البيضة و الحجر ورحيل الرئيس! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-08-04
البيضة و الحجر ورحيل الرئيس! - ميسون كحيل


البيضة و الحجر ورحيل الرئيس!

عندما قلت لكم في السابق لا تعنيني؛ وقصدت المعلومات التي تناولتها الصحف عن عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة حماس كنت أعلم مسبقاً أن المشكلة ليست في العروض والحلول والآمال؛ بل في العقول والنوايا والأهداف! فما من عاقل إلا و يدرك أن الباب الدوار لن يغادر بسهولة الواقع السياسي الفلسطيني على كل المستويات والصعد! لا بل فإن السياسة الوطنية الداخلية أصبحت كمهرجان أشعار وأفكار وخطب والعنوان المخفي الأبرز في هذه السياسة هو " البيضة والحجر و كومة من الأموال "! ذلك أن قطاع غزة البيضة التي تتمسك بها حماس في يدها محافظة عليها من التسليم، رافضة أن يشاركها بها أحد، وبإصرار شديد و دون ذلك ما هو بالنسبة إليها إلا خروجاً عن المسار الطبيعي الذي لا يمكن أن يميل إلى أي جهة أو مكان دون غزة أو أن تقبل حركة حماس بالتسليم أو التخلي عنها لا بل استعدادها للتحالف والتكافل مع أي جهة أخرى مهما علا شأنها أو سقط طالما أنها تصب في مجرى المسار الطبيعي الذي أشرت إليه فكومة من المال من ابن عاق لا يخرج عن المسار ولا يضر !

الحجر بيد حماس وتحاول قدر المستطاع أن تبعده عن البيضة كي لا يكسرها ولا يهم إن كسر كل شيء حولها! ذلك أن تصديق فكرة التخلي عن البيضة ليس في قاموس أفكارها مهما كان الثمن ! ويقال في الأمثال أن القوي ذلك الشخص الذي لا يهمه كل مَن حوله و القوة هنا عنوانها عدم المبالاة أو التفكير بإعطاء الأهمية للأخرين، وللقضايا العامة والأهداف المشتركة فيسير كما أراد يستمد القوة من رفض كل ما قصده شاعرنا محمود درويش في قصيدة " فكر بغيرك"! وهنا لا أدافع عن العروض والمبادرات فقد يكون الطرف الفلسطيني الآخر يفكر بنفس الطريقة من الاحتفاظ بالبيضة والحجر، لكننا في النهاية نريد أن ننهي الأمر و أن نضع البيضة في سلة الشعب كي يقول كلمته الأخيرة فلا مخرج لكل الخلافات والقضايا إلا المخرج الشعبي الفلسطيني فلا عروض ولا مبادرات ولا حلول ولا لقاءات يمكن أن تشكل مخرجاً للوضع الفلسطيني الداخلي بعد أن كثرت و تعددت، وبعد انتهاء مسلسل العواصم العربية التي أشرفت على لقاءات لم نجد لها تكملة حقيقية ولم نر منها إلا العودة مجدداً إلى الرفض و المناكفات السياسية التي لا تريد أن تنتهي حتى تحولت القضية واختزلت في السلطة والحكم والسيطرة وإنكار الآخر ورفض المشاركة السياسية الجامعة ! وفي الجهة الأخرى؛ أي لدى دولة الاحتلال فإنها سائرة في طريق تحقيق مطامعها وأهدافها على أنقاض الفًرقة الفلسطينية  التي اصبحت شعار المرحلة الحالية !

ما أريد تأكيده هنا وما أنا مقتنعة به "لا مصالحة في الأفق ولا نهاية قريبة للانقسام الفلسطيني" وكل ما يحدث ما هو إلا سياسة كسب الوقت؛ وهذه السياسة عنوان لكل الأطراف الفلسطينية التي تواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمن فيهم المنشقون عن فتح أو المفصولون منها إن صح التعبير! وعنوان  أيضا لأطراف عربية أصبحت ترى في وجود الرئيس الفلسطيني عائقاً لسياساتها؛ وعنواناً أيضا لدولة الاحتلال التي تعيش على امتداد حياة الانقسام! وهذا يدعوني لأن أقول للرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن أؤكد تفهمه من عدم رغبته في ترك شعبه في هذه الظروف؛ أنني واحدة من هذا الشعب الذي يعلم كل ما قام به من جهود لأجل وطنه وشعبه؛ ولكن أمامه خطاب تاريخي يضع فيه النقاط على الحروف، ويعرض به الحلول التي تعتمد على الشعب وليست الفصائل، وحينها على الشعب الفلسطيني أن يقرر نتائج الخطاب، فإما أن ترحل أو تستمر؛ وإن رحلت فدعهم يصلون إلى معرفة القيمة الحقيقية لشخصك ودورك الوطني، و الجهود التي لم تبخل على شعبك بها؛ وعلى كل ما تعرضت له في فترة قيادتك للنضال الوطني الفلسطيني .

كاتم الصوت: طفل فلسطيني يسأل والده " ليش يا بابا في ناس ما بتحب ابو مازن ؟" رد عليه ايش رح يفهمك إذا قلت لك إنو إسرائيل برضو ما بتحب أبو مازن!

كلام في سرك: فئات من الفلسطينيين لا تريد رئيس يتمسك بالثوابت الفلسطينية والحقوق المشروعة الممكن تحقيقها بل تريد أن تتحكم بالبيضة والحجر من على كرسي الرئاسة !

حكمة اليوم: المال قوة ! والسلاح بيد الجاهل بجرح .