عصافير التظاهر الوطني! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-06-26
عصافير التظاهر الوطني! - ميسون كحيل


عصافير التظاهر الوطني !

الانتقام من خلال التظاهر بالوطنية و ممارسة التشهير الآخرين والطعن والتجريح في صورة الوطني الشريف الحريص باتت مكشوفة للقاصي والداني فالموقف المعلن ضد السلطة الفلسطينية وضد الحكومة الفلسطينية والحرب المعلنة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم تعد أسبابها خافية على أحد فأصدقاء ورفاق الأمس كانوا معه مؤيدون لسياسته و مواقفه التي لم تخرج ولم تغادر الثوابت الوطنية الفلسطينية وداعمون لأسلوب التعامل مع الطرف الإسرائيلي من مفاوضات وتنسيق أمني وغيرها من القضايا وعلى العكس تماما مارسوا الضغوط لإحراز تنازلات أكثر لصالح دولة الاحتلال ولكنهم فشلوا. وعندما إكتُشف أمرهم تم إبعادهم عن المطبخ السياسي وهو سر غضبهم المستمر و ممارساتهم المشككة بالخط السياسي و الموقف الفلسطيني الشرعي. ولا أدافع عن طرف بعينه بقدر غضبي من مواقف طرف فلسطيني آخر صراعه لا يتعدى طموحات تبوء قمة السلطة حتى على حساب الثوابت والوطن الفلسطيني فالقفز في أحضان الآخرين من العرب والفلسطينيين الذين ليس لديهم من الأهداف الأولية سوى السيطرة على القرار الفلسطيني يشبه تماما القفز في أحضان دولة الاحتلال ورجالها الذين لا يزالوا يعرضون خدماتهم وفتح غرفهم والذهاب إلى أبعد نقطة من الدعم في سبيل إضعاف الموقف الفلسطيني الرسمي .

أكثر من مرة تم التلميح لبعض الأقلام والمواقع التي خصصت لنهجها أن يكون مسير ويهدف إلى شخصنة الطرح بقناع وطني و الحقيقة أن اختلاف المعنيين المقصودين مع القيادة الفلسطينية الشرعية على مستوى السلطة وعلى مستوى حركة فتح ليس له علاقة بالوطنية الفلسطينية والصراع واضح العنوان حيث لا يحمل معه أي دلالات سوى الرغبة في الانتقام لتهميش ما لهم أو لراتب مقطوع بحجة الوطنية التي باتت تقاس عندهم بمدى الدرجة التي يصلون إليها في معاداة القيادة الفلسطينية الشرعية ! فالعزلة العربية التي يتغنون بها وإن صدقت توقعاتهم ويرون فيها انتصار لهم ما هي إلا خيانة فالشماتة بقيادة فلسطينية تلتزم وتتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية ! وفي الإيعاز للسيطرة الأخرى في قطاع غزة فليس سببه إلا هم لأنهم مارسوا التهميش وعملوا على إرضاء دولة الاحتلال منهم ! و ها هم يعودون مجددا بثوب آخر يدعي الحرص على غزة وشعب غزة و يتحدون مع مَن وقفوا يوما ضدهم لإرضاء الغرب والاحتلال ليقفوا معهم الآن لإرضاء بعض العرب والاحتلال أيضا ! فالبوصلة بالنسبة إليهم اتجاهها ( دولة الاحتلال )!

نحن كشعب ومعظم الشعب الفلسطيني لا يهمه تفاهمات هدفها تقويض السلطة الفلسطينية والضغط عليها فقد باتت أهداف جميع الأطراف المشاركة بها مكشوفة الأهداف والطموح الفائض عن حده الراغب للسيطرة مهما تحطمت طموحات الشعب الفلسطيني على صخرة الصمود لا تهم خاصة لأنها فقاعة سينتهي مفعولها مع انتهاء تحقيق الرغبة من الوصول إليه لكل طرف منهم وجميعهم هدفهم إضعاف السلطة الشرعية ! وفي حين أنهم اعتمدوا على دول عربية مؤثرة فهذا لا يعني أن النجاح حليفهم وإن كان التأثير سيطال القضية الفلسطينية التي بالأصل لا تهمهم.


كاتم الصوتحركة فلسطينية تعمل على كل الجبهات فلن تترك محور تركيا وقطر وايران ولن تعادي مصر والإمارات وتلعب في ورقة المتغيرات بذكاء ! أحسنتم العمل في ركن الأغبياء .

كلام في سركالعداوة للشرعية الفلسطينية باتت قريبة جدا من العداوة لزمن ياسر عرفات، في محاولة منهم لإيقاع الرئاسة في خطأ ما ! واضح أن الشقيقة الكبرى تخاطر بتضحيتها التي ستندم عليها إذا ما استمرت ! أما القابضون على الأموال فلا هم هنا ولا هم يحزنون !

ملاحظة: نحتاج الى قيادات وطنية فلسطينية غابت عن المشهد السياسي للعودة مجددا ولا داعي لذكر الأسماء !