في رثاء زهيرأحمد بكر الخطيب بقلم:د. حنا عيسى
تاريخ النشر : 2017-06-19
في رثاء زهيرأحمد بكر الخطيب بقلم:د. حنا عيسى


في رثاء زهيرأحمد بكر الخطيب

رئيس أتحاد الحقوقيين الفلسطينيين

عضو المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية  

بقلم:د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

يستحق  زهير الخطيب كلمة رثاء ووداع ، هذا حق الراحل على الحي المقيم ، وواجب الحي المقيم ازاء الراحل ، خاصة اذا نشأت بين الاثنين صلة من نوع ما . وقد نشأت بيني وبين  زهير الخطيب صلة الاخوة وتبادل الافكار  في مدينة  رام الله  والعاصمة الاردنية عمان للذكر لا الحصر .

نعم  .. بعيدا أوقريبا في آن واحد عن ارض الوطن  وفي ساحة العاصمة الاردنية عمان  رحلت اخي وصديقي  زهير الخطيب اليوم الاحد الموافق 18/6/2017م .

رحل  زهير الخطيب قائلا نعم لن نموت..نعم سوف نحيا .. هذه  الثنائية الموت والحياة ,بل أحادية الحياة والانعتاق والتحرر بكل مضامينها الوطنية  هي اختيار شهيدنا البطل  زهير الخطيب وهذا الاختيار ممتد ومتواصل  كما ترجمه استشهاد شاعرنا الكبير عبد الرحيم  محمود في الأربعينيات  من القرن المنصرم :

سأحمل روحي على راحتي                  والقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق                       وإمــا ممات يغيـظ الــعــدا

عشرات السنين  و زهير الخطيب في لهيب المعركة  وهو مع الأمل ...مع النهار ومع قطرات المطر وجذور  الصخر و الحجر ..مع الحياة .. مضى  وكل الأشياء في دمه  وبين كفيه حتى آخر لحظة  احتفظ بندى الفجر الأتي المشع بشراسة الموقف  المنحاز إلى الوطن و المنساب بين ذرات رمل الوطن..  نعم ,رحلت يا أخينا ويا حبيبنا ونحن بأمس الحاجة إلى فكرك  و حكمتك وخبرتك ..رحلت وأنت تبتسم للحياة ..تبتسم لأصدقائك ومحبيك ..رحلت وأنت تقول : انا لا احبك يا موت – لكني لا اخافك   .. زهير الخطيب ..رحمك الله.. قلنا لك في حياتك ونقول لك في مماتك :

في القلب انت  كخفق القلب نحمله                يسامر القلب يمحو الحزن بالمرح

 بوركت وبورك من أعطاك منزلة                  تبقى كتاج على الأمجاد و المنح

اللد تتيه بفخر  حينا نذكرها                   كالورد  فاض  على الاغصان بالملح

نعم رحلت أيها  المناضل ..رحلت وتركت  من ورائك زوجتك  وابنائك  وأصدقائك ومحبيك ..وتركت فينا الحنان والفرح و المرح ..تركت فينا الأمل والتفاؤل والحياة ..تركت  فينا الحب والاحترام ..تركت فينا لغة الاستمرار والبقاء ..تركت  فينا اليقظة والنهوض إلى الأمام ..تركت فينا أن نبقى على العهد  من اجل وطننا  فلسطين.

نعم ,سوف نبكيك ..لأنك تستحق البكاء الذي  يذرف من  اعيننا حزنا على رحيلك أيها   المناضل الكبير ..كبير في حياتك وكبير في مماتك.

اعلم أيها  المناضل الكبير بأنك كنت ولا زلت وستبقى في أعلى المراتب من قلوبنا.

لكل هذه الاسباب ، يمثل رحيل  زهير الخطيب خسارة ليس لذويه ومحبيه فحسب وهم كثر ، بل وللفلسطينيين والعرب ايضا ، فان الدرس الذي يستمد من سيرة شخص كزهير الخطيب يختزل بجملة واحدة : اذا تعارضت الايديولوجيا مع الوطنية ، فان الوطني يختار فلسطين . وهذا ما كان .

رام الله :18/6/2017م

((أرجو من سيادتكم  تسليم نسخة من المرفق  لزوجة  المغفور له))