صمت الأمم المتحدة حيال جرائم المستوطنين مدعاة أكثر للتطرف الديني بقلم:محمد جبر الريفي
تاريخ النشر : 2017-08-12
صمت الأمم المتحدة حيال جرائم المستوطنين مدعاة أكثر للتطرف الديني بقلم:محمد جبر الريفي


لا تع الأمم المتحدة بكامل هيئاتها سواء مجلس الأمن الذي تملك الدول الكبرى الخمسة فيه حق الفيتو الذي بإمكانه تمرير أي قرار دولي أو تعطيله من خلال عملية تصويت تجاه أي مسألة دولية أو الجمعية العمومية التي كثيرا ما تصدر قرارات لا تجد طريقها للتنفيذ كالقرار الصادر رقم 194 المتعلق بقضية اللاجيئن الفلسطينيين والذي ينص على حق العودة والتعويض ولا المنظمات الدولية الأخرى التابعة للأمم المتحدة خاصة التي تختص بوقائع الصراعات الدولية كمحكمة الجنايات الدولية. .لاتهتم الأمم المتحدة بكل هيئاتها هذه بما يقوم به المستوطنون اليهود في الكيان الصهيوني من اعتداءات وجرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني تطال كل مكونات الحياة الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة من بشر وحجر وشجر وآخر هذه الجرائم الوحشية العنصرية التي ترتكب بدون وازع إنساني ما قام به أمس أحد المستوطنين بدهس ثلاثة أطفال فلسطينيين وقد سبق هذا الحادث إحراق سيارتين وغيرها من حوادث إحراق المساجد والمنازل كما جري لآل دوايشه قبل عام تقريبا وهي مجرد أمثلة على جرائم المستوطنين الذي يتم تجاهلها من المنظمة الدولية حيث لم يصدر من مجلس الأمن أو أي من المنظمات الدولية التابعة لها أي قرار يدين هذه الجرائم أو يوصي بتشكيل لجنة للتحقيق فيها كما يفعل فيما يتصل بجرائم ترتكب بحق المدنيين في الصراعات المسلحة كما هو الحال في الصراع الذي جرى في منطقة البلقان في أوائل التسعينات من القرن الماضي بين المتطرفين الصرب ومسلمي البوسنة والهرسك بعد تفككك الاتحاد اليوغسلافي السابق أو كما حصل في التوصية بالتحقيق الذي أصدرها مجلس الأمن بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع المسلح الدائر في سوريا بين القوات الحكومية ومنظمات المعارضة ؛؛ والسؤال الذي يجب أن يطرح إزاء هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها المستوطنون اليهود بحق المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة هو : هل ينتظر مجلس الأمن أن يصعد قطعان المستوطنين الصهاينة اعتداءاتهم الوحشية باستخدام الأسلحة الكيماوية حتى يصدر توصية بالتحقيق علما انه باستطاعتهم الحصول علي هذه الأسلحة وغيرها الفتاكة إذا أرادوا تصعيد مخططاتهم الإجرامية العنصرية من خلال نفوذ بعضهم في أجهزة الجيش الإسرائيلي الذي يضم في صفوفه إعدادا كبيرة من الضباط الكبار والجنود الذين يقيمون في المستوطنات والذين يحملون في ثقافتهم مفاهيم خرافية الفكر الديني اليهودي المتطرف ؟؛؛أليس هذا الإهمال من الأمم المتحدة تجاه جرائم المستوطنين وعدم اتخاذ أي قرارا سياسي ملزم تجاههم وكذلك صمت المجتمع الدولي ودوله الكبرى الذي هب الجميع منهم في محاربة الإرهاب ..هذا الإهمال هو عامل تشجيع لقطعان المستوطنين الصهاينة الذين لا يحملون في وعيهم السياسي وذاكرتهم الجمعية سوى الحقد وكراهية الاخر على المضي في مخططهم بارتكاب المزيد من الجرائم الارهابية الوحشية التي تحاكي جرائم داعش في سوريا والعراق ؟..