نحن هنا والرئيس ليس في عزلة !- ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-08-08
نحن هنا والرئيس ليس في عزلة !- ميسون كحيل


نحن هنا والرئيس ليس في عزلة !

يؤخذ على كثير من السياسيين والكتاب وأصحاب المصالح الآنية والفصائلية الانغماس في أحاديث و أقاويل تدل على أن أعينهم تتجه نحو مصالحهم الشخصية؛ وهذه الظاهرة واضحة بجلاء! فقد خانتهم الرؤية؛ و التصق بهم سوء التقدير و تبخرت أحلامهم و تمنياتهم بعد أن أثرت على أفكارهم وأقوالهم وكتاباتهم، فالناس غير مقهورة ولا ترى أنها تتعرض للقهر والظلم والعقاب من الرئيس؛ وهم في حالة انتظار ما يمكن أن تصل إليه الأمور والتطورات و الرغبة في إسدال الستار عن مرحلة غريبة من مراحل النضال الفلسطيني ألا وهي مرحلة " الانقسام "؛ الذي هو أساس المشكلة كما أن الرئيس الفلسطيني ليس في عزلة؛ رغم أن تلك العزلة التي يتمناها كل مشكك ومتسلق على أبواب المصلحة الفلسطينية! فالعزلة بمفهومهم تجاه الرئيس تهميشه بشكل كامل عن كل أحداث وتطورات المعركة السياسية الفلسطينية؛ لفتح الأبواب لهم للتحكم والسيطرة على مفاصل الحياة السياسية للفلسطينيين دون أدنى اعتبار للمصلحة الفلسطينية. أما ما نراه وقد اشتركوا أيضا بها؛ فهي حرب من الضغوط و التجاوزات ضد الرئيس لتمرير الرغبة الأمريكية الإسرائيلية، و البقية لإضعاف الرئيس و استمرار تجميد الوضع وبقاءه على حاله من خلال الاستعانة ببعض المواقف العربية مقابل السماح لها في تمرير سياساتها في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية! فما تسمى الرباعيات سواء كانت عربية أم غربية باتت أهدافها مكشوفة من إحداث تغييرات في المنطقة على كافة الصعد السياسية والجغرافية والديمغرافية ،و تعبث بنوعية السلطات والحكم والاسترسال في تحديد الاختيارات فمن ينظر إلى المشهد بتمعن سيكتشف أن هناك مؤامرة لتنفيذ خطة أمريكية إسرائيلية عربية مشتركة للنيل من الحلم الفلسطيني، وهذه الخطة يشكل فيها الرئيس الفلسطيني أكبر عقباتها بالنسبة للاعبين السياسيين مخططين و منفذين؛ ومن الواضح تماما أن اللاعبين لديهم مسار موحد لتهميش أي دور نافع مجدي يمكن أن تقوم به بعض الأطراف العربية؛ لا بل تعمل على تجاهل دورها مثل المملكة الأردنية الهاشمية فما كان إلا أن يقوم جلالة الملك عبدالله بن الحسين بزيارة سريعة للرئيس الفلسطيني في رام الله و في شعار واضح وإعلان كبير لموضوع هذه الزيارة ألا وهو " نحن هنا "؛ وفي إشارة للمعنيين بأن العلاقة الأردنية الفلسطينية قوية ومتينة ولا يمكن لأحد العبث بها أو التأثير عليها رغم كل الطموحات والآمال التي تستهدف زعزعة هذه العلاقة! ومن جهة أخرى فقد أراد الملك أن يرسل رسالة واضحة للإسرائيليين مفادها أن العلاقة الدبلوماسية معها مهددة، وأن كل الأعمال التي تقوم بها ضد الرئيس الفلسطيني مرفوضة لأنه يمثل الشعب الفلسطيني والسلطة الشرعية؛ وليس هناك من شرعية يمكن أن تقرر عن الفلسطينيين مهما كانت جهتها و توجهاتها، أو أن تؤثر في سبل و نوعية الحلول التي تطمح إليها دولة الاحتلال و من لف لفهم من العرب و غير العرب!

ملخص الكلام لا بد من الإشارة أن الانقسام الفلسطيني مخطط إسرائيلي، ورغبة أمريكية، و تمنيات جزء منها عربي للأسف؛ ما يؤكد لي على الأقل أن الانقسام ما كان له أن ينجح و يستمر دون موافقة إسرائيلية بالحدود المسموحة والمقبولة، و ما كان له أن ينجح ويستمر بدون رعاية أمريكية، و ما كان له أن ينجح ويستمر دون دعم عربي لهذا الانقسام، وهذا عدا عن السيمفونية الإقليمية، و نوتات اللعب على أوتار المقاومة! ومن يظن مثل بعض الساسة والمثقفين والقابعين في بلاد الغرب وغيرهم أن الضفة الغربية قد تكون مقبلة على تحرك جديد للمقاومة فقد خانتهم تقديراتهم؛ ألم أقل هنا أن هناك قبول إسرائيلي للانقسام بمواصفات محددة وبحدود مسموحة ومقبولة ؟ لذا عسى أن تفشل المخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الشرعيات الفلسطينية والجغرافية الفلسطينية، وعسى أن تصحو بعض الأنظمة العربية التي باتت تخطط لشكل المنطقة العربية؛ وحتما ستفشل فنحن هنا والرئيس الفلسطيني ليس في عزلة؛ فالشعب معه ويدرك ما يدور في الخفاء. واللي مش عاجبه هذا هو بحر غزة .

كاتم الصوت: الرئيس حدد خياراته فقررت أمريكا قطع المساعدات ووصلت الرسالة الإسرائيلية العربية المشتركة بإعلان رفض هذه الخيارات !

كلام في سرك: الرئيس سيسبق الجميع في قرارات و خطوات استباقية سيحدد فيه حدود جميع الأطراف و إن غضبت!

حكمة اليوم :
الصديق الذي تشتريه بالمال غداً سيبيعك على أول الطريق.