قراءة في رواية " هياء " لــ د. زينب ابراهيم بقلم:راضي جودة
تاريخ النشر : 2017-08-08
قراءة في رواية " هياء " لــ د. زينب ابراهيم بقلم:راضي جودة


رواية هياء لــ د. زينب ابراهيم

لا تقرأ روايات من ذلك النوع الذي يحتويك ويجعلك جزء من النص وشخصية تلاحقك داخل الدراما ، هكذا وجهت حديثي لزميلي الشاب بالمكتب الملاصق لمكتبي وهو يطالع في وجهي وكأنه يشاهد(المخبول) المتواري خلف وقاري ، وإلا فما تلك العبارات التي أتت بلا سياق في وقت يندمج هو وراء حلول للتصميم الذي أمامه وانا أقلب صفحات كتاب أمامي لم يتبين له عنوانه إلا عندما دنى من وهو يلقي نظرة على العنوان قائلا : سلامات يا ابو احمد وش  سوت فيك هياء .

ابتسمت خجلا مما دار واكملت الحديث مع نفسي ، تلك الرواية يا صديقي التي جرت على لسان هياء احداثها تداعب مخيلتك للكشف عن غرف النساء المغلقة والتي لا نعرف عنها الكثير ، حيث خصوصيتهن ومحاورتهن واستسلامهن للإشاعة وربما كشفهن لمصائد المكائد التي تدبر لهن أو يدبرونها للتخلص من غلظة بعض الرجال وتصلف بعض الأحداث والجور الذي مورس عليهن .

كذلك بعض الخطط والوسائل التي يطلعون بها على مجريات الاحداث أو التخلص من مكيدة ومقاومة حالات الضجر والاكتئاب ،

هياء التي اتخذت دور الراوي لتسرد لنا لمحات من الماضي المخبوء في صدور السابقين ، ممن يمتلك عليهم حلم ، ولم يكن ذلك الحلم كبيرا على التحقيق أو محال ورغم شعورك الدائم وانت تتابع الرواية بأنك أصبحت عالق في الماضي وقوانين المجتمع التي لا ترحم ، الحلم الذي يجمع شيخه وموضي ونورة وهياء ومنيرة وجمال وأمل وعبدالعزيز والجدة .. كل شخصيات الرواية لم يغادروا حفرتين ، حفرة الفخ للمصيدة تحت زعم الخلاص من قسوة الماضي وخفاياه ، والقفز نحو المستقبل بالدراسة والوظيفة وسقف  بيت صغير ، والحفرة الأخرى هي القبر الذي يجمع رفات الأحبة ممن تصورا انهم منفلت ونمن نوازل الأيام ، وهذا (جمال( ضيف شرف هذه الرواية الكئيب الذيلا يرتوي من القسوة كما وصفته امل والذي يخجل من ماضيه ، ولايحب ان يذكر والده .. سبب وجوده في الحياه وفي وطن لم يمنحه شرف المواطنة وضن عليه بالجنسية ، يعيش بين اقرانه دون عائلة إلاجدته التي جاهدت من اجل اثبات حقه وحق ابنتها التي ماتت وتركتلها تلك الوديعة ، جمال الذي كان يطل علينا بين الفينة والأخر ىبغضب وعدم اهتمام بالعالم ، اعتمدت الكاتبه ان يكون جمال هو الجزء الذكوري الذي جاء داخل الرواية ليأخذ دور المنقذ الخفي الذي يأخذ بيد البطلة لتطفو على سطح الحقيقة الخالية من مثالية تقطر خجلا من صدمة الواقع المؤلم باننا نسكن ذواتنا ونبوح لانفسنا لأننا جميعا نفس الذات المغتربة والمنفصلة عن واقعها بفعل عالم افتراضي لا وجود له إلا في خيال الحالمين .

قلم / راضي جودة