" إفريقيا قارتي ، وهي أيضا بيتي "بقلم : تمارا حداد
تاريخ النشر : 2017-06-19
" إفريقيا قارتي ، وهي أيضا بيتي "بقلم : تمارا حداد


" إفريقيا قارتي ، وهي أيضا بيتي "

بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

هي مقولة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية والتي تؤكد اهتمام المملكة المغربية بإفريقيا ، كون المغرب بلد أفريقي بانتمائه ، يؤمن بقدرة أفريقيا على رفع التحديات التي تواجهها وعلى النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة لشعوبها لما يتوافر في إفريقيا موارد طبيعية وكفاءات بشرية هائلة .

تشكل القارة الإفريقية الأسبقية في السياسة الخارجية للمملكة ، وإحدى أولويات الملك محمد السادس ، يستند المغرب بعلاقاته ضمن ثقافة التقاسم والتفاهم من اجل تطوير متجانس ، فعلاقات المغرب بإفريقيا هي علاقات تاريخ مشترك وهوية متجانسة ومتكاملة في ظل انتماء جغرافي واحد ، تؤمها علاقات تاريخ وهوية وجغرافيا وإيمان وقناعة بالانتماء والمصير المشترك .

يقوم المغرب بتطوير نموذج متعدد الأقطاب ، لا يقتصر علاقاته مع إفريقيا بالاقتصاد بمختلف مكوناته سواء الخدمات بما فيها النقل واللوجستيك ، والتأمينات ، بل يتعداها إلى مجالات متعددة متنوعة ومتكاملة الاجتماعية ، ومنها الثقافية والأمنية والدينية .

في هذا السياق يولي المغرب أهمية خاصة للعنصر البشري في إفريقيا سواء من خلال التأهيل والتكوين أو عبر انجاز برامج التنمية ، والتي لها تأثير مباشر في تحسين ظروف عيش المواطن الإفريقي .

المغرب حريص على توطيد الأمن والاستقرار بمختلف مناطق القارة الإفريقية ، وهذا يتجلى في مساهمته في عمليات حفظ السلام تحت لواء الأمم المتحدة ، ومبادرات حل النزاع بالطرق السلمية ، إضافة إلى التعاون الأمني في محاربة الإرهاب ، أما في المجال الديني فانه يقوم بنشر الإسلام المعتدل  ، والتصدي لفكر التطرف والانغلاق .

يجسد المغرب علاقاته بإفريقيا بالبعد الإنساني والروحي ، ويقوي علاقاته ضمن علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدان إفريقيا ، إفريقيا هي التاريخ والانتماء ، يقوم الملك محمد السادس بتطوير الاستراتيجيات إزاء القارة الإفريقية والتي تؤكد الديمقراطية ودعم الناحية الاقتصادية وتعزيز الموارد البشرية .

المغرب من الدول الداعمة التي تعمل في إطار جنوب –جنوب كشراكة فاعلة ومنتجة للثروة ومبنية على مبدأ التنمية المشتركة في القارة وانجاز مشاريع تنموية ، يلتزم المغرب تجاه إفريقيا ليس بالشعارات وإنما بالأفعال الحقيقية ، ليحول هذه الاستراتيجيات إلى مشاريع ملموسة تعود بالفائدة على إفريقيا .

تبرز الأهمية الإستراتيجية لتواجد المغرب في إفريقيا ، على عدة مستويات :-

أولا :- المستوى الدبلوماسي ، حيث وقع المغرب 952 اتفاقية مع 80%من الدول الإفريقية تشمل مجالات التعاون ، التعليم ، الصحة ، البنية التحتية ، الطاقات المتجددة ، المياه ، وتطوير الشبكة الدبلوماسية المغربية في إفريقيا .

ثانيا :- المستوى الثقافي والديني ، يتخرج من الجامعات المغربية حوالي 25000 طالب إفريقي ، ويقوم معهد محمد السادس بتخريج الأئمة والمرشدين والمرشدات ، 78% منهم من السنغال والنيجر ومالي والكوديغوار وغينيا ورواندا وتنزانيا .

ثالثا :- المستوى العسكري ، يتواجد حاليا 1596 من القبعات الزرق المغاربة بالقارة الإفريقية ، وبلغ 60000 عدد القبعات الزرق المغاربة الذين تم نشرهم من اجل حفظ السلام في إفريقيا " الكونغو ، الصومال ، الكوديغوار، الكونغو الديمقراطية ، جمهورية إفريقيا الوسطى " .

رابعا :- المستوى الاقتصادي ، ثلث الاستثمارات الخارجية المغربية موجهة لإفريقيا ، حيث أصبح المغرب ثاني مستثمر إفريقي داخل إفريقيا والأول بغرب إفريقيا .

خامسا :- على مستوى الاتصالات ، يتوافر لدى المغرب بنية لوجستية كبيرة مثل ميناء " تانجر مد " الذي يوفر 34 خط بحري يوميا باتجاه 20 بلد في إفريقيا ، يوفر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء 32 رحلة يومية باتجاه مختلف عواصم القارة الإفريقية بمعدل 100 رحلة في الأسبوع .

المغرب يبقى في طليعة الدول الذي سيساهم بكل عزم في خدمة مصالح القارة وتعزيز وحدة وروابط شعوبها ، ويتطلع دائما إلى مواصلة إسهامه بمختلف الإشكالات والرهانات التي يواجهها ليعزز روح التكامل والاندماج الإفريقي ، ويفتح آفاق أوسع أمام التعاون بين دول إفريقيا ، ومع  باقي المجموعات الإقليمية والقارية في إطار احترام الخصوصيات والثوابت الوطنية لكل دولة .