حال القضية الفلسطينية بعد 69 عاما من النكبة بقلم:محمد جبر الريفي
تاريخ النشر : 2017-05-19
حال القضية الفلسطينية بعد 69 عاما من النكبة بقلم:محمد جبر الريفي


تتزامن ذكرى النكبة التي المت بشعبنا الفلسطيني المسالم بتصعيد إسرائيلي على مختلف المستويات العدوانية سواء أكان ذلك على الصعيد الأمني من خلال عمليات القتل اليومي الذي يحدث في الضفة الغربية المحتلة أو في قطاع غزة المحاصر أو على صعيد التعنت والصلف والغطرسة الصهيونية بعدم الاستجابة لمطالب الأسرى الذين يخوضون بتصميم معركة الأمعاء الخاوية حتى تلبية مطالبهم الإنسانية التي ينص عليها القانون الدولى المتعلق بالأسرى مما يجعل الكثير منهم يتعرض لخطر الموت .... آخر عمليات القتل الإجرامية اليومية من قبل جيش الاحتلال هو ما تعرض له الصياد البحري الأعزل الذي لم يحمل سلاحا يهدد أمن الكيان محمد ماجد بكر الذي استشهد وهو يبحث عن رزقه داخل المسافة التي حددها جيش الاحتلال في عرض البحر شمال القطاع وهي جريمة شنعاء سبقها بيوم جريمة قتل المواطن الأردني بعد قتل الفتاة فاطمة حجيجي ذات الستة عشر عاما في باب العامود بالقدس.. عمليات قتل إجرامية يومية يرتكبها جيش الكيان الصهيوني بدم بارد دون تنديد من الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان باعتبار هذا القتل عملا إرهابيا .. واجتياح يومي لقطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك الذي أصبح حدثا مألوفا لا يستثير حمية الدول العربية والإسلامية لأن العين العربية والإسلامية لم تعد ترى منبر صلاح الدين الذي تعرض للحرق من قبل يهودي حاقد لفظه مجتمعه الأوربي وتكثيف غير مسبوق لحملة الاستيطان لتدمير أي عملية سلام قادمه يسبقها تطبيع كامل مع دولة مارقة على قانون نشأة الدول صنعها وعد مشؤوم جراحه ما زالت عالقة في الذاكرة الوطنية والقومية ...يحدث كل هذا التغول والإجرام الفاشي النازي الصهيوني ولا يقابل من المجتمع الدولي إلا بموقف الصمت والسكوت المطلق المتوحش وكأن الدولة العبرية التي أقيمت في مثل هذا الشهر مايو ايار من عام 48 هي دولة فوق القانون الدولي اما على الجانب الرسمي العربي فتواجه هذه الممارسات الصهيونية الفاشية والنازية العنصرية بسياسة مسالمة جدا وخطاب سياسي عربي ناعم مليء بمفردات السلام تعبر عنه المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 وتجري محاولات لإعادة طرحها بعد تلبية المطلب الإسرائيلي بتغيير بعض بنودها لتكون مرجعية واقعية جدا لإقامة تطبيع شامل مع كيان عدواني غاصب أقيم على أنقاض شعب آخر ..والكل العربي في انتظار ما يمكن أن يسفر عنه مسعى الرئيس الأمريكي ترامب الجديد الذي يسكنه هوس جنوني لم يتوفر لمن سبقوه من الرؤساء الأمريكيين لتصفية القضية الفلسطينية بكل فصولها من خلال حل إقليمي يهدف من ورائه تسجيل إنجازا سياسيا كبيرا باسمه في التاريخ الدولي المعاصر ...هكذا أصبح حال القضية الفلسطينية بعد 69 عاما من النكبة صعود إسرائيلي نحو التطرف السياسي والديني يقابله هبوط فلسطيني وعربي على مستوى المشروع الوطني والقومي والإسلامي ؛؛؛