للأسرى تحية
الإرادة ثقافة ، وها هم يتحدون السجان ، ولا يرضون بالظلم أو الضيم ، وأحسبهم قد أصبحوا يطوون على الخمص الحوايا ، بالماء والملح ، كي لا يركوا ، وإن جاعوا ، فحياة الحر تشبه حياة الملاك ، فنعيم الحرية يفوق نعيم الشهوات ، وندعو الله أن يكلل إرادتهم بالنصر على السجان ، فهم مدافعون عن الوطن ، وحريتهم الحمراء كناية عن عمق التضحيات بالنفس والمال من أجل الحياة الكريمة التي لا تنهض على طعام وشراب من خلال طوق الظلم ، بل شبوا عن الطوق وسطروا أسطورة من شأنها أن تعلم الأجيال.
فالشنفرى قد خاطبهم من صحراء ومفازة ، وهم في خيام في عمق الصحراء ، فالواعظ لهم في هذين البيتين من لاميته ؛ إذ يقول :
ولكنَّ نفساً حُرَّةً لا تقيمُ بي على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
والتحول قريب إن شاء الله .