بالخطوة السريعة نحو القِبْلَة!! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-06-19
بالخطوة السريعة نحو القِبْلَة!!  - ميسون كحيل


بالخطوة السريعة نحو القِبْلَة !!

إسرائيل باتت المشاهد الوحيد، والشاهد الأوحد المنتصر المستفيد للمشهد العام لما يحدث تحديداً في البلاد العربية من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان! فلم يعد خافياً على أحد أبعاد دور الدول الإقليمية في المنطقة الداعمة سراً وعلناً لإسرائيل " طهران واسطنبول" ! وفي لعبة مكشوفة لإظهار نفسهما الدول الحامية المدافعة عن حقوق الشعوب، والداعمة للحركات والقوى التي تتوافق معهما في النظرة الشمولية لطبيعة الصراعات، وسبل إيجاد الحلول لها حتى ولو كانت على حساب الرؤية المستقبلية، والشعارات المعلنة تمويهاً لتحقيق الأهداف التي تحددها وفق صراع البقاء مهما كانت الخسائر! قيل في الأمثال " ما شافوهم و هم بيسرقوا، شافوهم و هم يتقاسموا" وكأن هذا المثل ينطبق على حالنا العربي والفلسطيني أيضا؛ و من يركب الطائرة ويحلق فوق أجواء بلاد الوطن العربي من الخليج إلى المحيط سيشاهد حجم الهبوط الذي وصلت إليه هذه البلاد؛ وبحيث أصبحت تقريباً معظم الدول العربية تعيش حالات متفاوتة من الحروب، التشتت، الهجرة، الخلافات، والصراعات التي تؤكد أن جامعة الدول العربية كانت الكذبة الكبرى في حياتنا المعاصرة!

طهران وعبر القنوات الدبلوماسية السرية تحذو حذو اسطنبول بإقامة علاقات تجارية كبرى، و محاولات لإيجاد توافق سياسي حول جميع القضايا منها كما هو معلن إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في سبيل إيجاد الطريق المعلن رسمياً لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة أو إيجاد مخرج للوصول إلى التجربة التركية في بناء علاقات متينة مع إسرائيل؛ حيث ترى طهران أن دولة إسرائيل أمر مفروغ منه ولا يمكن تجاهله، وهذا الموقف الإيراني كان معلوماً على المستوى الدولي وبات معلوماً عند بعض الدول العربية التي يقال عنها أنها مؤثرة، والتي حاولت سحب بعض الأوراق من يد طهران ( من خلال وصف بعض هذه الأوراق وهي الأحزاب والحركات السياسية بوصف الحركات الإرهابية !) ثم تعمقت هذه الدول في محاولة السيطرة على بعض هذه الأوراق من خلال التوافق والإتفاق معها على بعض القضايا لسحب الوصف الذي قامت بوصفه لهذه الأحزاب والحركات! وقد ظهر إختلاط غريب لكثير من القضايا التي هي بالأصل مختلطة، ولم تعد المبادىء في درجة الأهمية في مقابل المصالح المشتركة بين الأطراف؛ حتى وصل هذا الإختلاط إلى الداخل الفلسطيني من عمليات توافق ولقاءات بين أطراف فلسطينية وشخصيات للتعاون فيما بينها على قاعدة المصلحة المشتركة لهم بعيداً عن محور القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني رغم إعلان البشائر!

إذا استمر الوضع العربي على ما هو عليه وإذا استمرت بعض الدول العربية اللعب على وتر الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، وإذا استمرت في محاولات السيطرة، والتأثير على القرار الفلسطيني والرؤية الفلسطينية من خلال دعم وإحتضان أطراف فلسطينية على حساب أخرى فهذا معناه في النهاية و مستقبلاً الحذو بالتجربة التركية عربيا وفلسطينيا بالخطوة السريعة نحو القِبْلَة الجديدة للدول العربية وبعض الفلسطينيين وهي ( إسرائيل ) !

كاتم الصوت: الخيانة كلمة تم حذفها من القاموس العربي والفلسطيني .! وعشر سنوات ضاعت !

كلام في سرك: خلاف فلسطيني عربي سيطفو على السطح رغم حالات النفي المرتقبة ...!