وغيرها ،التي تنتظر زلزالا من الفوضى والاحتراب الشيعي –الشيعي، حول النفوذ والغنائم والمناصب ، ولاسيما إقتراب الانتخابات ، في وقت تتصاعد حدة التهديدات والتصريحات ،بين قادة الميليشيات بدفع إيراني واضح ضد الاستفتاء في إقليم كردستان ،وتتوعد بالهجوم على الاقليم ، إذن العراق مرشح لاكثر من حرب طائفية، وقومية بعد داعش، وهذا ما تؤكده وتؤشره الفعاليات السياسية وفشل الحوارات  واللقاءاتبين الاطراف، ناهيك عن القنابل الموقوتة في كركوك وخطر داعش عليها ، وقنبلة مناطق أخرى كسنجار وسهل نينوى وطوزخورماتو وغيره، نحن نرى أن مرحلة ما بعد داعش، أخذت تظهر ملامحها وخطرها ،في ظل فشل حكومي وسكوت أمريكي لما يجري ، لاسيما وأن معركة تلعفر على الابواب وتنتظر الحويجة دورها في الخلاص من تنظيم داعش ، مع ظهور عودة الجيش الامريكي للعراق ، وانتشار في مفاصل السلطة ووزراراتها على شكل خبراء ومستشارين، وبناء قواعد على حدود العراق والسيطرة على جميع المعابر فيها ، وقطع الطريق على إيران ،من إعلان نجاح مشروعها (البدر الشيعي)، الذي اعلنه زعيم العصائب وأصبح في خبر الامريكان هناك، الاحداث تتسارع بإتجاهات لا نهايات لها ، وتشي بحدوث زلزال آخر كالذي حدث إبان الاحتلال الامريكي عام 2003، وهذا ما تؤكده الكثير من التفاصيل الامريكية ضمن إستراتيجيتها في العراق، التي بدأت تتوضح أكثر بعد إنفتاح العراق وحكومته على المحيط العربي ، وجر الشخصيات الشيعية الكبيرة للخيمة العربية ، وإخراجها من المظلة والسطوة الايرانية ، وهذا ما رأيناه في زيارات الصدر الى المملكة العربية السعوديو الامارات وفي طريقه الى مصر ، وسيتبعه الكثير أمثاله في خطوة أمريكية ناجحة ، بعد وضعهم بين خيارين أحلاهما مر بالنسبة لهم ، بين البقاء تحت المظلة الايرانية، التي ستشهد قريبا الاحتراق بشر أفعالها ، وبين الخيمة الامريكية التي ستكون حاضرة بقوة في العراق،بعد الانتهاء من القضاء على تنظيم داعش في العراق قريبا .فإلى ذلك الحين سيبقى العراق دولة فاشلة وفاسدة ...!!!!!!