رصاصة الرحمة ! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-06-24
رصاصة الرحمة ! - ميسون كحيل


رصاصة الرحمة !

تلقت الجغرافيا الفلسطينية رصاصة الرحمة فكل ما يحدث الآن إنما يتم بمخطط مرسوم له استخدم فيه شخصيات متنوعة من الجنسيات وأدوات متعددة وشعارات توحي بالاتفاقات والتوافقات الداخلية المدعومة عربياً! فعزل غزة بات أمراً مفروغاً منه تحت مسميات عديدة بإشراف عربي وفلسطيني ودعم كبير وتنسيق من ومع إسرائيل؛ وذلك من خلال نشر صورة زاهية لشكل غزة القادم واتفاق بين طرفين فلسطينيين، و تفاهمات على الأرض توحي بالطمأنينة، و هدفها منع أي خطوات متوقعة للسلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية ما يؤكد هنا الدور العربي لإفشال أي جهود للسلطة في سبيل إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإرضاء إسرائيل التي تعمل على تثبيت حالة عزل غزة و عدم تواصلها مع الضفة الغربية كحل نهائي للوطن الفلسطيني الذي يعتمد على نقطتين رئيسيتين؛ وهما عزل غزة عن الضفة ومنحها مستقبلاً مطار وميناء ومنفذ بري مرتبط مع مصر بإشراف دولي وبرقابة إسرائيلية،  والنقطة الثانية إضعاف الضفة الغربية للقبول بما سيطرح عليها من حلول أقرب إلى نظام الحكم الذاتي وغير مرتبط بقطاع غزة!! و في الحقيقة تمنعنا الظروف ( كل الظروف ) أن نسمى الاشياء بمسمياتها، وهذا لا يمنع القول بأن هناك تهميش إن صح التعبير للسلطة الفلسطينية وحكومتها ورئيسها ورفض مطلق لخططها و رؤيتها و جهودها من خلال التعامل مع الأطراف الفلسطينية الأخرى بهذه الطريقة المعلنة ما أوصل الأمر إلى تحجيم وإفشال وإنهاء الخطوات التي أعلن عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي كانت مقرراً لها تجاه غزة ما يجعلنا نشك أن الرؤية الأمريكية نابعة من هذا المخطط في طرحها للحلول المستقبلية النهائية التي تقوم الإدارة الأمريكية بتجهيزها بمساعدة عربية! . قرأت من الأمثال ما يفيد " الفرق شاسع بين ما تعمل لشعبك وما تعمل لشعبيتك " وتلك المصيبة الكبرى في واقعنا الفلسطيني، فالأطراف المختلفة عربياً وفلسطينياً توافقت مع بعضها وأصبحت تستقبل وترحب فالغاية تبرر الوسيلة والحجة مصلحة غزة؛ بينما الحقيقة هي أن الثمن سيكون الوطن الفلسطيني والدولة الفلسطينية والجغرافيا الفلسطينية التي أطلقت عليها رصاصة الرحمة!

لم يبق من الوقت الكثير حتى نكتشف حقيقة ما يحدث فتغييرات الحكم لن تقف عند دولة بعينها بل ستمتد عند أكثر من دولة في الأيام والأشهر القليلة القادمة وستتركز حول الدور الشبابي الطموح " طموح خاص " على المقاس؛  فالمنطقة العربية في الخليج وفي باقي الدول العربية مقبلة على تغييرات في شكل و نوع الأنظمة و توافقها مع النظرة الدولية، والحلول المطروحة في مراكز القوى الدولية؛ و لهذه الأسباب وغيرها سعت بعض الأنظمة العربية وشخصياتها المؤثرة في الحكم على تثبيت حالة الانقسام الفلسطيني والتعامل معه على أنه حالة يجب أن تستمر للوصول إلى المبتغى لفرض الحلول وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، وطرح الوجوه التي ستتعامل مع هذا الواقع القادم الذي سيلغي تماما حلم الدولة الفلسطينية وعسى أن أكون مخطئة!

كاتم الصوت: اتضحت الصورة كيف خرج من آخر الصفوف ليكون في المقدمة !

كلام في سرك : محور عربي قرر التخلص من رئيس عربي!