إباء واستجداء..!بقلم أحمد الغرباوي
تاريخ النشر : 2017-08-13
إباء واستجداء..!بقلم أحمد الغرباوي


بقلم أحمد الغرباوي:

إباء واستجداء..!

                   
قاسيةٌ هي آلام دموع..
وبصيرة روح؛ تجهل مصدرنضحها؛ وسرّ مُرّ مذاقها..
وليس أصدق من دموع دليلٍ بقاء إنسان.. ودوام شعور.. وحياة (جوّانا) بتتحرّك..
ودموع الاشتياق؛ نداء جروح..
ودموع الخوف؛ أشدّ من دموع الحُبّ.. التماساً لربّ..
وما أوجع إنثيال دمع تهيّب؛ رجفة من يقين حُبٍّ في الله؛ معاندة قدر.. وتمنّع نفس..!
ومؤمنة هي بأنها تستحقّ ذاكَ الحُبّ..
حُبٌّ فى الله؛ يباركه ربّ؛ شرع وجود؛ دون عِصْيانٍ ولاذنب..!
وطالما نبكي.. 
نرتجي من الربّ دفء حُضن.. وأمان إدراك؛ وسكن وعي؛ حقيقة أمر..؟
وكم من دموع؛ بين الجفنيْن مجمّدة..
قلبٌّ أبىً.. يجاهد في إخفائها برفيف حنين رمش..!
الأوجع من فيض البُكاء دمعاً..
أنّك غصب عنّك؛ لاتملك القدرة؛ على أن تؤلم بصر من تحُبّ فى الله؛ برؤية حزنك؛ فتجرح كبرياء؛ وتحني عزّة نفس..!
الأوجع من الدموع؛ أن ترى من تحب فى الله.. وفى صمته؛ يختار ألف ألف طريقة للرحيل..
و.. و تصرّ الروح؛ على البقاء بجواره؛ فى دوام لامبالاته بشعورك..! 
وفى صمت تحبّه أكثر..
وفى الله أكثر تعشق..!
والأكثر وجعاً من الدموع.. ماتخلفه من حُزنً طويل..
فيغدو حزنك أضمن طريقة للموت البطيء..!
دع الدموع تغسل صُفرة نينّي العَيْن..؟
رُبّما يوما ما..
يوما تتجلّى الروح عن موطن الأُلفة؛ وتتكشّف روعات الودّ..!
حمى الله حِسّا من الألم..
إلا آلام من شدّة وَجْد.. وصرخة قلب.. فى الله يُحِبُّ..
ويخشى فقد إلا..
إلا وأنت فى روحه أبَد عِشق.. كما فى مَسْرى لحمه.. 
وحفظ الله من الوجع.. إلا وجع الأمومة.. وفيض عطاءات في فطرة ربّ.. نداء شوق لمن فى الله تُحِبّ..
ولأنّ الله يُحِبّك به رزقك.. 
فكونى أنتِ..؟
أنتِ كما كُنتٍ..؟
دون وجع.. بلادموع.. من غير خوف.. ولا
ولا حزن فى بعاد.. 
فكم آخرى تتمنّى أن تكونَ أنْتِ..!
وكم أنا..
كم (أنا) تتعذّب؛ حيث أنْتِ..!
وأينما رَحَلتِ..!
حُبٌّ فى الله
مستحيلٌ أن يستجدي من يأباه..!
.....

·       اللوحة من تصميم المؤلف..

أ.غ