الشر يعم والخير يخص!! المنطق الامريكي الاهوج في التعامل مع العرب بقلم:محمد فهد القحطاني
تاريخ النشر : 2006-05-04
الشر يعم والخير يخص!! المنطق الامريكي الاهوج في التعامل مع العرب:

محمد فهد القحطاني

هناك مبدأ في العسكرية، كنا نسمع به أيام التدريب العسكري الميداني، وكان كالسيف المسلط على رقابنا، وكان يهدف إلى ترهيب الفصيل العسكري بكامله، حتى ينضبط في سلوكه، وهذا المبدأ يقول «الشر يعم والخير يخص» أي أن كل خطأ يقع من أي فرد من أفراد المجموعة «الفصيل» يكون العقاب عليه جماعيا وكل فعل خير والتزام يكافأ عليه الشخص الذي فعله فقط. تذكرت هذا المبدأ وانا ارى الإدارة الأمريكية ترفع شبح 11 سبتمبر على الجميع بدعوي أن شر برجي التجارة العالمية يعم كل أمة «محمد». وهي بهذا الفعل والعقاب الجماعي تحسب انها تحسن صنعا!! ولا تعرف ان كثرة الدق الأمريكي يفك لحام الخوف الإسلامي!! ويجعل من الجميع مشاريع استشهادية، خصوصا والعقوبة الأمريكية متحققة بالفعل ومن غير الفعل، وهذا العقاب الجماعي من «الفتوة» أمريكا دليل على جنون العظمة وغرور القوة، فالقوة من غير عقل تعرف كيف تحارب الجميع وقد تنتصر في المدى القريب، ولكنها تفشل في كسب صديق واحد لجانبها، وتخسر ولاشك في المعركة على المدى البعيد.. وأمريكا برفعها لواء «معي أو مع الإرهاب» واعتناقها مبدأ «العقاب الجماعي على الفعل الفردي» عرفت كيف توقظ المارد الإرهابي والعنف الديني!! أكثر مما خطط وقدر «بن لادن» نفسه، فمبدأ «الشر يعم والخير يخص» يققل باب «التوبة» ويجعل من الجميع أشراراً وتصبح الأبواب جميعاً مغلقة الا باب الجريمة، فما دامت الإدارة الأمريكية تعتنق مبدأ رفعت الاقلام وجفت الصحف، في محاربة الإرهاب وتخلط بين المقاومة الشرعية والمقاومة الحرام!! وتنافق الجلاد «شارون» وتضرب بيد من حديد الضحية «حماس» فلا تلوم الا نفسها عندما تلتهب المنطقة في وجهها وتصبح الأرض العربية الإسلامية صفيحا ساخنا تمشى عليه، لانها لم تترك بابا من أبواب الكرامة الا قامت بسده في وجوهنا، ولم يبق أمامنا نتيجة لسياسة الإدارة الأمريكية العرجاء العوراء التي ترى الإرهاب الإسلامي الفردي وتنام قريرة العين عن الإرهاب الصهيوني الجماعي، إلا ان نعتنق أو نسلك احد الخيارين: إما الرضوخ والخنوع للابتزاز الصهيوني اليميني المتطرف، ونخسر الآخرة كما خسرنا الدنيا من قبل، واما ان نموت ونحن وقوف دفاعا عن الأرض والعرض والدين في وجه المغول الجدد وعصابات الارغون وشترن والهاغاناه الذين يريدون ان يقتلوا كل شيء جميل في ذاكرتنا.

وفي الاخير صدق الشاعر حين قال:

من لم يمت بالسيف مات بغيره

تعددت الأسباب والموت واحد

ومادامت «كل نفس ذائقة الموت» فيا اخي الفلسطيني المرابط ارفع راية الشرف ودع راية الخنوع والموت الذليل لغيرك.. والسلام.

[email protected]