الدول العربية والجيوستراتيجية العالمية بقلم:علاء الدين عبيد
تاريخ النشر : 2017-06-19
الدول العربية والجيوستراتيجية العالمية

ان ما تقوم به الدول العظمى ألان في المنطقة العربية هو في اعتقادي إعادة ترتيب للخريطة الذهنية للعرب والمسلمين تحديدا بالإضافة لمن يسكن هذه المنطقة من أجناس بشرية بغض النظر عن معتقداتهم او دياناتهم..
حيث تشهد المنطقة تحرك دولي ملحوظ في السنوات السابقة يرمي لإعادة ترتيب المناطق العربية وخصوصا الدول المحيطة بإسرائيل .. وبشكل غير مباشر تقوم الدول العظمى بتقسيم الأدوار فيما بينها وإعادة تشكيل التحالفات العسكرية وتولي الأدوار العسكرية التي من شانها تقسيم ودمج المناطق المتنازع عليها ، كما تشهد المنطقة صراعات فكرية وعقائدية بين أبناء الوطن الواحد كانت قد رتبتها دول النفوذ وخططت لافتعالها.
ومن هنا تأتي فكرة إعادة التقسيم الجغرافي بما يتناسب مع التخطيط الجيوستراتيجي لهذه الدول علما بان الحكومات العربية ليس في حساباتها هذا النوع من التخطيط والذي بدأت باستخدامه الدول العظمى لتطوير وتوسيع نطاق نفوذها وتقسيم العالم بما يتناسب واتفاقيات هذه الدول.
وإن التغيرات الملاحظة عالمياً في الوسائل الحربية المتعددة والوسائط الإلكترونية المستخدمة للرصد والكشف على الأهداف والاتصالات وراء خطوط العدو وكذلك الاستخدام الواسع لوسائط القتال عن بعد وأسلحة التدمير الشامل والحرب النفسية والإعلامية وحرب التشويش والتعمية والرصد الإلكترونية ، إلى جانب الحروب السياسية العالمية المتمثلة في فرض الحصار بأنواعه السياسي والاقتصادي وأيضاً حرب التجسس في كافة المجالات القائمة حتى بين الدول الصديقة جعلت الجيوستراتيجية تظهر في مخططات هذه الدول .
وهنا تتداخل الجيوستراتيجية مع الجغرافيا العسكرية التي تكمن أهميتها في اعتبارها علم يختص بدراسة الأرض ووصفها وطبيعتها والعلاقة بين ذلك وبين سير التحركات والعمليات العسكرية التي ستقوم عليها.
والواضح ان التخطيط الجيوستراتيجي يستهدف مسرح مركب يحوي عدد من المستويات السياسية والاقتصادية الخاصة بعلاقات الدول مع بعضها البعض وتحدد أنماط مسارح العمليات الرئيسية فيما بينها بما يتماشى وأهدافها للوصول إلى النتائج المرجوة منها.
والمؤكد هنا ان المنطقة العربية أصبحت هدفا له أبعاد جديدة بعيدة عن تلك التي نعرفها ضمن تعريفاتنا المتداولة منذ عشرات السنين .
وان كل ما هو حاصل اليوم من أحداث قد تحمل لنا مفاهيم جديدة قد نعي مضامينها بعد فوات الأوان .. ومن هنا يتوجب علينا ان نتأمل الصورة الكاملة والإطار العام لها لفهم واستيعاب ما يجري وراء كواليس هذه الاحداث.
والمعروف ان التقدم التكلنولوجي اعطى لهذه الدول امكانية تطوير العلوم الاستخباراتية والتقنيات المستخدمة في الحروب .
والجيوستراتيجية مفهومها تغير وتطور وأكتسب قاعدة شمولية وأصبح يعني الاستخدام الأمثل للمعطيات السياسية والاقتصادية والعسكرية للإقليم أو الدولة .

علاء الدين عبيد
مستشار وحلل اداري