الاسلوب التواصلي في تدريس اللغات بقلم:محمود عطية فرحان
تاريخ النشر : 2017-05-14
الاسلوب التواصلي في تدريس اللغات بقلم:محمود عطية فرحان


الاسلوب التواصلي في تدريس اللغات

Communicative Approach in Teaching Languages

م محمود عطية فرحان  

شهدت وسائل التعليم  في العالم   فيما يتعلق باللغة  وفروعها تطورا ملحوظا في الاونة الاخيرة  مما انعكس ايجابا على مستوى المتعلمين والراغبين بتطوير مهاراتهم اللغوية  في كل الاختصاصات وليس التدريس فقط . ومن بين الاساليب التعليمية الحديثة المتبعة  في تطوير المهارات اللغوية للطلبة هو الاسلوب التواصلي. فالأسلوب  التواصلي  هو اسلوب ( (approach او منهج (method) يستخدم في تدريس اللغات الاجنبية وقد ظهر هذا الاسلوب في سبعينيات القرن الماضي  كرد فعل ازاء الطرائق الاخرى التي ظهرت قبله , كأسلوب الترجمة الحرفية و الاسلوب المباشر  كذلك اسلوب السمع اللغوي حيث اثبتت هذه  الطريقة عدم كفاءة في تدريس اللغات , لذلك ومن منطلق علمي  أكد علماء اللغة التطبيقية الحاجة الماسة لتطبيق منهج جديد وهذا المنهج يجب ان يكون  قائما على نهج تعليم اللغة عن طريق التفاعل وتطوير المهارات التواصلية بالإضافة الى  الكفاءة الوظيفية .

ومن اهم ما يميز هذا المنهج هو اعتباره اللغة وسيلة للاتصال والتواصل .وبما ان التواصل يتضمن مجموعة من الوظائف التي تشمل البحث عن المعلومات seeking information  والتعبير عن الاعتذار apologizing  والتعبير عن ما نحب ونكره  (  likes and dislikes expressions) لذلك فهو يستخدم الاسلوب التواصلي داخل الصفوف الدراسية  من اجل رفع قدرة الطلبة على استخدام اللغة بطريقة ذات دلالة ومغزى وممكن الاستفادة منه في الحياة اليومية اذن هو منهج مخصص وموجه للطلبة والراغبين بالتعلم  معبرا عن حاجاتهم واهتماماتهم .

يرّكز الاسلوب التواصلي على وظائف اللغة لسبب بسيط  فهو يؤهل  المتعلمين  ويزودهم بالقدرة التواصلية مع اصحاب اللغة الاصلية عند سفرهم الى هذه البلدان  والمعايشة هناك او حتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي  . ولأهمية المنهج التواصلي نرى اليوم ان المعنيين بالشأن التعليمي يعلقون عليه امالا في تطوير اللغة لدى الدارسين ويوفرون السبل والوسائل لتنمية المهارات التواصلية لدى الطلبة  كتوفير المنهج الدراسي الحديث  الذي يهدف بشكل اساس الى تنمية هذه القدرات وكذلك تدريب الكوادر التدريسية من اجل تحقيق الهدف المنشود لذلك فالمنهج التواصلي  يساعد الطلبة والمهتمين بالشأن التعليمي  من استخدام لغة الصرف كوسيلة طبيعية لإدارة وتوجيه الصف وهذا بدوره يعكس لنا اكتساب اللغة الطبيعي .

فهو يعطي  اولوية  لتطوير المهارة الاصغائية الشفوية داخل الصف emphasis on oral and listening skills in the classroom )...مع اهمال الاخطاء البسيطة فارتكاب الاخطاء هو جزء من تعلم اللغة بشكل عفوي (errors are natural part of learning language) , نحن نرى اليوم كأساتذة لغة ان المنهج التواصلي  لا يقتصر على استخدام المهارات الشفوية فحسب وانما على مهارات القراءة والكتابة لرفع ثقة الطالب بنفسه ) reading and writing skills ) وذلك باستخدام

مصطلحات ومفردات شعبية ولغة دارجة ( use of idiomatic expressions , slangs and everyday language)  او يلجأ لاستخدام مصادر موثوق بها مثل الجرائد والصحف والمجلات والنشرات والدوريات والبرامج التلفزيونية كنوع من التحفيز على التواصل وتنمية المهارات التواصلية .

 محمود عطية -استاذ اللغة والترجمة جامعة بغداد

كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية / قسم اللغة الانكليزية