فتنة العزلة بقلم: أسماء حمزة بدران
تاريخ النشر : 2017-08-12
فُتن بالعزلة ، فكان كلما اتسق القمر انبس خلسة خارجاً من قريته التي و مهما كبرت يراها فارغة الا من أمه. كان بقف طويلا امام الكهف قبل أن ينسرب في الظلام حتى الصباح، يبكي احيانا او يضحك!!. تمضي ساعات طوال وهو يقف ما استطاعت قدماه ان تحمله . كان يدعوا . فشرط الكهف العزلة . ان ينخلع من كل ما في صدره من غل وهم ، ان يترك كل حب دنيوي فكل حب دون الله شرك وكل هم لا يراه صاحبه صغيراً امام عظمة الجبار فتنة. كان يقول: اللهم اني اسلمت نفسي اليك أن لا ملجأ ولا منجا منك الا اليك. يرددها حتى ساعات الفجر الاولى في كهفه حين تنبجس اشعة الشمس في كل مكان في الكهف. كان ينعزل لان العزلة تكشف للنفس حقائقها، فالعزلة مرآة القلب والنفس فيها يرى الانسان حقيقته دون خوف. هو على هذا الحال مذ شهد قلبه الاسلام . كان يقابل نفسه في الكهف ، نفسه لا سواها . كان يرى بعين الحق المبصرة اي ذنب اقترفه ليستغفر . وبماذا خدم امته ليجد ويجتهد اكثر واكثر. كلنا بحاجة لهذا الكهف . ان ننعزل وانفسنا. ان نعرفنا فنطهر قلوبنا ان نشعر بقلوبنا الغضة أن نرويها بالمغفرة والدعاء . ما أن يخرج من عزلته صباحاً حتى يعود لعمله مبتهجاً يفكر قبل اي ذنب بوقفته بباب الكهف , كان مؤمناً أن نجاحه عبادة ، لذلك كان يقوم بها على اتم وجه يرضي الله عنه . كان يعد العدة للقاء خالقه بحسناته وذنوبه ، لم يكن كاملا ً لكنه كان محباً عابداً. عزلته التي فتحت له افاق نفسه ايقظته من وهم المادية الى حقيقة اننا كلنا مجبولون بالحب والنجاح .الحب الذي يجعلنا نتلمس رضا الله في كل عمل ونخشى غضبه في اي حركة . والنجاح الذي يعَمر الارض فتنشر الرسالة ويقام بالتكليف على اتم وجه.
اسماء حمزة بدران