رسالة إلى محمود درويش بقلم ابراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2017-08-13
رسالة إلى محمود درويش بقلم ابراهيم شواهنة


سأظل أكتب إليك بالحماسة نفسها التي تعهدها بي، بقدر الحيوية التي زرعتها رياح أياديك في روض القلب، منذ أن بعثت أول شعاع من روحك على جناح الشمس إلى روحي ، مغموساً في نسيم النهر وبريق التفاح المرسوم على صفحة الوادي بين فجاج السماء الصافية ، صفاء الروح والبرد والمطر ورموش الحلم المنحوتة في دهاليز ذاكرتك المرمرية. 
أعانق فيك هذا الجرح فأسمو كعندليب يزقزق- عاليا- في أدواح الغابات وأوراق العمر والتوت والزهر والليمون والقرنفل ، ثم أغدو شقشقة تطفو على مراسي فجرك، أنبت في مسامعك حمرة الخوخ وخضرة البحر وبياض ملائكة الروح ، حتى أنك ستفتن من سحر هذا الطقس ، وربما تذرف دموعا ساخنة على خد الهمس ،تتحسس نبع الحياة ، وأنشودة الورد ، ونبض الريح في شهقة أناملي ..
سأطوقك مثل النسيم وتكون الفرح المشتهى ، سأجعل السواقي تمشي في عينيك ، تكبر ..كحمام يفرش السماء ، ويحلق في الملكوت وتمسي شمع الفؤاد ونورس القلب. ستحط الفراشات على أفنان الشفق في روحك، وتلون مساءك برذاذ العطر، وقطرات العمر المتبقي في خريطة الهيام..ليتك تعصر كنه امتدادي في جذور أحلامك! .ليتك تكشف هذا السر الدفين الذي يدفعني بقوة جارفة إلى مناجاتك بهذه العواطف .
أنت هناك على ضفاف المراكب الرابضة، ليس بوسعك أن تدفع شراع السفر إلى عاصفة الموج، لذلك تبلع أنينك وتخفي مواجعك وراء غيوم الموت. ليتك تدرك عمق الطين المبلل برياحينك. أنا أنفاسك التي ستسقيك بورد الروح ، أنا نبضك الذي سيشعل حلمك بندى العطر، أنا جناحك وفجرك ونافذة لزرقة المطر في عينيك ،أتدفق في ينابيعك ، فتولد بعباءة السعادة المرفرفة في رحابة الوجود وفضاء الكون. 
ليتك تستوعب المشهد السحري، والطقس الفاتن في مملكة العشق،وأكون نورساً في ضفاف عمرك، وإلى آخر العمر أكتب لك هيامي وانشطاري ، وإلى آخر العمر أحضن فيك جراحي..