من ذكرى أبطال ثورة البراق إلى عملية وعد البراق , شهداؤنا كواكبٌ دريّةٌ لا تنطفئ بقلم:أوس أبوعطا
تاريخ النشر : 2017-06-18
من بين صخور الألم ينبجسون , ومن بين جبال الاحتلال والحصار يندفعون , هم مشاعلنا وهم بواسلنا , من عطا الزّير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي , ثلاثة ليوثٍ تنافسوا على الشهادة , إلى ثلاثة ليوثٍ مكملين للدرب والعهد , أبطال عملية القدس , عادل عنكوش و أسامة عطا وبراء عطا , بأيديهم الطاهرة قد غنى سلاح الكارلو المحلي الصنع في القدس , من قال إن شعلة الشهادة قد خفتت , أو أنّ شعبنا المقدام أضاع البوصلة من 87 سنة والعمليات لا تتوقف  , وموكب المقاومة لا يهدأ, ويقدم الشعب الفلسطيني الشهداء تباعاً على مذبح الحرية المضمخ بالدّم و الشجاعة .

تصادف، اليوم السبت، الذكرى الـ87 لإعدام سلطات الانتداب البريطاني، أبطال "ثورة البراق" محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.

وكانت قوات الانتداب البريطاني اعتقلت الشهداء الثلاثة، مع مجموعة من الشبان الفلسطينيين إثر "ثورة البراق"، التي اشتعلت شرارتها عندما تظاهر مستوطنون بتاريخ 14 آب 1929 لمناسبة ما يسمى "ذكرى تدمير الهيكل"، كذلك قيامهم بتنظيم مظاهرة في 15/آب في شوارع القدس وصلت إلى حائط البراق.

وحكمت شرطة الانتداب في حينه على 26 فلسطينياً ممن شاركوا في الدّفاع عن حائط البراق بالإعدام، ثم خففت الحكم إلى السجن المؤبد عن 23 منهم، وأبقت عقوبة الإعدام بحق جمجوم وحجازي والزير.

واعدم الأبطال الثلاثة في 17-6-1930 بسجن القلعة في مدينة عكا رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.

الشهداء الثلاثة في سطور:

- الشهيد محمد خليل جمجوم: من مدينة الخليل، وتلقى دراسته الابتدائية فيها وعندما خرج إلى الحياة العامة عاش الانتداب وعرف برفضه ومقاومته للاحتلال، فكان يتقدم المظاهرات احتجاجاً على اغتصاب أراضي العرب، وكانت مشاركته في ثورة عام 1926 دفاعاً عن المسجد الأقصى ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله.

- الشهيد فؤاد حجازي من مواليد مدينة صفد، وتلقى دراسته الابتدائية والثّانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعرف بشجاعته وحبه لوطنه.

- الشهيد عطا الزير من مواليد مدينة الخليل، وقد عمل في مهن يدوية عدة واشتغل في الزراعة وعُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية، وشارك في المظاهرات التي شهدتها الخليل احتجاجاً على هجرة اليهود إلى فلسطين.

وخطّ الأبطال الثّلاثة رسالةً قبل يوم واحد من إعدامهم، وجاء فيها: "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدّمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساساً لبناء استقلال أمّتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وان تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر".

الرّحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار والويل والثبور والعار للاحتلال الصّهيوني و طابوره الخامس من الأعراب , وللمطبعين والمطبلين والمزمرين خلف قافلة الكلاب المسعورة والمأجورة .

وعاشت فلسطين حرّة عربية أبيّة .

أوس أبو عطا

كاتب وشاعر فلسطيني