حكايات الثريا : حكايات أمي (١٢)بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية
تاريخ النشر : 2017-05-13
حكايات الثريا : حكايات أمي (١٢)بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية


حكايات الثريا ::::

حكايات أمي :::  (١٢)

هذا وقد قامت الإدارة المصرية ببناء مدينة النصر والخاصة بأُسر الشهداء في المكان الموجودة عليه حتى الآن وحولها مساحات واسعة من الاراضي قام سكان المدينة بالاستحواذ عليها وبناء منازل لهم فيها لاستخدامها للتوسع وتزويج أبنائهم أو يقومون ببيعها لسكان آخرين وقامت ببناء مسجد ومدرسة في هذا المكان لخدمة السكان ومجاورها كان مستشفى الاطفال الحالي، ولم يكن للاطفال سابقاً وانما كان مستشفى عام ... و لتُطور الاقتصاد في القطاع قامت الحكومة بتوزيع الأراضي شمال مدينة غزة والتي كانت عبارة عن سوافي رملية وأحراشات ، وذلك بأثمان رمزية الهدف منها هو زراعتها بالحمضيات ( استناداً لخبراء زراعة مصريين بأن هذه الأرض تصلح لتلك الزراعة) وأطلق على هذا المشروع الزراعي اسم (مشروع عامر) ، الذي أصبح من أهم المشاريع الزراعية الكبيرة في القطاع ، يوفر مبالغ مالية كبيرة ، وقد استوعب هذا المشروع أعداداً كبيرةً من العمال ، وبعد أن أصبح الشجر منتجاً للثمار ، فكان يصار لتصديرها الي الخارج عبر البحر حيث تأتي السفن الكبيرة لتفرغ حمولتها من الاسمنت والحديد وبعض الأصناف التي يقوم تجار غزة باستيرادها كالأغنام والأدوات المنزلية ومن ثم تشحن بالحمضيات فكانت حركة التجارة نشطة بشكل كبير وتم استيعاب مئات العمال في مصانع تشميع وتغليف الحمضيات ومن ثم تعبئتها في صناديق مخصصة لذلك تُحضر مع السفن ويتم تجميعها في غزة.

كانت عملية التصدير تتم عبر نقل صناديق الحمضيات عبر شاحنات تنزل الي الشاطئ وتسير على صفائح حديد قوية لتمكنها من السير على رمال البحر الناعمة ومن ثم ينقل العمال وكان يطلق عليه اسم (عمال أبو عصر) ينقلون الصناديق على أكتافهم من الشاحنات الي المراكيب الكبيرة والتي يطلق عليها اسم (الجرم- الجروم) وهي مراكب خشبية كبيرة وعريضة وطويلة وكبيرة الحجم تتسع لعدة أطنان من ٥-٨ أطنان وهذه المركبات كانت تستخدم في ميناء يافا وقد احضر معظمها أهالي يافا عندما هاجروا الي القطاع عبر البحر ومن ثم استخدامها بعد أن قاموا بإصلاحها ولم يكن لهذه المراكب أيّ أجهزة لتحريكها وانما كانت تربط بلنشات صغيرة ذات مواتير وتسحبها الي جوار السفن الراسية قبالة ساحل مدينة غزة ليتم رفع الصناديق بواسطة ونشات السفن ، وكذلك كان يتم تنزيل المواد المستوردة من السفن الي الجروم بنفس الآلية ومن ثم ترسل الي الشاطئ  ثم الي الشاحنات عبر العمال . استمرت عملية الاستيراد والتصدير من والي قطاع غزة عبر هذه الآلية ، ولعدم وجود رصيف ميناء فقد تحطمت بعض السفن والمراكب نتيجة النوات البحرية التي تسببت في انجراف تلك السفن واصطدامها بالصخور الضخمة التي لا تبعد كثيرا عن الشاطئ ومنها (صخرة العجوز) وغيرها .هذا ولم تكن الحمضيات الصنف الوحيد الذي يصدره قطاع غزة بل كان هناك حبوب الخروع التى كانت تُزرع لهدف تصديرها لدول أجنبية تستخدمه في صناعة الأدوية ٠

وبعد حرب عام ١٩٦٧ واحتلال إسرائيل لكامل اراضي قطاع غزة فقد توقفت عمليات الاستيراد والتصدير واختلفت كثير من أساليب الحياة وبرزت المقاومة الشعبية والتي كانت سبباً في القلق المستمر لقوات الاحتلال وسنتحدث عن ذلك لاحقاً.

هذا وقامت الإدارة المدنية الإسرائيلية في قطاع غزة بإعادة عملية الاستيراد والتصدير وخاصة الحمضيات من قطاع غزة ، وبالفعل نشطت هذه العملية بشكل كبير وازداد عدد السفن الأجنبية التي تقوم بإفراغ حمولتها على شاطئ قطاع غزة ، مما حدى بسلطات الاحتلال الي بناء رصيف يسهل دخول الشاحنات عليه ووقوف الجروم المحملة بالمواد الي جانب الرصيف حيث يتم ربطها بالرصيف وقاموا بتدريب بعض الشباب الفلسطيني  على تشغيل الوينشات (الروافع) التي احضروها على الرصيف واستمرت هذه العملية بنجاح كبير مما أدى بالإدارة المدنية وقوات الاحتلال الإسرائيلي ببناء رصيفاً آخر وكانت نشاطات حركة الإستيرد والتصدير كبيرة جداً فقد وصل عدد البواخر التي ترسو قبالة شاطئ غزة الي اكثر من ثلاثون سفينة تنتظر دورها في التفريغ أو التحميل ، إلا أن كل ذلك توقف تماماً أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ وانسحبت السفن الي ميناء اسدود ، واغلق الباب على هذا المشهد بالكامل الي هذا الوقت .

يعطيكي العافية يا والدتي ، تحدثنا عن فترة الخمسينيات وعن النشاط السياسي في تلك الفترة ، دعينا الآن ننتقل الي حياة معسكر الشاطئ في تلك الحقبة وترابطها مع حياة المدينة (غزة) ، ... كان لسكان معسكر الشاطئ وبحكم وقوعه غرب مدينة غزة ولا تفصله مسافات واسعة عن المدينة أن ازداد من احتكاك سكانه مع أهالي مدينة غزة وهذا أدي الي تنشيط العمل والتبادلات التجارية (البيع والشراء) خاصة بعد أن تم بناء سوق في المعسكر شطره نصفين من الجنوب الي حتي نهايته في الشمال ، قبل أن يتم بناء الجزء الثاني من معسكر الشاطئ وهو (الكامب الشمالي) والذي أقيم على اراضي الاحراش التي تم تقطيع أشجارها من قبل السكان واستخدامها كوقود للخبز والطبخ ، وهذا مهد بشكل كبير الي توسيع مساحة المعسكر في الإتجاه الشمالي ومن ثم في الاتجاه الشرقي ولكن بشكل محدود لان الأراضي المحيطة بالمخيم هي اراضٍ حكومية أو ملك للمواطنين.

هذا وقد أدت آلية تقسيم معسكر الشاطئ وباقي المعسكرات على شكل بلوكات يتم تسكين اهالي كل قرية فيه إلى جعل الناس يشعرون وكأنهم لازالوا في قراهم خاصة وان سكان كل قرية فضلوا اطلاق اسماء قراهم على كل بلوك يقطنوه مثل بلوك الحمامية وبلوك الجوراني وبلوك المجادلة وبلوك اليبانوي وبلوك البدارسي وبلوك البرابرة وبلوك الياباني ، هذا وقد استمر السكان في ممارسة كافة عاداتهم وتقاليدهم التي كانوا يمارسونها في قراهم الأصلية من احتفالات في الاعياد والمناسبات الدينية والزواج والختان (الطهور) وغيرها من العادات ، مما ذكرناه في بداية الحكايات ، هذا وأصبح هناك اندماجاً تدريجياً بدء بطيئاً بين سكان كل مخيم لاختلاف العادات والتقاليد والسلوكيات ، ولكن مع مرور الزمن أصبح التقارب بين سكان تلك القرى اكثر قرباً وتفهماً ، ونشأت علاقات محبة وشعور بأن الجميع في الهم سواء وأن الجميع يسعى للعودة الي مدنهم وقراهم التي هجروا منها ، وقد صاحب ذلك شعوراً وقناعات ومفاهيم جديدة تبدلت بسبب طول فترة الهجرة ، فلم تعد عادات أيّ قرية او مدينة نقية خالصة للعادات السابقة ، بل طُعمت بعادات وسلوكيات من قرى أخرى مما زاد من عملية التقارب والتفاهم والقناعات والتي أدت الي تصاهر الكثير من العائلات من القرى المختلفة، في حين كان ذلك غير مرغوباً فيه بل مكروهاً لدى المهاجرين ، ... ازدادت العلاقات الاجتماعية في المعسكر بين العائلات والتجمعات السكنية واصبحت أكثر قوة وترابطاً وأصبح الجميع يعرفون بعضهم البعض وزاد ذلك من المشاركات في جميع المناسبات وحلقات النقاش ، وساهم في ذلك وجود النادي الرياضي الذي أنشأته وكالة الغوث في المعسكر والذي استقطب العديد من الشباب وساهموا في كافة النشاطات الرياضية من كرة القدم واليد والباسكت بول والعاب القوى بكافة أنواعها والمصارعة والملاكمة ، وقد حقق هذا النادي بطولات مميزة في المشاركات والمسابقات الرياضية على مستوى القطاع وكان يحرز المراتب الأولى في معظم العاب القوي والملاكمة والمصارعة والجري ، وامتلأت أرفف مكتبة النادي بعشرات (الكؤوس) ، واصبحت الحياة الرياضية في النادي فخر لكل سكان المعسكر، ونشطت الحلقات الثقافية والنقاش في كافة الأمور السياسية ، وبرز بعض الأشخاص بتميزهم فكرياً ، وخاصة القوميين والشيوعيين و بعض الإخوان ، الذين كان نشاطهم لا يخرج من دائرة بعض المساجد وغرف الذكر والدروشة وبعض الجمعيات تحت شعارات ومسميات تحفيظ القرآن وغيرها.

بدأ العديد من فئة الشباب بالانطلاق نحو المكتبات العامة والخاصة للمطالعة والاطلاع لتثقيف أنفسهم وقد ادي ذلك الي احتكاكهم مع القادة والكوادر الحزبية القديمة والتي قادت مرحلة الانفتاح الفكري والسياسي مواكباً ذلك حركة التحول العربي ونمو الفكر القومي والديمقراطي والذي قاده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فأصبحت التجمعات حول المذياع في المقاهي أو في الساحات لسماع خطابات عبد الناصر عبارة عن مدرسة فكرية لكافة الأجيال من الشباب ولكافة السكان ويتبعها حلقات نقاش وتحليلات واسعة أدت الي رفع سقف التوقعات لدى الجميع بأن تحرير فلسطين بات قاب قوسين أو ادنى ، خاصة بعد أن بدأ الحديث عن توجهات بعض القيادات الفلسطينية التاريخية نحو انشاء كيانية فلسطينيةً مستقلة ً تعنى بتحرير فلسطين ، وبشؤون الفلسطينيين ، وتحقيق العودة للاجئين ، وكان هذا النشاط يوجهه الإنفعال والإندفاع نحوالتطلع إلى إقامة هذه الكيانية ، فكان السكان وعبر الإذاعات يتابعون تكليف الجامعة العربية للسيد ( أحمد الشقيري ) للقيام بمهمة التواصل مع كافة الفلسطينيين في الشتات  للتباحث معهم حول إقامة تلك الكيانية الفلسطينية وشكلها وأنسب المسميات لها ٠

 لاقى الشقيري إهتماماً كبيراً من الناس وتابعوا سماع أخباره ونشاطاته ، وأصبح حُبهم له غير موصوف ، خاصة بعد أن بدأت تنتشر معلومات عن تاريخ والده وأسرته الوطنية المناضلة عبر التاريخ الفلسطيني ، وعنه هو شخصياً ، وعن المناصب التي شغلها فى حكومة المملكة العربية السعودية ، وعن ثقافته ومقدرته البليغة فى الخطابة ، ووعيه السياسي ، ومؤهلهاته الدراسية ، حيث درس القانون وكان مندوباً للمملكة العربية السعودية فى الأمم المتحدة ٠

( سننشرر نبذةً مُختصرةً عن السيد أحمد الشقيري في نهاية هذه الحلقة ) ٠

وقد أدى ذلك إلى تأييده فى كل توجهاته ، مما مكنه من وضع اللبنات الأولى لإنشاء الكيانية الفلسطينية تحت مسمى ، ( منظمة التحرير الفلسطينية ) ، ولاقى التأييد والترحيب الكبيرين من قِبَل كافة السكان والعديد من الأحزاب السياسية الفلسطينية ، فى حين تحفظ عليها الحزب الشيوعي ، ورفضتها حركة الإخوان المسلمين ، وكلاهما له أسبابه وليس هنا مجال الحديث عن تلك الأسباب فى حلقات حكايات الثريا ٠

أُعلن عن إقامة منظمة التحرير الفلسطينية فى المؤتمر التأسيسي للمنظمة المنعقد في مايو / أيار من عام ١٩٦٤ م  ، في مدينة القدس ، حيث تم إختيار السيد أحمد الشقيري رئيساً للمنظمة ، ووضع الميثاق القومى الفلسطيني الذي أكد على معطيات الفكر السياسي الفلسطيني الرئيسية التى سبقت عام النكبة ١٩٤٨ م والتى جميعها تؤكد على عروبة فلسطين ، وحق السيادة عليها ، وحق أهلها فى تحريرها ، وغيرها من القضايا التى نشأت طوال مراحل تطور الفكر السياسي والنضالى الفلسطيني ٠

هذا ودون الدخول في كواليس إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، إلا أن إنشائها لاقى إعترافات بها من معظم الدول العربية ، وكذلك إعترافات معظم الحركات الفلسطينية السياسية والنقابية والنوادي والجمعيات والإتحادات الوطنية والمستقلين ، والبرجوازيين ،   مما أدى إلى دخولهم جميعاً إلى إطار المنظمة من أوسع أبوابها ألا وهو ( المجلس الوطني الفلسطيني ) ٠

هذا وقد أُعلن عن البدء فى تشكيل جيش التحرير الفلسطينية  ، وكان لهذا الإعلان ، أن دفع بقيادة حركة فتح غير المعلن رسمياً عنها كفصيل سياسي فى الساحة الفلسطينية ، والتى كانت تضم كافة المؤسسين والقيادات والمنتسبين والمؤيدين ، أن قامت ( فتح) بالإعلان عن نفسها في الاول من يناير عام ١٩٦٥م عبر عملية عسكرية مميزة ( عملية عيلبون )  تعبيراً عن الفكر السياسي لتنظيم حركة فتح وفلسفتها النضالية والتى عبر عنها أول بيان عسكرى لها تضمن دستور الحركة ألا وهو ( الكفاح المسلح ) ، حيث تطابق هذا الفكر فيما بعد مع فكر م.ت. ف ، وأصبح هو بمثابة الفكر السياسي والنضالي والعسكري لها بشكل عام وللشعب الفلسطيني بشكل خاص ، خاصة بعد أن تولت حركة فتح رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الزعيم  ياسر عرفات ( أبو عمار ) ٠

قامت حركة فتح بالإنضمام  إلى م. ت. ف منذ نشأتها وأعلنت عن إنطلاقتها بعد عدة أشهر من إنشاء المنظمة ، وكان ذلك فى الأول من ياناير عام ١٩٦٥ م ، حتى لا تفقد مبرر وجودها النضالي بسبب إنشاء جيش التحرير الفلسطينى ٠

نشطت الحياة السياسية في القطاع بشكل عام وفى معسكر الشاطئ بشكل خاص لملاصقته لمدينة غزة التى ضمت فعاليات كل النشاطات السياسية والتنظيمية و الإجتماعية ، لذا ازداد الحراك والتفاعل لدى السكان والمثقفين والحزبيين وأصبح متابعة الأخبار السياسية واسعاً عبر الإذاعات والجرائد والصحف والمجلات المصرية وخاصة جريدة الأهرام وهي من أكثر الجرائد مبيعاً بسبب المقالات السياسية الأسبوعية التى كان يقوم بكتابتها الكاتب الصحفي رئيس تحرير الأهرام   ( محمد حسنين هيكل) ، والذى أصبح المثقفون فى المعسكر يتفاخرون بأنهم يقرأون مقالاته الأسبوعية ويخوضون مناقشات وتحليلات حول خطاباته بشكلٍ ينم عن نهضة الوعي الثقافي والسياسي لدى المواطنين ٠

والدتي لديّ سؤال بسيط وهو كيف كانت الصحف المصرية تأتي إلى القطاع ؟

مع إزدياد الإنفتاح على مصر والتواصل مع الكثير من الجامعات والمثقفين ومع تسهيل السفر منها وإليها ، كانت تأتى للقطاع عشرات البعثات الشبابية و طلاب الجامعات من المصريين لزيارة غزة ، وكذلك البعث الرياضية للمشاركة فى مسابقات رياضية مع الفرق الرياضية الفلسطينية والنوادي الرياضية فى القطاع ، وكان لحركة القطار المصري القادم من محطة باب الحديد في ميدان رمسيس فى القاهرة إلى محطة القطار التى أقامتها الإدارة المصرية في منطقة الشجاعية ومتوازيةً مع شارع صلاح الدين ، ( سوق الشجاعية الشعبى الحالى ) ، وكان القطار عادة محملاً بالمسافرين وبمختلف البضائع المصرية وكافة الصحف والمجلات والنشرات و الكتب المصرية والتى كان يتسلمها بعض الوكلاء ويقومون بتوزيعها على كافة الباعة على مستوي القطاع وكان ذلك يتم بعد الساعة الخامسة مساء اً موعد وصول القطار إلى غزة ، هذا وكانت جريدة الأهرام وغيرها تملأ منطقة دوار الميناء ( وهو نهاية شارع عمر المختار من الغرب وإلتقائه مع شارع الرشيد ) ، وقد كانت هذه المنطقة تعتبر المركز السياحي والتجاري الأول فى مدينة غزة لوجود مجموعة الفنادق التى ينزل بها كافة البعثات والقادمين من المصريين والأجانب والسياسيين إلى قطاع غزة ٠

بعد الإعلان عن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، و الإعلان عن تشكيل جيش التحرير الفلسطيني ، ووَضع النظام الداخلي للمجلس الوطنى الفلسطينى ، والميثاق القومي الفلسطيني ، وترأس السيد أحمد الشقيري للمنظمة ، قرر القيام بزيارة قطاع غزة وأعلن عن التجنيد الإجبارى لإعداد جيش التحرير الفلسطيني الذي سيأخذ على عاتقه تحرير كامل التراب الفلسطيني ، وقد لاقى هذا الإعلان قبولاً غير عادياً من قبل سكان المعسكرات أدى لتدافع الناس والشباب لتسجيل أسمائهم  في مكاتب المنظمة للتجنيد الإجبارى والإلتحاق بجيش التحرير ، حيث قامت المنظمة بإنشاء مكاتب لها في كافة مدن ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة ٠

لحظة والدتى سَلمتِ وسلم لسانك على هذه المعلومات القيمة ، وأستأذنك بأننى سأقوم ببعض التعديلات أو الإضافات لزوم الصياغة ولتوصيل الأفكار والمعلومات للقُراء والمتابعين بشكك سلس ومترابط ، واسمحي لي حتى تكتمل الصورة بالحديث عن مواقف القوي السياسيه من نشأة منظمة التحرير الفلسطينية ، وعن أثر نكسة حزيران من عام ١٩٦٧ م  على الفلسطينيين والتى أدت بإسرائيل إلى إحتلال قطاع غزة بالكامل وإنتهاء دور الإدارة المصرية فى القطاع وإنشاء قوات الإحتلال الإسرائيلي ما عُرف بالإدارة المدنية ٠

تفضل يا بنيّ إحكي ما تراه مناسباً لأن في ذلك فائدة كبيرة للقارئين ولمن فاته قطار المعرفة والمتابعة  ٠

شكراً والدتى ، ودعينا نكمل ذلك فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ٠٠٠

( نبذة عن السيد أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ) :::

( ولد أحمد الشقيري في مدينة عكا شمال فلسطين في العام ١٩٠٧ م ، درس في مدرسة الحقوق في القدس وفى الجامعة الأمريكية فى بيروت ، زعيم المعارضة فى شمال فلسطين فى ثلاثينيات القرن الماضي ، عضو حزب الإستقلال رئيس مكتب الدعاية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية في العام ١٩٤٥ م ( وبعد ذلك فى القدس ) ، عضو المجلس الأعلى الفلسطيني في العام ١٩٤٦ م ، عضو الوفدالسوري إلى الأمم المتحدة فى عام ١٩٤٩ م ، أمين عام مساعد لجامعة الدول العربية ، مسؤول عن القضية الفلسطينية من عام ١٩٥١ وحتى عام ١٩٥٧ ، وزير المملكة العربية السعودية لشؤون قضايا الأمم المتحدة وسفيرها للأمم المتحدة من عام ١٩٥٧ وحتى عام ١٩٦٢ ، فى عام ١٩٦٣ تم تعيينه في جامعة الدول العربية كممثل لفلسطين  إليها  ( حل محل أحمد حلمي الذى توفى ) ، كتب المسودة الأولى من الميثاق الوطني الفلسطيني والذى أصبح النظام الأساسي لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، و أول رئيساٌ لها من عام ١٩٦٤ حتى عام ١٩٦٧ م ، شكل جيش التحرير الفلسطيني ، توفي في عمان عام ١٩٨٠ م ، نشر مذكراته تحت عنوان أربعون سنة من الحياة العربية والدولية ) ٠

دكتور //عز الدين حسين أبو صفية ،،،