عذراً ماغوط بقلم سعد أبو عطا
تاريخ النشر : 2017-08-12
عذراً ماغوط بقلم سعد أبو عطا


// عذراً ماغوط //
تتقهقه الكلمات --!!!
معلنة رفضها لكل ما أقول وأحس وأحلم ، ألهذا المقدار أصبحت ألفاظنا العربية مملة حتى أننا لم نعد نتذوقها !!!
عرق الأجساد على الفراش أنتن ، الانحطاط والهزيمة جزء من تكويننا ، أم بفعل فاعل ---؟!!!
لماذا الغرب يعلنون الرقي ، ونحن نبكي على أطلال فاطمه ، لماذا تخلو شوارعهم من أعقاب السجائر ونحن نطأ أكوام النفايات ، حتى شوارعنا اشمأزت من خطا الماره ، ونبذت الأرصفة أضواءها ، لماذا لا هم لنا إلا تفاهات الحياة ، وننتفض من الحقيقه كما نفضة الموت ، لماذا كلما قرأت لدرويش وكنفاني وسميح وكل من التزم بأدبه ، انتابتني ثورة ، تمنيت لو أنهش لحم كل غاصب على وجه الأرض ، وكلما قلبت صفحات غاده السمان ودخلت طوباوية نازك الملائكة، أشعر بالانكسار والقوة معا ، لماذا عندما أتموج بسحر نزار وجبران ، أعيش في عالم الغاردينيا ، وكلما تذكرت ملوك العرب ، وهم يسبحون في بحار النفط وبطونهم منتفخة ، أشعر بالحرمان ، لماذا يدنس الأقصى بكل عهر ، والمسلمون عيونهم يغمضون ، لماذا كلما أقرر أن أتكلم أصمت ، خوفاً من أن يهدر دمي في الوطن العربي ، لماذا -- ولماذا -- ولماذا ---؟!!!
ترى حبيبتي اذا قدر الله أن يقرأ العرب كلماتي سيقتلونني !!!!
عندها انتفضي حبيبتي ، وتخلي عن شراء عصفور الحزن ، وقولي بصوت هادر ، لااااا ، إنه لم يقرأ للماغوط شيئا ، ولم يقلد البدوي الأحمر ولا سياف الزهور ---،
قولي : إنه ما زال يحتفظ بجواز سفره في كل قلوب الناس ، وما زالت هويته مكتوب عليها لاجيء ، ولم يبحر في ضفاف العيون ، ولم يدغدغ قلبه عشق ---
قولي لهم : إنه ما يقارب نصف قرن ، يسير بجانب الجدار ويدعو -- اللهم لا تسقط علي الجدار ---
فيسقط الجدار عليه --!!!!! /سعد أبو عطا /