مطالبة الشباب الفلسطيني في لبنان بالهجرة رد فعل والسفارة الفلسطيني امام اختبار شعبي بقلم: د. رمزي عوض
تاريخ النشر : 2017-08-12
*مطالبة الشباب الفلسطيني في لبنان بالهجرة رد فعل والسفارة الفلسطيني امام اختبار شعبي*
بقلم: د. رمزي عوض
قهر، ذل، حرمان، استغلال، لاانسانية، لا احلام مستقبلية، لا هوية حقيقية، لاكرامة، كل تلك مشاعر يعاني منها اللاجئ الفلسطيني، وخاصة فئة الشباب منهم، بالاضافة لعدم الثقة بالقيادات الفلسطينية، او الحكومات العربية والاسلامية، كذلك الهواجس تجاه اداء وكالة الاونروا، واستغلال القضية الفلسطينية، دفعهم للمطالبة بحياة كريمة حتى لو كانت من خلال الهجرة.
فالهحرة ظاهرة فردية منذ اللجوء الفلسطيني عام 1948، تحكمها محاذير اخلاقية كثيرة عند المجتمع الفلسطيني، واهمها الخوف من فقدان الهوية الوطنية.
تكررت المطالبات الجماعية بالهجرة بشكل جماعي منذ عقود ولكن مورست على المطالبين اساليب قمعية واتهامات، أهمها التخوين، والعمل لاجندات دولية تسعى لضرب القضية الفلسطينية خدمة للمشروع الصهيوني.
ولكن في لبنان تتكرر هذه الظاهرة منذ ثلاث سنوات ونصف عندما اطلقها ناشطين شباب فلسطينيين احتجاجا على الامن المفقود في المخيمات الفلسطينية، وتعود هذه الظاهرة الان وبشكل مختلف كاحتجاج على اداء القيادة السياسية الفلسطينية، في عدم معالجة القضايا الانسانية الفلسطينية مع مراكز القرار في الدولة اللبنانية.
طبعا لست هنا في معرض الدفاع عن هذه الظاهرة او ادانتها، ولكن احببت ان أؤكد ان هذا ناقوس خطر يدق في وجه القيادة الفلسطينية، ودليل على عجزها وضعفها، وبعدها عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين، فالمسؤول الفلسطيني اصبح كل همه مركزه وراتبه وعائلته وزبانيته، بعيدا عن هموم الشعب الفلسطيني، اما الدولة اللبنانية فهي ايضا مسؤولة عن هذه التحركات كونها لاتعالج الشأن الفلسطيني من الباب الانساني، ولكنها تقاربه دائما من الباب الامني، عكس دعوات مسؤولين لبنانيين وعلى رأسهم مسؤول الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الذي قال عام 2016 يجب مقاربة الشأن الفلسطيني من الباب الانساني وليس الباب الامني، وهذا مالم تتلقفه القيادة الفلسطينية او الدولة اللبنانية لتعمل عليه.
ومن هذا كله تظهر حقيقة واضحة ان هذه المطالبات للشباب الفلسطيني هي نتيجة ممارسات خاطئة، وليست سببا، فهي ررد فعل وليست فعل.
فكيف يجب معالجة هذه الظاهرة؟ فالقمع والاتهام ليس حلا، كون الشباب الفلسطيني لم يعد لديهم مستقبل او هدف يخافون عليه، لذلك الحل يكمن عند مراكز القرار الفلسطينية، بمحاورة الشباب والاخذ على العمل بجدية حول مشكالهم وهمومهم وهواجسهم.
وبما ان السفارة الفلسطينية في بيروت، وبشخص سعادة السفير أشرف دبور، هي البيت الفلسطيني الموحد، كما يقول السفير في كثير من خطاباته، عليه يقع معالجة هذه القضية، بالحوار والعمل الجدي، لابالقمع والاتهام، فالسفارة امام اختبار واستحقاق شعبي كبير عليها ان لاتستهين بكرة الثلج هذه التي قد تستفل او توجه لاماكن لاتحمد عقباها.