صدور ديوان " المدفن السوري الواحد" عن دار فضاءات
تاريخ النشر : 2017-08-16
صدور ديوان " المدفن السوري الواحد" عن دار فضاءات


صدرت في العاصمة الأردنية عن دار فضاءات مجموعة شعرية جديدة بعنوان" المدفن السوري الواحد" للشاعر السوري المقيم في ألمانيا محمد علاء الدين عبدالمولى،

صدرت في العاصمة الأردنية مجموعة شعرية جديدة بعنوان" المدفن السوري الواحد" وهي المجموعة الشعرية الخامسة عشرة للشاعر السوري المقيم في ألمانيا محمد علاء الدين عبدالمولى، عن دار فضاءات –وتقع في 380 صفحة من القطع المتوسط، وصمم الغلاف الفنان سهف عبدالرحمن.
تنقسم قصائد المجموعة إلى قسمين. الأول منهما تلك القصائد المطولة والمطولة نسبياً، وعددها تسع وعشرون قصيدة، والثاني القصائد الخماسية القصيرة، وكلها تنتمي إلى التفعيلة. وكما يشير عنوان المجموعة فإنها تتناول المأساة السورية التي بدأت منذ حوالي سبع سنوات وما زالت مستمرة، إذ يرصد الشاعر خلالها حالة إنسانه الذي راح ضحية هذه المأساة، كما مكانه، ويرى أن هذا المكان غدا مدفناً للقاتل والضحية في آن.

واضح من خلال عنوان المجموعة "المدفن السوري واحد"، أن قصائدها راحت تنصرف إلى رصد أثر المأساة السورية، لا من خلال إطلاق حكم القيمة على ما يتناوله، وإن كان موقفه الأخلاقي والإنساني والجمالي مما يدور باد في كل ما يكتبه، لا سيما بعد التحولات التي تمت إذ إن جريمة قتل الآخر - أياً كان القاتل - فهي بشعة، ما جعل مهاده ليكون عبارة عن محض مدفن خلال السنوات السبع التي مرت، فمن يقرأ قصائد المجموعة يرى أنها تعكس صورة عما جرى في سورية منذ حوالي سبع سنوات، فالشاعر لا يخفي - كذلك - موقفه العلني من الاستبداد والظلم، معلناً انتماءه إلى من اكتووا في محرقة الدكتاتورية. يقول:


لا للقيود على ساعد الروحِ

لا للركوع على صور الوثن الذهبيّ المدنّس

لا للسجود سوى للذي اسمه في التراب المقدّس جغرافيا من حنينْ

أخذوا من خزائنهم كل قمصان أيامهم

نفضوا الليلَ عن خوف أكمامهم

حملوا من مراياهمُ الأوجهَ النائمةْ

خرجوا نحو عرس الأميرة سيدة الشرقِ

صلّوا لها واستعانوا بباصرة الزهر واستأنفوا موكب العرس

قالوا الكلام الجديدْ

حرّروا اللّحنَ: حرية ووطنْ


انحياز الشاعر للثورة التي أنشد لها في بدايتها قبل أن يتم خطفها باد على امتداد المجموعة، كما أن موقفه من الديكتاتور القاتل باد في الوقت نفسه، وهو ينشد بألم لمكانه الذي غدا أطلالاً، ولإنسانه الذي صار ضحية هذه الحرب اللعينة التي أكلت الأخضر واليابس.
من فضاءات المجموعة:
يا بحرُ عذراً
أَرْجِع القتلى إلى وطني
هناكَ سيذهبونَ إلى منازلهم
يضمّون الصغارَ وناسجاتِ الحُلمِ
يرتفعونَ أعلى من معابدهم، وأعمقَ من ضجيج الطائرات
هناكَ يجتمعون بالأجدادِ والأحفادِ
تعلنهم جميعاً ساعةُ الماءِ العظيمْ
سيغيّرونَ عقاربَ الميقاتِ
يبتكرونَ للأبوابِ مفتاحاً، وللصحراءِ تفاحاً
يعيدونَ الكتابةَ من جديدٍ فوق ألواحِ النّعوش
يفاجئون القاتلَ الأعمى برقصتهم فيفزعُ ثم يهرعُ
لا مفر من القيامةِ أيّها الجلاّدُ
لن تجدَ الطريقَ إلى الهروبْ
لن تُجديَ الطّلقاتُ في إنهاء رقصتنا
ولن ندعَ الزّمانَ رهينةً لذئابِ مولاك المحنّط خلفَ أقنعةٍ
سنكشفُ عنهُ أرديةَ الحديدْ
ويقولُ أصغرُنا له: يا هادمَ اللذّاتِ ما عدنا عبيداً في حكاياتِ العبيدْ
فاخرجْ إلى فصل المقالْ